تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأولى: أن يكون النقلي قطعياً والعلمي قطعياً كذلك.

الثانية: أن يكون أحدهما ظنياً والآخر كذلك.

الثالثة: أن يكون أحدهما قطعياًً والآخر ظنياً.

أما الصورة الأولى: ففرضية لأنه لا يعقل تعارض بين قطعي وقطعي، ومن المحال أن يتناقض الشرع مع العلم، لأن الشرع دين الله والكون وما فيه من خلق الله، وقد عالج هذه المسألة بتوسع وإحاطة شيخ الإسلام أحمد بن تيميه في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) فإن وقع في الظاهر فلا بد أن هناك خللاً في اعتبار قطعية أحدهما.

وأما الصورة الثانية: فإن أمكن الجمع بينهما وجب حمل النظم الكريم عليهما، وإن تعذر الجمع قدم التفسير المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، إن ثبت من طريق صحيح، وكذا يقدم ما صح عن الصحابة؛ لأن ما صح نسبته إلى الصحابي في التفسير فالنفس إليه أميل، لاحتمال سماعه من المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولما امتاز به من الفهم الصحيح والعمل الصالح.

وأما الصورة الثالثة: فالقطعي منهما مقدم على الظني إذا تعذر الجمع ولم يمكن التوفيق أخذاً بالأرجح وعملاً بالأقوى ([56]).

8 - الابتعاد عن بقية الأخطاء التي وقعت في بعض كتب التفسير العلمي، كإيداع طنطاوي جوهري الكثير من صور الحيوانات والمناظر الطبيعية في تفسيره، واعتماده على ما جاء عن أفلاطون في جمهوريته أو عن إخوان الصفا. أو غير ذلك من الأخطاء التي وقعت وأشرنا إليها في المبحث السابق.

هذه هي أهم الشروط التي يجب مراعاتها عن تفسير الآيات القرآنية تفسيراً علمياً.

وكلمة الختام لهذه الشروط أن التفسير العلمي حتى مع استيفائه جميع الشروط التي تجعله محموداً، لا مسوغ له إذا عارضه التفسير المأثور الذي ثبت بالنص القطعي؛ لأن التفسير العلمي رأي، والرأي اجتهاد ولا مجال للاجتهاد في مورد النص ـ كما قرر علماء الأصول ـ أما إذا لم يكن تعارض بين التفسير العلمي والتفسير المأثور فكل منهما يؤيد الآخر ويثبته وهذا أكثر ما نجده في تفسير أهل الاعتدال في هذا المجال.

والحمد لله رب العالمين الموفق الهادي إلى الصراط المستقيم

---الحواشي


([1]) لسان العرب (5/ 3412) طبعة دار المعارف الجديدة المحققة القاهرة.
([2]) التسهيل لعلوم التنزيل (1/ 6) محمد بن أحمد بن جزي الكلبي، دار الفكر.
([3]) البحر المحيط (1/ 13، 14) للشيخ محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان، دار الفكر.
([4]) التسهيل (1/ 7).
([5]) لسان العرب (مادة علم) (4/ 3083) ومختار الصحاح (ص189).
([6]) انظر كتاب التعريفات للجرجاني (ص199) دار الكتاب العربي.
([7]) التفسير والمفسرون (2/ 474) محمد حسين الذهبي.
([8]) دائرة المعارف الإسلامية (5/ 357) طبعة إيران.
([9]) انظر اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (2/ 548) للدكتور فهد الرومي، الطبعة الأولى، 1986م. ولمحات في علوم القرآن للشيخ محمد الصباغ (ص203) نشر المكتب الإسلامي، بيروت، 1394هـ، واتجاهات التفسير في العصر الراهن (ص247) للدكتور عبدالمجيد المحتسب، الطبعة الثالثة، 1982م، مكتبة النهضة الإسلامية، عمان.
([10]) انظر الدكتور فهد الرومي في اتجاهات التفسير (5/ 449) والدكتور عبدالقاهر العاني في بحث التفسير العلمي للقرآن معالمه وضوابطه (ص 214، 219) المنشور في كتاب الدراسات الإسلامية، الندوة الأولى للدراسات الإسلامية للجامعات العربية، جامعة أم درمان، المنعقدة بتاريخ 11 - 18 شباط 1987م.
([11]) المعجزة العلمية للقرآن والسنة (ص25) نشر رابطة العالم الإسلامي.
([12]) بحث اتفسير العلمي معالمه وضوابطه (ص214، 229).
([13]) البيان في إعجاز القرآن (ص266) للدكتور صلاح الخالدي، دار عمار عمان.
([14]) انظر لسان العرب مادة (عجز) صفحة (2817).
([15]) انظر معنى ذلك في تفسير القرطبي (1/ 69) وفتح الباري (6/ 581).
([16]) المعجزة العلمية في القرآن والسنة صفحة (14).
([17]) ملخص بحث الإعجاز العلمي في القرآن المسمى (القول القويم في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم) صفحة (47) للدكتور علي محمد نصر، مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إسلام آباد.
([18]) انظر المعجزة العلمية في القرآن والسنة صفحة (25) ومناهل العرفان (1/ 567).
([19]) التسهيل (2/ 5).
([20]) رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالسنة، باب (1) حديث (7274).
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير