و الآن نتساءل عن الهدف المتوخى من تدريس مادة التفسير ـ بعد أن نوافيكم بالهندسة البيداغوجية لمسلك الدراسات الإسلامية، والمقررات التي وضعها السادة الأساتذة لمادة علوم القرآن، التي ستجدونها ضمن المرفقات ـ و الذي يمكن أن يكون أحد هذه الأهداف الثلاث، أو اثنين منها أو كلها جميعا:
1 - معرفة المعاني التي انتهى إليها المفسرون " نقل المعرفة ".
2 - امتلاك الطالب القدرة على التفسير، أي تأهيله لكي يكون مفسرا " إنتاج المعرفة ".
3 - امتلاك الطالب القدرة على البحث في التفسير وقضاياه " البحث عن المعرفة أو البحث في المعرفة، أم هما معا ".
في تصوري الخاص إن الهدف الذي يمكننا كأساتذة الباحثين العمل على تحقيقه هو تخريج طلبة ناقلين للمعرفة المحصلة من علوم القرآن، وتفاسير القرآن الكريم، ومؤهلين للقيام بمهام البحث في التفسير وقضاياه وذلك كهدف للتكوين العام. أما أهداف التكوين الخاص الموجهة لصفوة الطلبة ونخبتهم فإنه يتجاوز هذا الهدف إلى القدرة على التفسير، أي تأهيله للاستجابة لحاجيات المجتمع، بإيجاد مفسرين قادرين على الإجابة على أسئلة العصر، وحل أزماته، انطلاقا من القرآن الكريم، أي قادرون على تنزيل النص القرآني على الواقع، بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين، مما يجعل من التفسير مشروعا حضاريا.
وبناء على ما سبق فإنني أقترح أن تعتمد مادة التفسير المحاور التالية:
1 - تفسير آيات العقيدة.
2 - تفسير آيات الأحكام.
3 - تفسير الآيات المتضمنة للقصص القرآني.
4 - تفسير آيات الأخلاق والسلوك.
وذلك حتى يمتلك الطالب تصورا متكاملا عن التفسير ومجالاته، وطرق المفسرين في تفسير كل محور من المحاور القرآنية السابقة التي تعتبر الموضوعات الكبرى للقرآن الكريم، مع الوقوف على خصوصياته اللغوية والأسلوبية والتشريعية، ومعرفة طرق الاستدلال والإقناع التي اعتمدها القرآن الكريم في المواقف المختلفة. كما يتمكن الطالب من معرفة عوامل استخراج المعنى من الخطاب القرآني، وكيف يعمل المفسر على مقاربة النص القرآني بما يلائمه من أدوات معرفية ومنهجية.
ويتعين على الأستاذ التخطيط لموضوع محاضرته وإعدادها إعدادا مسبقا وكافيا، مع تنويع مصادره التفسيرية واستخدام أفضل طرق التدريس، والعمل على إشراك الطالب. مع تخصيص حصص للدروس التوجيهية والتطبيقية حيث تختار نصوص قرآنية تتم دراستها بناء على المحاور التالية: أ ـ مدخل عام يتناول فيه الأستاذ:
1 - الفضائل.
2 - أسباب النزول وملابسات النزول.
3 - الناسخ والمنسوخ.
4 - المحكم والمتشابه.
5 - القراءات القرآنية.
ب ـ المحور اللغوي:
1 - المعجم.
2 - الصرف و الاشتقاق.
3 - النحو.
4 - الدلالة.
5 - البلاغة.
ج ـ مصادر التفسير:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بالسنة.
3 - تفسير القرآن بقول الصحابي.
4 - تفسير القرآن بقول التابعي.
5 - تفسير القرآن بقول تابع التابعي.
د ـ أسباب الاختلاف في التفسير.
هـ ـ قواعد الترجيح.
و ـ الثابت و المتطور في التفسير.
اختيار نصوص تفسيرية من تفاسير مختلفة ودراسته على ثلاث مستويات:
1 - الدراسة الوصفية.
2 - الدراسة التحليلية.
3 - الدراسة المقارنة. (تجدر الإشارة إلى أننا عالجنا هذه القضية في موضوع نشر بعنوان القراءة العلمية للتفاسير تجدونها على الرابط التالي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6497 ).
وفي الختام أحب أن أشير إلى أن درس التفسير يأخذ الأبعاد التالية:
1 - علوم القرآن.
2 - أصول التفسير.
3 - دراسة نصوص قرآنية (التفسير).
4 - دراسة التفاسير (مناهج المفسرين.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات والتقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2009, 07:26 ص]ـ
من أهم الطرق التي أرى ضرورة الاهتمام بها: طريقة التعليم التطبيقي للتفسير، وذلك بأن يكون درس التفسير في مكتبة تفسيرية، ويكون هدف المعلم هو بناء الملكة التي تجعل الطالب يكتسب المعلومة بنفسه، ويستطيع التعامل مع مصادر التفسير بطريقة إيجابية مثمرة.
ولهذه الطريقة بعض المهارات المهمة، لعلي أذكر بعضها إن شاء الله قريباً، وأطلب من الإخوة ذكر ما يرونه من مهارات مناسبة متعلقة بهذا الجانب.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Apr 2010, 10:47 ص]ـ
يرفع للنظر ولمزيد من المقترحات.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[09 Apr 2010, 06:33 ص]ـ
لا أنس تجربة شيخنا فضيلة الشيخ ناصر العمر حفظه الله حينما كنت أدرس في قسم علوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الإمام , وكان مقرراً أن ندرس سورة يونس والزمر , وتحدث معنا الشيخ حفظه الله - في بداية الفصل وبين أنه سيتبع طريقة السلف في التدريس , فلم يهتم - حفظه الله - بالكم؛ بل اهتم بالكيف , فقرر علينا تفسير سورة يس , واشترط علينا حفظها , وحاسبنا على ذلك الحفظ , وفي نهاية الفصل فقد حصل كثير من الزملاء على الدرجة الكاملة , ولا تسل عن التحصيل العلمي , هذا وقد مر على هذه التجربة قرابة سبعة عشر عاماً ولا زالت الذاكرة تختزن الكثير من تلك التجربة الفريدة , وعليه فلو أخذ بعين الاعتبار عند وضع المناهج هذا - أعني الاهتمام بالكيف لا الكم - فقليل دائم خير من كثير زائل, لأنك لو سئلت كثيراً من خريجي أقسام التفسير عمَّ علمه من تفسير كتاب الله لوجدت النتيجة مخيبة للآمال , وأرى أن السبب الأكبر هو المثالية في وضع المنهج , والله أعلم.
¥