تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ال العهدية]

ـ[ابن مالك الاسترالي]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 02:54 ص]ـ

السلام عليكم,

كما تعلمون, أكرمك الله و زادكم علماً, أنّ أسماء الإشارة مبنية لشبهها لحرف كان ينبغي أن تضعه العرب و لكنّها لم تفعل.

نقل ابن فلاح عن أبي علي الفارسي أنّ أسماء الإشارة مبنية لأنّها في المعنى أشبهت حرفاً موجوداً و هو (ال العهدية) التي تشيرالى عهود بين المتكلم و المخاطب.

فما هي (ال العهدية)؟ اين اجدها؟ هل من امثلة؟

جزاكم الله خيرًا

ـ[جمال الشريف]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 03:08 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(أل) العهدية ثلاثة أنواع:

1ـ العهد الذِّكْري: وهي ما سبق لما دخلت عليه ذكر في الكلام.

مثل: جاءني رجل فأكرمت الرجل.

وقال تعالى: (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول)

2ـ العهد الحضوري: وهي ما يكون ما دخلت عليه حاضرا.

مثل: جئت اليوم (أي: اليوم الحاضر)

3ـ العهد الذهني: وهي ما يكون ما دخلت عليه معهودا ذهناً.

مثل: حضر الرجل. (أي: الرجل المعهود ذهنا بينك وبين من تخاطبه)

تحياتي وتقديري للجميع

ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 05:57 ص]ـ

وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته أيها الكريمان.

وبالإضافة إلى ما تفضل به الأستاذ جمال:

هناك عهد كنائي، كما في قوله تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)، فهو كناية عن أمر استقر في أذهانهم، وهو أنهم كانوا ينذرون الذكور لخدمة بيت العبادة دون الإناث، فلما وضعتها أنثى، اعتذرت بأن هذه خلاف ما عهدوه من نذر الذكور.

والله أعلى وأعلم.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 02:18 م]ـ

من الشواهد القرآنية على أل العهد الحضوري, قوله تعالى:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] فإن "أل" في اليوم هي للعهد الحضوري.

ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 06:19 ص]ـ

وقد يجتمع لـ: "أل" أكثر من معنى:

ففي قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة).

قد يقال بأن: "أل" في: "الصلاة" للعهد، فالذهن ينصرف أول ما ينصرف إلى الصلاة المكتوبة، وهي من جهة أخرى: جنسية استغراقية فتعم جميع المكتوبات.

*****

وفي قولك: جمع الأمير التجار.

قد يقال بأن "أل" في "التجار": عهدية من جهة أن الذهن ينصرف أول ما ينصرف إلى تجار البلد، لاستحالة جمع جميع تجار زمانه، وهي استغراقية: من جهة استغراقها جميع تجار بلده، فتكون مجازا، على قول من يقول بالمجاز، إذ أطلق الكل: عموم "أل" الاستغراقي الحقيقي الذي يشمل كل التجار، وأراد البعض، عموم "أل" الاستغراقي العرفي الذي يشمل تجار البلد فقط.

ولكل مسألة ذوق خاص، فـ: "أل" مما يستحق الإفراد بالتصنيف.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 09:25 ص]ـ

وفي قوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)

إما أن تكون: "أل" للعهد: فيكون المعنى: وأحل الله البيوع التي استقر في أذهانكم حلها، فخرج بهذا القيد كل بيع محرم لربا أو جهالة أو غرر.

وإما أن تكون: "جنسية استغراقية"، فتكون: عاما قد خص بأدلة النهي عن بيوع بعينها.

أو تكون عاما أريد به الخصوص: فتكون مجازا، عند من يقول بالمجاز، إذ أطلق العموم، وأراد خصوص البيوع المباحة.

وإما أن تكون "جنسية استغراقية مجازية" فيتوجه العموم ابتداء إلى البيوع المباحة.

وهي مسالك على اختلافها تؤدي إلى نتيجة واحدة، وهي: حل البيوع المباحة، وحظر البيوع المحرمة.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 03:40 م]ـ

ومن ذلك:

حديث: (ويل للأعقاب من النار).

فإما أن تكون "أل":

للعموم، وهذا بعيد، لأنه ليس كل عقب متوعدا بالنار، وإنما توعد العقب الذي فرط صاحبه في غسله.

أو: العهد، أي الأعقاب المعهودة التي رآها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم تغسل، فيكون اللفظ: عاما في كل عقب أريد به خصوص الأعقاب التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم.

أو تكون المسألة من باب: تخصيص الحكم بصورة السبب، فيكون في اللفظ تخصيص باعتبار: صورة السبب، فالأعقاب المتوعدة هي التي لم تغسل جيدا، وعموم من جهة دخول كل عقب تحققت فيه صورة السبب في هذا الوعيد، كما قيل في حديث: (لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ)، فـ: "أل" في: "الصيام" ليست جنسية استغراقية، أو لبيان الماهية، وإنما هي: عهدية، أي ليس من البر ذلك الصيام المعهود الذي يؤدي بصاحبه إلى حال ذلك الصائم الذي شق على نفسه حتى ازدحم الناس عليه وظللوا عليه.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 09:32 ص]ـ

ومن ذلك أيضا:

حديث: (إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيُرِقْهُ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرَارٍ):

فقد حمل جمهور أهل العلم "أل" في "الكلب" على: "الجنسية الاستغراقية": فتعم كل أنواع الكلاب، بينما حملها المالكية، رحمهم الله، على ما سوى المأذون فيه من كلاب: الصيد والزرع والماشية، فتكون "أل" عندهم "عهدية" فيما سوى المأذون فيه، والراجح قول الجمهور لعدم الدليل المفرق.

*****

ومنه أيضا:

حديث: (مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ):

فمن حمل "أل" في "الصيام" على العهد، قال بأن المقصود هو: الصيام الواجب، فلا يجب تبييت النية من الليل في صيام النافلة، وهو الراجح فيجوز إحداث نية النافلة في أي وقت من اليوم قبل الزوال أو بعده بشرط عدم تناول مفطر قبله، ومن حملها على الاستغراق الجنسي، قال بأن تبييت النية واجب في كل صيام ولو كان نفلا.

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير