{بلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:00 م]ـ
{بلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} القيامة - 14
ما الموقع الإعرابي للمفردة القرآنية {بصيرة}؟
أورد المفسرون وعلماء اللغة أقوالا عدة حول بيان معنى الكلمة بصيرة:
القول الأول أنها خبر للإنسان, وتقدير ذلك: بل الإنسان بصيرة على نفسه.
وقد حدث خلاف بين علماء اللغة حول تأنيث الكلمة (بصيرة) , فقال بعضهم إن أن التاء في (بصيرة) هي للمبالغة بمعنى مبصر شديد المراقبة, وجيء بها للإشارة إلى شدّة معرفة الإنسان بنفسه كما هو الحال في علامة أي المتعمق في العلم ..
القول الثاني: أنها مبتدأ, والخبر هو {على نفسه} , وتكون الجملة {عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} خبرا
القول الثالث: أن «بصيرة» صفة لموصوف محذوف، تقديره عين بصيرة, أو حجة بصيرة, أو جوارح بصيرة كما في قول الشاعر:
كَأنَّ عَلَى ذِي العَقْلِ عَيْنًا بَصِيرَةً
بِمقْعدِهِ أو مَنْظَرٍ هُو نَاظِرُهْ
في اللسان:
وقوله تعالى بل الإِنسان على نفسه بَصيرة قال ابن سيده له معنيان: إِن شئت كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد, وإِن شئت جعلت البصيرة هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة. وقال الأَخفش: {بل الإِنسان على نفسه بصيرة} جعله هو البصيرة كما تقول للرجل أَنت حُجة على نفسك.
وقال ابن عرفة على نفسه بصيرة أَي عليها شاهد بعملها ولو اعتذر بكل عذر يقول جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ.
قال الأَزهري يقول بل الإِنسان يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما جنى عليها وهو قوله: {يوم تشهد عليهم أَلسنتهم} قال ومعنى قوله بصيرة عليه بما جنى عليها. "
قال العلامة الطباطبائي في الميزان:
و البصيرة رؤية القلب و الإدراك الباطني و إطلاقها على الإنسان من باب زيد عدل أو التقدير الإنسان ذو بصيرة على نفسه.
و قيل: المراد بالبصيرة الحجة كما في قوله تعالى، "ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات و الأرض بصائر": إسراء، 102 و الإنسان نفسه حجة على نفسه يومئذ حيث يسأل عن سمعه و بصره و فؤاده و يشهد عليه سمعه و بصره و جلده و يتكلم يداه و رجلاه، قال تعالى: "إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا": إسراء 36، و قال "شهد عليهم سمعهم و أبصارهم و جلودهم": حم السجدة، 20.
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:04 م]ـ
أفدتنا جزاك الله خيرا
دعواتي ..
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 01:03 ص]ـ
عودًا حميدًا، وأهلا وسهلا بدكتورنا الفاضل.
لقد افتقدنا هذه اللفتات النحوية منذ أن فقدناك.