[وقفات مع مرجع الضميرفي القرآن الكريم]
ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأصل في الضمير أن يطابق مرجعه في التذكير والتأنيث و الإفراد والتثنية و الجمع، وقد يُعدل عن هذا الأصل مراعاة للمعنى أو لأغراض بلاغية، ولن أذكر شواهد لما جاء على الأصل وشواهده في القرآن كثير، وما جاء على الأصل لا يُسأل عن علته. و سأقتصر على بعض شواهد النوع الثاني نحو قوله تعالى: ((فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم)) جاء الضمير جمعا في قوله (ملئهم) مع أنه يعود إلى فرعون وهو واحد.
واستمع إلى قول الفراء في سرّ هذا العدول قال:" وإنما قال وملئهم وفرعون واحد لأن الملك إذا ذُكر بخوف أو بسفر أو قدوم من سفر ذهب الوهم إليه وإلى من معه. ألا ترى أنك تقول: قدم الخليفة فكثر الناس، تريد: بمن معه،
وقدم فغلت الأسعار، لأنك تنوي بقدومه قدوم من معه " وللحديث بقية.
ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك دكتور محمد على هذه الإضاءات وفي انتظار البقية
ـ[أبو لين]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:05 ص]ـ
فتح الله عليكم أبا أنس وننتظر مزيدكم ...
بالمناسبة ... مارأيكم في خطاب المفرد بالجمع .. كما هو سابق؟
ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 02:55 م]ـ
أشكر الأخوين الكريمين: عبدالدائم مختار وأبالين على مرورهما وتعليقهما، ولي عودة إلى الموضوع قريبا بإذن الله تعالى.
ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 11:03 م]ـ
لفظ (نفس) - كما نعلم - مؤنث مجازي ,بدليل عود الضمير إليها مؤنثا كما في قوله تعالى: ((ونفس وما سواها)) ووصفها بالمؤنث في قوله تعالى ((يا أيتها النفس المطمئنة)).
بعد هذه المقدمة تأمل معي -أخي الكريم - قوله تعالى ((هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا .... ))
الأعراف (189) حيث جاء وصف (النفس) بواحدة وهو مؤنث , وأعاد الضمير إليها مؤنثا مراعاة للفظ في قوله (منها - زوجها) ثم أعاد إليها الضمير مذكرًا في قوله (ليسكن) وفي قوله (تغشاها) مراعاة لمعنى النفس لأن المراد بها آدم عليه السلام.
وتأمل أخي السّر وراء هذا التنويع فيما ذكره الزمخشري قال في (الكشاف):
"وقال: ليسكن فذكّر بعدما أنّث في قوله (واحدة، منها، زوجها)، ذهابا إلى معنى النفس ليبين أن المراد بها آدم؛ ولأن الذكر هو الذي يسكن إلى الأنثى ويتغشاها، فكان التذكير أحسن طباقا للمعنى) وللحديث صلة.