تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jul 2007, 09:41 ص]ـ

أبومجاهدالعبيدي: ركن الاستنباط، وذكر فوائد الآيات 1 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=253)

أبومجاهدالعبيدي: ركن الاستنباط وفوائد الآيات [2] ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=6368#post6368)

ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[26 Jul 2007, 09:16 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

–الذي عنده علم من الكتاب–

وردت هذه العبارة في قوله تعالى:

-?قَالَ يَاأَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ? (النمل 38 - 40).

وهذه العبارة صفة لرجل من حاشية سليمان عليه السلام. وفي ذكره بالوصف لا بالاسم دلالة على تميزه بهذه الصفة التي هي تملكه لعلم خاص هو من الكتاب. وفي هذا الوصف تنويه بهذا العلم الخاص قبل التنويه بصاحبه، ولذلك لما رأى سليمان العرش مستقرا عنده توجه إلى الله تعالى مقرا بالفضل كله له تعالى، وفي هذا إشارة واضحة إلى المصدر الرباني لعلم ذلك الرجل، خاصة وأن السياق طوى الحديث عن الرجل طيا بعد تحقيق الغرض، ولم يذكر القرآن شيئا في مدح سليمان له أو شكره أو حتى مجرد الإعجاب به، لأنه نظر بعين النبوة وتمام اليقين إلى ذلك الإنجاز باعتباره فعل الخالق لا فعل المخلوق.

ومن هنا تثير هذه العبارة عدة معان وعددا من القضايا التي سنحاول الكشف عن بعضها.

فـ» الذي «اسم موصول. و» عنده «"لفظ موضوع للقرب" (1). ويعرف أيضا بأنه "اسم لمكان الحضور" (2). ولا يستعمل إلا مضافا، وهو هنا صلة لـ» الذي «، وتقديم» عنده «على» علم من الكتاب «تأكيد لقرب ذلك العلم وحضوره واستقراره في مدارك ذلك الشخص. و"تنكير» علم «للتفخيم والرمز إلى أنه علم غير معهود" (3). واقترن العلم بالكتاب هنا بحرف الجر» من «المفيدة للتبعيض، ولِأَنَّ الكتاب ذكر معرفا فقد أفادت التشريف والاختصاص.

وفيما بيان لأهم الألفاظ في هذه العبارة:

مفهوم الكتاب:

تعدد مفهوم الكتاب في القرآن الكريم بحسب السياق، غير أنه يطلق "عرفا على كتاب الله تعالى، المنزل على أنبيائه كالتوراة والإنجيل والقرآن وغيرها" (4).

وقد اختلف في المراد بالكتاب في آية النمل على قولين:

-الجنس المنتظم لجميع الكتب المنزلة. وبه قال الزمخشري في أحد قوليه (5)، وحكاه البيضاوي (6)، والواحدي (7)، وأبو السعود (8)، والآلوسي (9).

-التوراة. وهو قول ابن عطية (10). وقال البقاعي: "أي الكتاب الذي لا كتاب في الحقيقة غيره، وهو المنسوب إلينا، وكأنه الذي كان شهيرا في ذلك الزمان، ولعله التوراة والزبور" (11).

-اللوح. وهو القول الثاني للزمخشري، وحكاه من ذكر معه من المفسرين سابقا.

مفهوم» علم من الكتاب «:

اختلف المفسرون في معنى هذا العلم على قولين:

-الأول: أنه علم محفوظ، فروي أنه حَفِظَ اسم الله الأعظم (12). وقد رواه الطبري عن قتادة والزهري والضحاك وابن إسحاق (13)، وحكاه القرطبي عن السهيلي والقشيري (14)، ونسبه البغوي إلى الكلبي (15).

ثم اختلفوا في تعيين الاسم الأعظم. فروى الطبري عن الزهري قال: "دعاء الذي عنده اسم الله الأعظم: يا إلهنا وإله كل شيء، إلها واحدا لا إله إلا أنت، ايتني بعرشها" (16). وروى الطبري عن مجاهد قال: "يا ذا الجلال والإكرام" (17). وحكى القرطبي عنه قال: "دعا الله فقال: يا إلهنا وإله كل شيء، يا ذا الجلال والإكرام" (18). وقيل غير ذلك.

فالعلم على هذه الأقوال هو حفظ الاسم الأعظم، قال ابن عطية: "كانت العادة في ذلك الزمان ألا يدعو به أحد إلا أجيب" (19).

وقريب من هذا قول الراغب إنه "علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شيء". حكاه الراغب (20).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير