[الاشتغال]
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 09:18 ص]ـ
الاشتغال من الأبواب الخاصة في النحو التي يجهلها طلابنا وذلك لعدم توافرها في كثير من مناهج النحو العربية في المدارس
الاشتغال كما عرفه ابن عقيل: أن يتقدم اسم ويتأخر عنه فعل قد عمل في ضمير ذلك الاسم أو في سببه. انتهى
مثال: الابتسامة يطلقها المسلم حبا لأخيه
تتكون جملة الاشتغال من ثلاثة أركان:
المشغول عنه وهو في الجملة السابقة الابتسامة
المشغول هو الفعل يطلق
المشغول به الضمير الهاء في الفعل
يعرب المشغول عنه على وجهين:
مفعول به مقدم يفسره الفعل الذي يليه، أو مبتدأ وتكون الجملة بعده خبرا له
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 01:54 م]ـ
"الابتسامة" في المثال المذكور هل هي مرفوعة أم منصوبة، أم مما يستوي فيه الوجهان، والنصب أولى، أم مما يستوي فيه الوجهان، والرفع أولى.
ولك الشكر واصبا.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 03:54 م]ـ
أحسنت يا بن القاضي إذ يجب استعمال الوضوح في السؤال أو البيان ولعلك تزيد المسألة تفصيلا وبيانًا ولعلك تعرج على رأي المحدثين بمثل هذا التركيب. وفقك الله.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 05:45 م]ـ
(يجوز رفع المشغول عنه ونصبه، ولا داعي لذكر حالات الوجوب أو الترجيح).
كان ذلك قرار مجمع اللغة العربية بالقاهرة عند مناقشته باب الاشتغال.
اسمحوا لي أيها الأحبة أن أقتطف لكم ما جاء في بحث يتناول القضية بشيء من التأمل، وهو بحث منقول أرجو أن تكون فيه الفائدة.
"ويتفاوت أسلوب النحاة في تعريف الاشتغال بين الاختصار الذي لا يوضح أطراف الموضوع كلها والشرح المطول الذي يعرض القضية في صورتها المتكاملة. فالاشتغال هو (أن يتقدم اسم، ويتأخر عنه فعل متصرف أو ما جرى مجراه قد عمل في ضمير ذلك الاسم أو في سببه، ولو لم يعمل فيه لعمل في الاسم المشتغل عنه أو موضعه) (1).
وإذا جئنا إلى التعريفات الحديثة وجدناها تدور كذلك في الإطار نفسه، ومن هذه التعاريف: (أن يتقدم اسم واحد، ويتأخر عنه عامل يعمل في ضميره مباشرة، أو يعمل في سببي للمتقدم مشتمل على ضمير يعود على المتقدم، بحيث لو خلا الكلام من الضمير الذي يباشر العامل ومن السبب وتفرغ العامل للمتقدم لعمل فيه النصب لفظاً أو معنى كما كان قبل التقدم) (2).
وأركان الاشتغال حسب ورودها أربعة: الفعل المضمر، والاسم المشغول عنه، والفعل المفسِّر، والمشغول والمشغول به، ولكل واحد من هذه الأركان شروطه الكثيرة التي أسهب النحاة في سردها، ومن أمثلة أسلوب الاشتغال قوله تعالى "إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين" (3)، فالشمس والقمر مفعول لفعل محذوف يفسره الفعل رأيتهم.
وفيما يتصل بالفعل المضمر وموافقته للفعل المظهر فإن صور الموافقة بينهما تتنوع بين الموافقة لفظاً ومعنى مثل (زيداً أكرمته) والتقدير: أكرمت زيداً، ومنه في القرآن الكريم "والسماء بنيناها" (4)، والصورة الثانية للموافقة في المعنى دون اللفظ مثل: (زيداً مررت به) والتقدير: جاوزت زيداً مررت به. وقد أطال النحاة في شرح هذه المسألة إطالة يشوبها قدر كبير من المبالغة وافتراض كل الصور، ومن صور العلاقة بين الفعل المحذوف والفعل المذكور أن يخالفه من حيث اللفظ والمعنى معا، ولا يتم ذلك إلا بوجود قرينة تدل على هذه المخالفة مثل الإجابة: "كتاباً أقرؤه" على السؤال: ماذا اشتريت؟ فالمحذوف مخالف للمذكور لفظاً ومعنى هذا عن الركن الأول وهو الفعل المضمر، أما الركن الثاني وهو الاسم المشغول عنه فقد اختلف النحاة حول ناصبه فذهب الجمهور إلى أن المشغول عنه منصوب بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور لأنه يدل عليه، ووجب الإضمار للاستغناء عنه، وهذا الرأي هو الذي ساد في كتب النحو وقام على أساسه باب الاشتغال في تراثنا النحوي، وذهب الكوفيون إلى أن المشغول عنه منصوب بالفعل المذكور بعده، ويتفرع داخل المدرسة الكوفية رأي آخر للفراء يذهب إلى إعمال الفعل المذكور في الاسم المشغول عنه والضمير معاً (5).
أما شروط المشغول عنه وهو الاسم المتقدم على الفعل المشغول فهي كثيرة منها التقدم وعدم التعدد مع اتحاد العامل، وقابليته للإضمار والافتقار لما بعده وأخيراً ألا يكون نكرة محضة، وتتوافر الشروط كلها في مثل (زيداً أكرمته).
¥