تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفة لغوية: {تبت يدا أبو لهب وتب}]

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 05:14 ص]ـ

سورة المسد

بسم الله الرحمن الرحيم

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)

القراءة المعروفة والمتواترة للآية الأولى هي: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} , غير أنه توجد قراءة شاذة هي: {تَبَّتْ يَدَا أَبِو لَهَبٍ وَتَبَّ} , حيث جاءت {أبو} مرفوعة, وليست مجرورة كما يقتضي السياق.

هذه القراءة الشاذة أشار لها بعض المفسرين كالرازي في مفاتيح الغيب, والزمخشري في الكشاف, كما أشار إليها الحلبي في الدرالمصون.

قال الحلبي:

" وقُرئ: {يدا أبي لَهَبَ} بالواو في مكانِ الجرِّ." (1)

وقال الرازي بإن " التكنية قد تكون اسمًا، ويؤيده قراءة من قرأ (تبت يدا أبو لهب) كما يقال: علي بن أبو طالب ومعاوية بن أبو سفيان، فإن هؤلاء أسماؤهم كناهم." (2)

وقد ذكر الزمخشري تعليلا لتكنية أبي لهب بذلك, وأشار في ذلك إلى هذه القراءة:

فإن قلت: لم كناه، والتكنية تكرمة؟ قلت: فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن يكون مشتهرًا بالكنية دون الاسم، فقد يكون الرجل معروفًا بأحدهما، ولذلك تجري الكنية على الاسم، أو الاسم على الكنية عطف بيان، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء، وأن تبقى سمة له، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ «يدا أبو لهب»، كما قيل: علي بن أبو طالب. ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع. " (3)

ومع ان هذه القراءة شاذة, فقد ااتخذ منها علماء اللغة دليلا على جواز لزوم العلم المصدر بـ "أبو "صورة شكلية واحدة في الإعراب, كما ذهب إلى ذلك الزمخشري و الرازي.

وقد أشار إلى ذلك الفراء في المعاني: " وبلغنى: أن كتاب على بن أبى طالب رحمه الله كان مكتوبا: هذا كتاب من على بن أبو طالب .. " (4)

--

1 - الدرالمصون - المجلد 11 - سورةالمسد.

2 - مفاتيح الغيب للرازي- تفسير سورةالمسد.

3 - الكشاف للزمخشري - تفسير سورة المسد.

4 - معاني القرآن للفراء - ج 3/ 114

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 08:56 م]ـ

جزاك الله خيرا، وعلى قول الزمخشري والرازي نقول: ذهبت أبو ظبي، وجئت من أبو ظبي، ورأيت أبو ظبي.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 11:35 م]ـ

جزاك الله خيرا، وعلى قول الزمخشري والرازي نقول: ذهبت أبو ظبي، وجئت من أبو ظبي، ورأيت أبو ظبي.

العزيز ابن القاضي:

بارك الله فيك وبك.

شكرا للمتابعة.

يجوز ذلك استنادا إلى قولهما:

ذهبت إلى أبو ظبي، وجئت من أبو ظبي، ورأيت أبو ظبي.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 11:57 م]ـ

إضافة:

البيضاوي, من علماء التفسير الآخرين الذين أشاروا إلى هذه القراءة الشاذة: {تبت يدا أبو لهب وتب}:

" وقرىء «أبو لهب» كما قيل علي بن أبو طالب. " (1)

--

(1) تفسير أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي في تفسير سورة المسد.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 02:19 ص]ـ

بوركت أيها الفاضل كنت بأمس الحاجة إلى مثل هذه الإضاءة اللطيفة.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 11:57 م]ـ

بوركت أيها الفاضل كنت بأمس الحاجة إلى مثل هذه الإضاءة اللطيفة.

الأستاذ الفاضل الدكتور الجليل أبو أوس الشمسان:

إن كلماتك وسام شرف افتحر به.

أشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم.

اسمح لي بهذه الإضافة:

ذكر العلامة اللغوي محمد الأمين بن عبد اله الأرمي العلوي, هذه النكتة في تفسيره الموسوم بـ " تفسير حدائق الروح والريحان ", عند وقوفه على هذه الآية في سورة المسد:

" والحاصل أن الكنية بمنزلة العلم, والأعلام لا تتغير في شيء من الأحوال؛ وكان لبعض أمراء مكة ابنان: أحدهما عبدِ الله بالجر , والآخر عبدَ الله بالفتح " (1)

---

هوامش:

تفسير حدائق الروح والريحان: 32/ 420

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير