3ـ ذكر بعض الآيات التي فيها نسخ ثم رد عليها، ووجهها، ومن بين توجيهاته ما يكون حسنا، ومنه ما يكون تكلفا.
4 ـ بيّن سبب رواج النسخ في عهد السلف فقال: " وراجت تلك الأحاديث لسذاجة الأفهام خاصة وأن المحدثين ما كانوا يسألون عن السند قبل فتنة عثمان " ا. هـ
ولأن من بين تلك الروايات روايات عن الصحابة، وهي صحيحة السند، فقال عنها: " فلا قيمة لها لأن الصحابة والتابعين ليسوا ملائكة معصومين " ا. هـ
الرسالة الثالثة: تثوير القرآن
وتتلخص الرسالة بما يلي:
1 ـ تحدث بشكل موجز عن الثورات، وعوامل نجاحها.
2ـ تحدث عن ثورة القرآن على أوضاع الجاهلية.
3 ـ تحدث عن خمود هذه الثورة القرآنية عما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجع السب إلى ثلاثة عوامل:
أ ـ تفسير القرآن تفسيرا يجعله كتاب قصص.
ب ـ إيثار المنهج التقليدي النقلي على المنهج التحريري القرآني، وتسخير السنة لتبرير ذلك.
ج ـ إفحام مضامين لا هوتية أفسدت عقيدة الله وشقت وحدة الأمة، وهو يشير إلى آيات الصفات.
4 ـ تكلم عن كل واحدة من هذه الأسباب، وذكر في كل واحدة ما سبق ذكره في كتبه حتى يكاد يكون أحيانا منقولا بكامله من كتابه الآخر.
5 ـ ثم تحدث عن كيفية تثوير القرآن، فقال: " ولكي نحقق تثوير القرآن لا بد من القيام بعمليتين:
أ ـ إزالة الغشاوات التي أهالها الأسلاف أكداسا على القرآن الكريم.
ب ـ تقديم تصور لما يكون عليه الفهم السليم للقرآن.
ثم قال: " وهذه التفاسير التي تحمل أسماء مقدسة، إن لم تكن موثنة، مثل ابن جرير الطبري، وابن كثير، والقرطبي، والزمخشري، تعد قدس الأقداس، وهناك عشرات الألوف من الشباب السذج المتحمس الذي يفضل الموت الزؤام على المساس بها، ووراءهم الأئمة الأعلام الذين لا يترددون في الإفتاء بتكفير من يريد الخلاص من هذه التفاسير أو يرون في هذا مؤامرة على الإسلام " ا. هـ
هذه بعض مواضيعه في بعض رسائله، أما سائر أفكار التجديد المزعوم، والقضاء على ثوابت الأمة، وأركان الدين، وأساس المنهج السلفي فتقوم عليها سائر كتبه.
المبحث الثالث
أمثلة من تفسيره للآيات.من يطالع كتبه يجد فيها بعض التفسيرات، التي لم يسبق إليها، وشيء بدهي على أصحاب توجه التجديد أنهم لا يعتمدون على السابقين فضلا عن أصحاب التوجه السلفي، وسأنقل بعضا من تفسيراته، غير أني سأقسمها إلى مطلبين:
المطلب الأول: أمثلة من تفسيره لآيات من القرآن.
المطلب الثاني: أمثلة من تفسيره لبعض قضايا القرآن.
المطلب الأول
أمثلة من تفسيره لآيات من القرآن
حشد الدكتور في كتبه كثيرا من الآيات التي قام بتفسيرها، خاصة تلك الآيات التي تتوافق مع هواه في تمرير الفكر التجديدي، والاستعانة بعمومات القرآن، ومن ذلك:
المثال الأول:
قال: " بل إن الله تعالى نفى الإكراه من عالم الدين كله، ( .. لا إكراه في الدين .. قد تبين الرشد من الغي ... ) البقرة 256 " ا. هـ
قال الباحث: ففسر الآية الكريمة بأن الله نفى الإكراه على الدين، ولذلك يجوز التعددية الدينية في المجتمع المسلم، فيجوز على رأي الدكتور أن يكون في المجتمع المسلم الحرية في اتخاذ الدين الذي يريد الإنسان، وأن يكون لأي دين غير الإسلام تواجد بين المسلمين ويفتح المجال لحرية تعدد الديانات، ويرى ذلك الدكتور ديانة بناء على فهمه للآية حيث نفت الإكراه على الدين، ويؤيد كلامه في كتابه " التعددية في المجتمع الإسلامي " فقد بناه على أساس نصرة هذه القضية.
وقاده ذلك التفسير للآية الكريمة إلى القول بنفي حد الردة، وألف في ذلك كتابه " نفي حد الردة ".
المثال الثاني:
قال: " (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل لسبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم).
¥