[أمر هائل أم أمر مهول]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 11:51 ص]ـ
قال الجواليقي: " ويقولون: أمرٌ مَهولٌ، وإنما أمر هائل، يقال: هالني الشيء يهولني هولا إذا أفزعك فهو هائل، والهول: المَخافة من الأمر لا تدري على ما تهجم عليه"
وقال ابن بري" الذي حكاه أهل اللغة عن العامة أنهم يقولون: يوم مهول ورجل مذهول العقل، وصوابه: هائل وذاهل"
وقال ابن بري في بيان أغلاط الفقهاء: ويقولون: وقع في امر مهول وصوابه: هائل "
اختلف العلماء في صحة قول العامة: " يوم مهول، ووقع في أمر مهول وذلك على قولين:
ذهب أبو بكر الزبيدي وتبعه عدد من العلماء ممن كتبوا في لحن العامة إلى أنه لا يقال: يوم مهول، ووقع في أمر مهول، وإنما يقال: يوم هائل ووقع في أمر هائل وذلك لأن اليوم والأمر عندهم قد وقع منهما الهول فيصاغ لذلك اسم الفاعل على وزن (فاعل) لأن فعله ثلاثي وذلك أنك تقول: هالني الأمر يهولني، وأما مهول فإنه اسم مفعول من هال فيكون عكس المعنى المراد، وهو مذهب ابن بري.
ذهب ابن سيده إلى أنه يصح أن يقال: يوم مهول، ووقع في أمر مهول
والراجح - فيما يظهر- أنه يصح أن يقال: يوم مهول، ووقع في أمر مهول وذلك لما يأتي:
1 - أنه ورد في الشعر الفصيح قوله:
ومهول من المناهل وحش ....... ذي عراقيب آجن مدفان
2 - أن تفسير المهول أي: فيه هول والعرب إذا كان الشيء هو له أخرجوه على فاعل مثل: دارع لذي الدرع، وإذا كان فيه أو عليه أخرجوه على " مفعول" كقولك: مجنون اي فيه ذاك ومديون أي عليه ذاك، وعلى هذا فيمكن تفسير قولهم يوم مهول ووقع في أمر مهول أي: يوم فيه هول وأمرفيه هول، قال الزمخشري: " ومن المجاز: مكان مهول: فيه هول وتقول: هذا المكان لو لم يكن مهولا لكان مأهولا"
وأما " مذهول العقل" فقد ذكرها من ألَّف في لحن العامة قبل ابن بري وبعده والصحيح أن يقال: ذاهل العقل؛ لأنه اسم فاعل من ذهل يذهل فهو ذاهل.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 12:58 م]ـ
رائع يا محمد بن سعد ولم أكن أعلم قبل هذا قدم هذا الاستعمال وكنت أظن أنه من أخطاء المحدثين.
أما ابن سيده فقد روى تعدية الفعل ذهل ولذلك تصح عنده مذهول، قال في المحكم:"ذَهَلَ الشيء، وذَهَلَ عنه، وذَهِلَه وذَهِلَ عنه، يَذْهَل فيهما، ذَهْلا وذُهُولا: تركه على عمد، أو نسيه لشغل، وقيل: الذَّهْلُ: السلو وطيب النفس عن الإلف، وقد أذهَلَه الأمر، وأذهَلَه عنه".