تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إضاءات لغوية: {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَمَةِ}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 11:24 ص]ـ

قال الله تعالى في سورة القيامة:

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَ لا أُقْسِمُ بِالنّفْسِ اللّوّامَةِ (2) أَ يحْسب الانسنُ أَلّن نجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى قَدِرِينَ عَلى أَن نّسوِّى بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الانسنُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسئَلُ أَيّانَ يَوْمُ الْقِيَمَةِ (6)

في قوله تعالى:

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَ لا أُقْسِمُ بِالنّفْسِ اللّوّامَةِ (2)

اختلف المفسرون وعلماء اللعة حول ما إذا كان التعبير القرآني {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} يفيد القسم أم انه لا يفيد ذلك.

الرأي الغالب أنها تفيد القسم, ومجىء كلمة "لا النافية " لزيادة التأكيد في تحقيق عظمة المقسم به, فالتعبير القرآني {لا أُقْسِمُ} هو صيغة قسم.

كأن القرآن يود القول: لا أقسم به، أي ولا أقسم بأعز منه عندي.

وقد أكد القرآن ذلك في الآية الثانية: {ولا أُقْسِمُ بالنفس اللوامة} حيث أن القسم فيها تأكيد للجملة المعطوف عليها.

قال الزمخشري في الكشاف:

إدخال «لا» النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم قال امرؤ القيس:

لاَ وَأَبِيك ابْنَةَ الْعَامِرِيّ ... لاَ يَدَّعِى الْقَوْمُ أَنِّي أفِرّ

وقال غوثة بن سلمى:

أَلاَ نَادَتْ أُمَامَةُ بِاحْتِمالِ ... لِتَخْزُنَني فَلاَ بِكِ ما أُبَالِي

وفائدتها توكيد القسم، وقالوا إنها صلة مثلها في {لئلا يعلم أهل الكتاب} [الحديد: 29] وفي قوله:

في بئْرِ لاحورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ ... اعترضوا عليه بأنها إنما تزاد في وسط الكلام لا في أوّله، وأجابوا بأنّ القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضه ببعض، والاعتراض صحيح؛ لأنها لم تقع مزيدة إلا في وسط الكلام، ولكن الجواب غير سديد. ألا ترى إلى امرىء القيس كيف زادها في مستهل قصيدته. والوجه أن يقال: هي للنفي. والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاماً له يدلك عليه قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بمواقع النجوم (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)} [الواقعة: 75 - 76]

كأنه بإدخال حرف النفي يقول: إنّ إعظامي له بإقسامي به كلا إعظام؛ يعني أنه يستأهل فوق ذلك. "

اللوامة:

لوامة: صيغة مبالغة.

عبر القرآن الكريم عن النفس بهذا الوصف من باب المبالغة , حيث أنها تكثر من لوم صاحبها على تقصيره في أداء الأعمال العبادية وفعل الطاعات وعمل الخيرات.

حذف جواب القسم:

جواب القسم محذوف, غير أنه يفهم من قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} , و تقدير ذلك: لنجمع عظام الإنسان, أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 12:25 م]ـ

لقد انتقيت يا دكتور، فجزاك الله خيرًا.

وكُتبت من القلب لذلك وصلت القلب.

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:03 م]ـ

جزاك الله خيرا

قرأت في بعض كتب التفسير أن جواب القسم هو" لتبعثنً"

كيف نوفق بين وجود الواو: لا وأبيك، وعدم وجودها في الآية: لا أقسم

فعدم وجود الواو قد يشكل بالدعاء على السامع بدلا من الدعاء له كما في قصة الخليفة: لا أيدك الله عندما طلب منه القول: لا و أيدك الله، فهل ينسحب ما ترتب على الدعاء على ما يترتب على القسم؟

أرجو الإفادة من أساتذتنا

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:08 م]ـ

أفادكم الله وسدد خطاكم

والحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا مهتدين

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 04:57 ص]ـ

لقد انتقيت يا دكتور، فجزاك الله خيرًا.

وكُتبت من القلب لذلك وصلت القلب.

الأستاذ الفاضل عبدالعزيز بن حمد العمار:

وجاك الله خيرا كذلك.

شكرا لأحرفكم العابقة بأريج إنسانيتكم.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 05:02 ص]ـ

جزاك الله خيرا

قرأت في بعض كتب التفسير أن جواب القسم هو" لتبعثنً"

كيف نوفق بين وجود الواو: لا وأبيك، وعدم وجودها في الآية: لا أقسم

فعدم وجود الواو قد يشكل بالدعاء على السامع بدلا من الدعاء له كما في قصة الخليفة: لا أيدك الله عندما طلب منه القول: لا و أيدك الله، فهل ينسحب ما ترتب على الدعاء على ما يترتب على القسم؟

أرجو الإفادة من أساتذتنا

العزيز طارق يسن الطاهر:

بارك الله فيكم.

يرى جمع من العلماء كالرضي وغيره أن من شروط وجود واو القسم حذف فعل القسم, وإليك عبارة الرضي في شرح الكافية:

" اعلم أن واو القسم لها ثلاثة شروط: أحدها حذف فعل القسم معها فلا يقال: أقسم والله، وذلك لكثرة استعمالها في القسم، فهي أكثر استعمالا من أصلها ... "

(لا وأبيك) لا تحتوي على فعل قسم, ولذا لا يوجد إشكل نحوي في وجود واو القسم فيها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير