ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 May 2007, 11:42 ص]ـ
أخي فضيلة أ. د. أحمد بزوي الضاوي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإني أشكر لكم حسن ظنكم بالفقير إلى الله تعالى تلميذكم عبد الفتاح، ويشرفني ثقتكم،
وطلبكم مجاب إلا أنني أعمل الآن بالمملكة العربية السعودية، وكل أصول مؤلفاتي الألكترونية
بمصر، وبمجرد الوصول ـ إن شاء الله ـ بسلام إليها أرجو من الله التوفيق لأفي بما تفضلتم به،
مع تقديري لفضيلتكم وأدبكم الجم، وعلى كلٍ أرسل إليَّ برسالة على الـ E-mail أسفل توقيعي
لبيان عنوانكم بالمغرب وبمجرد التمكن من نسخة من بحثي أرسلها لكم بالبريد، وهذا شرف عظيم لي.
ـ[البتول]ــــــــ[18 May 2007, 05:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
هذه مشاركة بسيطة في مكانة علم المناسبة، وطرق توظيفه أطلع الأساتذه عليها.
المناسبات مسلك من مسالك الكشف عن المقاصد:
يلتمس الناظر في كتاب الله مقاصد قرآنية، بين العلماء مسالك اقتناصها وطرق الكشف عنها من بين تلكم الطرائق العلم بالعلائق بين أجزاء القرآن الكريم الذي من شأنه أن يحقق النظر الكلي الشمولي. فكتاب الله " يتوقف فهم بعضه على بعض بوجه ما، وذلك أنه يبين بعضه بعضا، حتى أن كثيرا لا يفهم معناه حق الفهم إلا بتفسير موضع آخر أو سورة أخرى، ولأن كل منصوص عليه فيه من أنواع الضروريات مثلا مقيد بالحاجيات، فإذا كان ذلك فبعضه متوقف على البعض في الفهم .. ".
وقد يكتفي المقاصدي بالنظر في موضع دون مواضع أخرى بشرط استكمال القضية المنظور فيها ولو توزعت بين عدد من السور فعلى الناظر في كتاب الله الباحث عن مقاصده: " الالتفات إلى أول الكلام وآخره بحسب القضية لا ينظر إلي أولها دون آخرها، ولا في آخرها دون أولها، فإن القضية اشتملت على جمل فبعضها متعلق ببعض ... فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره، وإذ يحصل مقصود الشارع في الفهم المكلف، فإن فرق النظر في أجزائه فإنه لا يتوصل به إلى المراد ". وهذا الذي يشير إليه التفسير الموضوعي الذي يقوم على تتبع قضية واحدة يجمعها معنى واحد أو غاية واحدة تصلح لأن تكون مقصدا قرآنيا وإن تعددت أساليب القضية،ولم تتوحد أماكنها في القرآن الكريم.
من خلال ما سبق يمكن القول بأن علم المناسبة هو وسيلة مكملة لطريق الكشف عن المقاصد من خلال ظواهر النصوص، فلا يتم النظر إلا من خلال العلم بباقي أجزاء المنظور، بالإضافة إلى كونها وسيلة مكملة لطريق الكشف عن المقاصد من طريق التعليل، مادام التعليل والعلم به يتوقف على فهم ظواهر النصوص، فهناك "صيغا موضوعة للتعليل نصا مثل: من أجل ذلك، ولأجل ذلك،وكي .... كما أن هناك ألفاظ تدل عليها دلالة ظنية ... كالباء، واللام .. ".بالإضافة إلى وجوه من الأساليب يشعر الخطاب عن طريقها بالتعليل كترتيب الحكم على الوصف بصيغة الجزاء.وكل هاته الظواهر الأسلوبية يتوقف فقهها على فقه الترتيب.
ومن النماذج التطبيقية للكشف عن المقاصد من خلال ظواهر النصوص بواسطة اعتبار الترتيب القرآني تلك الآداب القرآنية المرجوة من المكلفين عند طرق باب رب الأرباب من خلال تقديم الوسيلة بين يدي الطلب لقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة]
وقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)} [البقرة].
ومن المقاصد التي ذكرها الشاطبي تحسين اللفظ بالكناية في المواطن التي يستحى فيها من ذكر ما يستحى من ذكره، ووجوب تعلق المكلفين بجنس ما تعلق به الشارع الكريم. ولاكتشاف هذا المقصد كان لمناسبة اللفظ للمعنى فيه عظيم الفائدة. فالله سبحانه تعالى ترك، عدل عن التعبير بألفاظ بعينها فتحقق بذلك إفهام وتلقين أدب.
¥