تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لجامعات وكليات وشعب ذات استقطاب محدود.

إن هذه الازدواجية في معايير ولوج التكوينات الجامعية تنعكس سلبا على التكوين ومخرجات التكوينات الجامعية ذات التخصص الشرعي، كما أنها مكلفة من الناحية المادية والمعنوية.

إننا إذا وفقنا في فرض هذا المطلب الأساس ـ بأن يصبح ولوج المؤسسات والتكوينات الشرعية الجامعية مشروطا بمكتسبات مسبقة في الطالب، مما يفرض علينا تحديد مواصفات طالب العلوم الشرعية ـ سنتمكن من وضع البرامج الدراسية بشكل متكامل ومنسجم بحيث تستجيب لرغبات الطلبة ومستوياتهم العلمية، وتحقيق الأهداف المتوخاة.

إن معالجة هذه المسألة المصيرية بسطحية و بعجالة فإنها ستفضي بنا إلى وضع لن يزيد وضعيتنا التعليمية عامة و الجامعية خاصة إلا تأزما، و يستمر مسلسل تدني المستوى، والهدر الجامعي.

وعليه فإنه يتعين علينا كأساتذة باحثين في العلوم الشرعية أن نعمل على تحقيق أهداف الجامعة المتمثلة في التكوين العلمي الرصين، و تأهيل الطالب لخوض غمار البحث العلمي، وتحقيق الاشعاع الثقافي، والمساهمة بشكل فعال في إيجاد مجتمع المعرفة.

مما سبق يتبين لنا أن صياغة المقررات الدراسية يحتاج للمتطلبات التالية:

1 - المعرفة بالمجتمع: فلسفته في الحياة، والثقافة والقيم السائدة، واتجاهاته واختيارته الأساسية.

2 - المعرفةبوظائف الجامعة: التكوين، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع.

3 - المعرفة بأهداف التكوين: وضع أهداف واضحة للتكوين، وتحديد أهداف وحدات التكوين، وربط هذا الأهداف العامة والخاصة بحاجيات المجتمع، مع مراعاة قابلية هذه الأهداف للتطبيق.

4 - المعرفة بالطلبة: مستوياتهم العلمية، وقدراتهم الذاتية على اكتساب المعرفة وتوظيفها، و كفاءاتهم و مهاراتهم.

5 - المعرفة بالأستاذ: المؤهل تأهيل علميا عاليا للقيام بمسؤولية التربية والتعليم، والقادر على التبليغ، وممارسة البحث العلمي، والملم بتفاصيل الدرس، والمتمكن من توظيف أفضل الطرق للتدريس، والذي يعتبر مرشدا أكاديميا، وخبيرا في مجال تخصصه، وباحثا ومستشارا. مع العمل على تأهيله علميا ونفسيا ومهنيا، وتوفير الإمكانيات المادية و المعنوية.

6 - المعرفة بالإدارة الجامعة: القدرة على التدبير الإيجابي للمجتمع الجامعي: الطالب، الأستاذ، الموظف، واعتماد مبدأ جودة التكوين، والحرص على تحقيق هذه الجودة بتوفير الظروف المناسبة، بتبني العدل، والمساواة، وتقدير الكفاءات، والتنويه بالابتكار والإبداع. واعتماد مبدأ الشورى في تدبير الشأن الجامعي، ومبدأ اختيار رؤساء الجامعات والعمداء عن طريق الانتحاب الذي تشارك فيه كل مكونات المجتمكع الجامعي، وتحديد المدة في أربع سنوات قابلة للتجديد مرة و احدة.

7 - المعرفة بطرق التدريس، وتكوين الأساتذة الجامعيين في البيداغوجية الجامعية، وتأهيلهم لاستعمال تكنولوجيا التعليم، واستخدام الوسائط المتعددة، مع ضرورة التمييز بين المحاضرة، والدرس التطبيقي، والدرس التوجيهي، واعتماد استراتيجية التعليم الفعال، والتعليم الذاتي.

وبذلك نجدد في مجال طرق التدريس، بدل الاقتصار على التجديد في المضامين، أوالهندسة البيداغوجية، مما ينعكس سلبا على تكوين الطلبة.

8 - المعرفة بمكونات المسار التكويني للطالب، والعمل على انسجام وحداته، واتساق مجزوءاته، وتحقيق التوازن بين المكونات، والحرص الشديد على تكاملها واندماجها، بحيث تشكل منظومة تكوينية واحدة ومتوحدة.

9 - المعرفة بالتقويم: اعتماد مبدأ التقويم الشامل للنظام التربوي ككل: الأستاذ، الطالب، الإدارة، واحترام خصوصية المادة، وتوحيد منهجية التقويم، مع تحديد شبكات التقويم.

10 - المعرفة بالتخطيط و البناء والتنفيذ.

إن ما يتعين علينا الانتباه إليه بل العمل على تشخيصه وإيجاد الحلول الملائمة، يتعلق الأمر بضعف طلبة العلوم السرعية ـ غالبا ـ في العلوم اللغوية، ومعلوم أن الشريعة الإسلامية تستند إلى نص لغوي يتمثل في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، بل إن حضارتنا الإسلامية حضارة نص، ومن ثم فإن اللغة مدخل أساس لفهم الشريعة الإسلامية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير