الفصل السادس: في ذكر مصنفاته. شرع الإمام السنوسي في إنشاء المصنفات العلمية باكرًا، وكان ذلك مبشِّرًا بسَيْل منهمر من المؤلفات ذات المستوى العالي وفي مختلف العلوم الشرعية والعقلية، وهو ما قد حصل بالفعل كما سنقف عليه من خلال عناوين كتبه.
وقد خصّ ـ رحمه الله تعالى ـ علمَ أصول الدين بالحظ الأوفر من كتاباته، فصنّف فيه المتون القصيرة والشروح المختصرة والمطولة، وتوجّه بمؤلفاته فيها لجميع المستويات، سيما للمبتدئين الذين بيّن لهم ما يجب اعتقاده على مذهب أهل السنة بأسهل العبارات وأعذبها، وحلّ لهم أعقد الشُّبُهات وأصعبها.
وقد أشار الملالي إلى أهمية علم أصول الدين عند الإمام السنوسي قائلا: «وسمعته ـ رضي الله تعالى عنه ـ يقول ما معناه: إنه ليس ثمَّ علمٌ من العلوم الظاهرة يورث المعرفة بالله تعالى والخشية منه والمراقبة إلا علم التوحيد، وبه يفتح الله له فهم سائر العلوم كلها، وعلى قدر معرفته به يزداد خوفه من المولى تبارك وتعالى وقربه منه.» اهـ
وقال أيضا: «ولا شك أنّ الشيخ الولي العارف بالله تعالى سيدي محمد السنوسي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد انفرد بمعرفة علم التوحيد في غاية المعرفة، ولم يشاركه فيها أحد، وعقائده المشهورة تنبِئك عن ذلك، ويكفيك في ذلك عقيدته الصغرى التي يتداولها العام والخاص شرقًا وغربًا، لا يعادلها شيء من عقائد العلماء ولا ممن تقدّم ولا ممّن تأخّر؛ لما فيها من إدخال جميع عقائد الإيمان تحت كلمتي الشهادة.» اهـ.
وقال أيضا: «وبالجملة، فشيخنا ومولانا وسيدنا وإمامنا لا يعادله أحد في معرفته بالتوحيد ولا نظير له فيه، بل لا نظير له في كل شيء، ولا تجد بعده من يشفي لك الغليل ويزيل داء الشكوك والشُّبَه والدواهي المعضلة من القلب العليل، ولم يبق في هذا الزمان ـ الكثير الشرّ القليل الخير ـ في الغالب إلا من يحفظ المسائل من الكتب من غير تحقيق ولا دليل.»
وفيما يلي ثبت بجميع مؤلفات الإمام السنوسي على الترتيب الذي أورده الشيخ الملالي:
1 ـ "المقرِّب المستوفي في شرح فرائض الحَوْفِي". قال الملالي: وهو شرح كبير الجِرم، كثير العلم، وهو أوّل ما ألف من الكتب، ألفه وهو ابن تسعة عشر سنة أو ثمانية عشر سنة على اضطراب في ذلك، وقد أشار الشيخ رضي الله عنه إلى ذلك في آخر هذا الشرح فقال: كنت جمعت هذا التقييد في زمن الصغر، قاصدًا بذلك نفع نفسي لعدم تمكني من شرح أستعين به على فهم هذا الكتاب.
2 ـ "عقيدة أهل التوحيد المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل وربقة التقليد المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع وعنيد". وهو متنه المعروف بالعقيدة الكبرى، وهو أوّل ما صنّف في علم التوحيد. طبعت
3 ـ شرح العقيدة الكبرى المسمى بـ: "عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد". طبع
4 ـ العقيدة الوسطى. وهي اختصار للعقيدة الكبرى مع زيادات نفيسة.
5 ـ شرح العقيدة الوسطى. وهو أيضا اختصار لشرح العقيدة الكبرى المتقدّم ذكره. طبع
6 ـ العقيدة الصغري الشهيرة بـ: "ذات البراهين"، أو "أم البراهين". طبعت
7 ـ شرح العقيدة الصغرى. طبع
8 ـ عقيدة صغرى الصغرى. قال الملالي: "وقد كان وضعها لوالدي ـ حفظه الله تعالى من كل آفة وبلية وأناله الدرجة العلية ـ، وذلك أنّ والدي لمّا قرأ على الشيخ رضي الله عنه عقيدته الصغرى وختمها عليه بالتفسير غير ما مرة رأى انه قد ثقل عليه درسها وحفظها لكبره وكثرة همومه، فطلب من الشيخ رضي الله عنه أن يجعل له عقيدة أصغر من الصغرى بحيث يمكنه درسها وحفظها، فعمل له هذه العقيدة وكتبها له بخط يده".
9 ـ شرح صغرى الصغرى. طبع
10 ـ عقيدة صغرى صغرَى الصغرى. طبعت
11 ـ المقدّمات. ولم يذكر الملالي هذا المتن باسمه، وذكره الوادي آشي قائلا: "وضعها مبيّنة للعقيدة الصغرى، وهي تقرب منها في الجِرم". وقد شرح المتن إلى جانب الإمام السنوسي الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الأندلسي، وسماه «المواهب الربانية في شرح المقدمات السنوسي».
12 ـ شرح المقدّمات. وهو شرح للمتن المتقدّم ذكره. وموضوع هذا التحقيق. وعلى هذا الشرح حواشي منها:
• حاشية الشيخ حمزة التارزي. وهي حاشية مفيدة نقلت منها فوائد عديدة أثبتها في الهامش، وأشرت إليها بحرف (ح).
• حاشية الشيخ محمد بن علي الغرياني. وقد نقلت بعض فوائدها في التعليق أيضا.
¥