تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا رغم عدم وجوده عند جميع المهتمين بالتفسير العلمي إلا أنه من أبرز الأخطاء والأخطار. يقول الدكتور عفت الشرقاوي: والمفسر الذي يتناول النص القرآني بهذا الإحساس قد يضطر إلى مجاوزة الحدود التي تحتملها ألفاظ النص الكريم، لأنه يحس بضرورة متابعة العلم في المجالات المختلفة مع أن كثيرا من حقائق العلم مؤقتة قابلة للتغيير وتتكشف يوما بعد يوم وحينئذ يكون التعجل في تلمس المطابقة بين القرآن والعلم تعجلا غير مشروع ([25]).

6) الإسراف أحيانا في التأويل البعيد رغبة في تلمس المطابقة بين القرآن والعلم للدفاع عن القرآن والإسلام:

وقد مثلوا لذلك بأمثلة ومنها: تفسير الشيخ محمد عبده وبعض المفسرين في العصر الحديث (الطير الأبابيل) في سورة الفيل بالميكروبات والحجارة بجراثيم الأمراض وانتقادهم للتفسيرات القديمة متعللين بالعلل التالية:

أ?) أن كثيرا من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر.

ب?) مما تعظم به القدرة أن يؤخذ من استعز بالفيل – وهو أضخم حيوان من ذوات الأربع جسما ـ ويهلك بحيوان صغير لا يظهر للنظر ولا يدرك بالبصر. ([26])

وهذا التفسير رغم مكانة صاحبه العلمية في التفسير لا نقر عليه ولا نرى في العلل التي قدمها ما ينهض بالاحتجاج وذلك لأن تفسيرها يتعلق ـ كما يقول كثير من علماء العصر الحديث بمبهمات القرآن ـ وتخالف جميع التفسيرات القديمة المأثور منها والمعقول ([27])، التي تقول أن الطيور مثل الحمام والحجارة عادية، ولأن الجراثيم التي اكتشفها العلم الحديث لم يكن للعرب علم وقت نزول القرآن بها. والعربي إذا سمع لفظ الحجارة لا ينصرف ذهنه إلى تلك الجراثيم بحال من الأحوال، وقد جاء القرآن بلغة العرب وخاطبهم بما يعهدون ويألفون، ولو كانت الحجارة جراثيم لا ترى لكذب العرب القرآن الذي يتحدث عن قصة شاهدوها بأم أعينهم ([28]).

7) عدم التخصص في التفسير أو التمكن من اللغة العربية عند كثير من المثقفين الذين تعلموا العلوم الحديثة وأخذوا يفسرون آيات القرآن على مقتضى ثقافتهم الحديثة.

ولا شك أن الذي لا يمتلك شروط المفسر ولا يتقيد بما تدل عليه اللغة لا يقبل تفسيره مهما بلغ من الذكاء والتبحر في العلوم الطبيعية، لأن القرآن الكريم عربي وتفسيره بدون التبحر في اللغة العربية لا يمكن ([29]).

8) إيداع بعض المفسرين كتب التفسير صور الأفلاك والكواكب والمياه والأشجار والحيوانات والحشرات والأسماك والنباتات، وغير ذلك كما فعل طنطاوي جوهري مما لم يعهده المسلمون قبل ذلك في كتب التفسير.

9) استخراج بعض المفسرين علوما مزعومة بواسطة حساب الجمل الذي لا يوصل إلى حقيقة ثابتة، وقد أخذت هذه الطريقة عن اليهود ([30]).

10) أو اعتماد بعض المفسرين ـ كطنطاوي جوهري ـ وهو مضرب المثل في التفسير العلمي ـ على بعض الأوهام التي يقول بها الخراصون، ومن أمثلة ذلك ما نجده في كتابه الجواهر عند تفسيره لقوله تعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) إلى قوله: (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى) [البقرة: 67ـ73] حيث نجده يذكر فيما يذكر من العجائب (علم تحضير الأرواح) فيقول:

" وأما علم تحضير الأرواح فإنه من هذه الآية استخراجه، إن هذه الآية تتلى والمسلمون يؤمنون بها حتى ظهر علم الأرواح بأمريكيا أولا ثم بسائر أوروبا ثانيا .. " ثم يذكر قصة هذا العلم وتطوره بإسهاب ثم يقول:

" ولما كانت السورة التي نحن بصددها قد جاء فيها حياة العزيز بعد موته وكذلك حماره، ومسألة الطير وإبراهيم الخليل، ومسألة الذين أخرجوا من ديارهم فرارا من الطاعون فماتوا ثم أحياهم الله وعلم الله أننا نعجز عن ذلك، جعل قبل ذكر تلك الثلاثة في السورة ما يرمز إلى استحضار الأرواح في مسألة البقرة ([31]).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير