تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرجو أن لا تعيد ما كان مضى منك حتى لا تضطرني لأعيد لك ما كان مضى مني حين تركت كلامك عفوا لا أجيب عليه

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jan 2010, 08:20 م]ـ

الأخت الفاضلة أحسن الله إليك على هذه الإفادة والتنوير , وكتب الله أجرك على كل حال.

لكنَّ تعقيبك الذي تفضلتِ به ليس هذا الموضوعُ محلَّه لأنَّ الكتاباتِ هنا نقولٌ عن عُلماء سابقين -رحمهم الله - يتحصَّلُ بمجموعها جمعٌ لأوجهِ الكلمةِ التي وردت في القرآنِ يستفيدُ منها القارئُ ويتذكر بها المتعلمُ وتعينُ الباحثَ , وليست بمحاولاتِ بحثٍ واستقصاءٍ من لدنِ الإخوةِ تتطلَّبُ مثل هذه الخُطواتِ التي كتبتِها.

وما تفضَّلتِ به من قواعد يكتنفُها غموضٌ وتعذرٌ في التطبيقِ على هذه الآية تحديداً , سواءً في تتبعِ العلاقاتِ التقابليةِ والتكاملية أو حتى اللفظةِ المفردة والتركيب , ويظهرُ والعلمُ عند الله أنَّ الضلالَ في سورةِ يوسفَ حين خاطبَ به أبناءُ يعقوبَ أباهم أو وصفوهُ به في غيبتهِ أولَ السورةِ لا يحتاجُ لمعهودٍ سابقٍ إذا عرفَ الباحثُ أنَّ هذه الكلمةَ ذاتُ مدلولاتٍ متعدِّدةٍ في لغةِ العربِ تتمايزُ بحسبِ السياقِ الواردة فيه ومن هذه المدلولات غيابُ العلمِ بالحقيقةِ كما هو المرادُ في هذه الآيةِ , وآيةِ الدينِ (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا) وقول موسى عليه السلامُ (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) إلى غير ذلك من الآياتِ , فمن سبقَ إلى ذهنهِ أنَّ علماءَ اللغةِ بيَّنوا ذلك في الفروقِ اللغويةِ لا يحتاجُ إلى استحضارِ معهودٍ مقصودٍ أو غيرهِ بل يكفيهِ السياقُ في تحديدِ المدلولِ المعنيِّ بهذا اللفظِ , إلا إذا كانت القاعدةُ ذات تطبيقاتٍ في غير هذه الآيةِ فذاك أمرٌ آخرُ , أمَّا هذه الآيةُ ونظائرها فمردُّ العلمِ بالوجهِ الذي تُحملُ عليه إلى معرفةِ الفروقِ والأوجهِ التي فُسرت بها عند العربِ , وهذا النوعُ مما اعتنى بهِ العسكريُّ والأزهريُّ وغيرهما ممن أفرد هذا الموضوعَ بالكتابة والله أعلمُ.

ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 08:26 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي محمود ..

وبما أفدت إذن لا نختلف، فلو تعيد قراءة نص النصيحة الأولى فإني قلت:"ولكنها من المؤكد إن اتحد جذرها ستتطابق في معنى الأصل اللغوي".

بعد أن قلت:"الأولى: عند جمع النصوص في البحث الموضوعي حول معنى كلمة في القرآن، لابد من فهرستها حسب شبهها في سياقاتها. لأنها قد لاتتطابق معانيها تماما".

كلامي لا يتعارض مع إفادتك وشكر الله لك.

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jan 2010, 08:31 م]ـ

وهل ترين بين معاني الضلال التي اتحدت في الجذر اللغوي تطابقاً في المعاني (النسيان - الجهل - الزلل - الإفساد - الغواية - الهلاك).؟ فهذه معانٍ متغايرةٌ تماماً وهي إلى التضادِّ أقربُ منها إلى التطابق , وعليه فليس من المؤكد أنهُ إن اتحد جذرها ستتطابق في معنى الأصل اللغوي كما تفضلتِ به , والله أعلم

ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 09:14 م]ـ

ليس لدي بحث عن لفظ (الضلال) الوارد في النصوص القرآنية

لكن لدي تصور لبعض المعاني لا أدري إن كان تصوري إحصائيا أو لا يزال يحتاج استكمالا.

الضلال ورد في القرآن من حيث وقوعه من المكلف، لسببين:

الأول: عمد.

والثاني: خطأ.

فمن العمد عندي نوعان لا أدري هل أحصي كل اللفظ في القرآن بقصد عمد الضال أو لا:

النوع الأول: ضلال من عرف الحق وتركه، وهم النصارى عرفوا حق النصرة والاتباع وزعموه من عندهم وهم قد شحوا به فصاروا نصارى، بينما كان أصحاب عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم هم الأنصار.

والنوع الثاني: تعمد إخفاء ظاهر الاهتداء عن المفسدين الذين أحدثوا الضلال، وفعله نوح عليه الصلاة والسلام بالاتفاق مع إبراهيم ابنه عليه السلام وهي الموعدة التي تواعدا عليها ليعمي عن إبراهيم خروجه لكشف المفسدين خارج المدينة.

وأما السبب الثاني في وقوع الضلال، وهو الخطأ؛ ففيه أيضا نوعان:

نوع خطأ في الدين، ونوع خطأ في الواقع.

مثال إطلاق الضلال لما وقع خطأ في الدين؛ قول موسى عليه السلام يسخر من فرعون؛ في عرض نفيه أنه أخطأ في قراره الديني في القضاء على المفسد الصائل الذي وكزه موسى فقضى عليه؛ (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين). راجع سياق الآيات سيتضح لك سخرية موسى عليه السلام من فرعون.

ومثال إطلاق الضلال على خطأ في الواقع؛ قول يعقوب لأبنائه عليهم السلام جميعا: (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون*قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم).

والخطأ في الواقع نوعان: نوع خطأ معرفة الواقع، ونوع خطأ تقدير الواقع. وهذا الثاني هو الضلال الذي أقسم عليه إخوة يوسف عليهم السلام.

ومثال الخطأ في معرفة الواقع، ما حصل من حال إبراهيم عليه السلام لما كان ضل الطريق الموصلة للمدينة ليقابل أباه؛ فكان يقول:"هذا ربي" يريد الجماعة الذين ظنهم موكب ولي الأمر أبيه نوح عليه السلام؛ فلما تعرفهم قال: (لا أحب الآفلين) فلخص حالهم الكريهة بكرهه لهم؛ دل عليه جمع التذكير. والله أعلم

لكن تقدير المعاني في السياقات، لم أتتبعه. لكن لا أرى أنه يقدر بمرادف من كلمة، فلا تقل مثلا: الضلال بمعنى الفساد، ولكن فسر الفساد المراد لأنهما لا يترادفان.

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير