تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فماذا تقول أخي الكريم في قوله سبحانه وتعالى:

وكفى بنا حاسبين. الأنبياء 21/ 47

وهو أسرع الحاسبين. الأنعام 6/ 62.

وأحصى كل شيء عددا. الجن 72/ 28.

ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[22 Jul 2007, 02:33 ص]ـ

أفهم من سؤال الأستاذ الفاضل عبد الله جغلوم أن هذه الآيات فيها دلالة أو إشارة على ما ذكر في المشاركة أعلاه من حسابات

وقد صدّر مشاركته بسؤال: ماذا تفهم من قوله تعالى: (وكفى بنا حاسبين) وقوله: (وهو أسرع الحاسبين) وقوله: (وأحصى كل شيء عددا)

فأقول: أما الآية الأولى فيقول تعالى فيها: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء:47)

والآية الثانية: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (الأنعام:62) فسياق الآيتين إنما هو في يوم القيامة حين يحشر الله الأولين والآخرين فيحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة حينها .. نسأل الله أن ييسر حسابنا ويلطف بنا.

يقول الطبري رحمه الله: ("وهو أسرعُ الحاسبين"، يقول: وهو أسرع من حسب عددكم وأعمالكم وآجالكم وغير ذلك من أموركم، أيها الناس، وأحصاها، وعرف مقاديرها ومبالغها، لأنه لا يحسب بعقد يد، ولكنه يعلم ذلك ولا يخفى عليه منه خافية، و لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)

ويقول القرطبي رحمه الله: (وهو أسرع الحاسبين) أي لا يحتاج إلى فكرة وروية ولا عقد يد).

فتأمل كيف فرّقا بين حساب الله وبين حساب المخلوقين بعقد اليد .. فكيف بمن يحسب بالآلات الحاسبة ونحوها!! وبين من يحتاج إلى التفكير والتمهل والتروي ..

فهل في هذه الآيتين يا عباد الله دليل على المعادلات الحسابية التي يقوم بها البشر؟.

إن من تنزيه الله وتعظيمه ألا يشبّه حسابه بحساب المخلوقين .. جل الله وتعالى عن ذلك

ولا أظن أن الأستاذ الفاضل يقصد ذلك.

أما قوله: (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (الجن:28) فهل إحصاء الله العلي الكبير الذي عنده مفاتح الغيب وما تسقط من ورقة إلا يعلمها كإحصاء البشر الذين يجرون المعادلات الحسابية!!

تعالى الله عن ذلك.

هذا الذي أفهمه من هذه الآيات العظيمة التي تورث من تأملها رقة في قلبه واستعدادا للقاء ربه جعلني الله وإياكم منهم.

فهذه الآيات ... لا يصح ذكرها في هذا المقام فضلا عن الاستدلال بها .. والله أعلم

وحيث أن أصل الموضوع في التأمل فهذه الآيات هي دعوة إلى التأمل والنظر والتفكر ...

ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:15 ص]ـ

أفهم من سؤال الأستاذ الفاضل عبد الله جغلوم أن هذه الآيات فيها دلالة أو إشارة على ما ذكر في المشاركة أعلاه من حسابات

وقد صدّر مشاركته بسؤال: ماذا تفهم من قوله تعالى: (وكفى بنا حاسبين) وقوله: (وهو أسرع الحاسبين) وقوله: (وأحصى كل شيء عددا)

فأقول: أما الآية الأولى فيقول تعالى فيها: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء:47)

والآية الثانية: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (الأنعام:62) فسياق الآيتين إنما هو في يوم القيامة حين يحشر الله الأولين والآخرين فيحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة حينها .. نسأل الله أن ييسر حسابنا ويلطف بنا.

يقول الطبري رحمه الله: ("وهو أسرعُ الحاسبين"، يقول: وهو أسرع من حسب عددكم وأعمالكم وآجالكم وغير ذلك من أموركم، أيها الناس، وأحصاها، وعرف مقاديرها ومبالغها، لأنه لا يحسب بعقد يد، ولكنه يعلم ذلك ولا يخفى عليه منه خافية، و لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)

ويقول القرطبي رحمه الله: (وهو أسرع الحاسبين) أي لا يحتاج إلى فكرة وروية ولا عقد يد).

فتأمل كيف فرّقا بين حساب الله وبين حساب المخلوقين بعقد اليد .. فكيف بمن يحسب بالآلات الحاسبة ونحوها!! وبين من يحتاج إلى التفكير والتمهل والتروي ..

فهل في هذه الآيتين يا عباد الله دليل على المعادلات الحسابية التي يقوم بها البشر؟.

إن من تنزيه الله وتعظيمه ألا يشبّه حسابه بحساب المخلوقين .. جل الله وتعالى عن ذلك

ولا أظن أن الأستاذ الفاضل يقصد ذلك.

أما قوله: (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (الجن:28) فهل إحصاء الله العلي الكبير الذي عنده مفاتح الغيب وما تسقط من ورقة إلا يعلمها كإحصاء البشر الذين يجرون المعادلات الحسابية!!

تعالى الله عن ذلك.

هذا الذي أفهمه من هذه الآيات العظيمة التي تورث من تأملها رقة في قلبه واستعدادا للقاء ربه جعلني الله وإياكم منهم.

فهذه الآيات ... لا يصح ذكرها في هذا المقام فضلا عن الاستدلال بها .. والله أعلم

وحيث أن أصل الموضوع في التأمل فهذه الآيات هي دعوة إلى التأمل والنظر والتفكر ...

أتفق مع الأخ الفاضل / أبو عبد الرحمن على هذا الرأي

ومهم فعلا أن نفرق بين حساب الله تعالى وبين حساب المخلوقين.

وأن الحساب في الآخرة يختلف عن الحساب في الدنيا.

وأنه لو كان هذا من التدبر فعلا لكان قد سبقنا إليه سلفنا الصالح , ونبهوا على أهميته.

ومهم أيضا أن نفهم سياق الآية كاملا حتى يتضح لنا المعنى.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , ورزقنا جميعا تدبر القرآن والعمل به.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير