ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 05:03 ص]ـ
أفادكم الله وسدد خطاكم
والحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا مهتدين
الأخ العزيز بحر الرمل:
أشكر لكم وجودكم, كما أشكر لكم كلمات الدعاء.
وفقك الله إلى كل خير وهدى.
ـ[الفراء]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 02:54 م]ـ
[ QUOTE= د. حجي إبراهيم الزويد;249997] [ size="5"]
الرأي الغالب أنها تفيد القسم, ومجىء كلمة "لا النافية " لزيادة التأكيد في تحقيق عظمة المقسم به, فالتعبير القرآني {لا أُقْسِمُ} هو صيغة قسم.
كأن القرآن يود القول: لا أقسم به، أي ولا أقسم بأعز منه عندي.
وقد أكد القرآن ذلك في الآية الثانية: {ولا أُقْسِمُ بالنفس اللوامة} حيث أن القسم فيها تأكيد للجملة المعطوف عليها.
فهمت من كلامك في الفقرة الأولى أن "لا" جيء بها لتوكيد القسم.
ومن كلامك في الفقرة الثانية أنها لنفي القسم بالقيامة كما نفي القسم بالنفس.
فهل يعد هذا تناقضًا؟ أو أنك جمعت بين قولين مختلفين؟.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 07:07 م]ـ
الأخ الكريم: الفراء
شكرا للمداخلة.
بارك الله فيكم وبكم.
الصيغة القرآنية {لا أُقْسِمُ} هي صيغة قسم.
دخول حرف النفي (لا) على الفعل {أُقْسِمُ} أفاد معنى المبالغة في تحقيق حرمة المقسم به, وهو يوم القيامة, والنفس اللوامة, وذلك لتأكيد القسم.
لا أقسم بكذا, توهم السامع بأن المقسم يهم بالقسم ثم يتركه, ولكنه في الدلالة المعنوية يفيد عظمة المقسم به, وذلك تعبيراعن قوة القسم وتأكيده.
هذا ما أردت إيصاله.
قال الزمخشري في الكشاف, عند تفسير قوله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة}:
إدخال «لا» النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم قال امرؤ القيس:
لاَ وَأَبِيك ابْنَةَ الْعَامِرِيّ ... لاَ يَدَّعِى الْقَوْمُ أَنِّي أفِرّ
وقال غوثة بن سلمى:
أَلاَ نَادَتْ أُمَامَةُ بِاحْتِمالِ ... لِتَخْزُنَني فَلاَ بِكِ ما أُبَالِي
وفائدتها توكيد القسم، وقالوا إنها صلة مثلها في {لئلا يعلم أهل الكتاب} [الحديد: 29] وفي قوله:
في بئْرِ لاحورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ ... ا
عترضوا عليه بأنها إنما تزاد في وسط الكلام لا في أوّله، وأجابوا بأنّ القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضه ببعض، والاعتراض صحيح؛ لأنها لم تقع مزيدة إلا في وسط الكلام، ولكن الجواب غير سديد. ألا ترى إلى امرىء القيس كيف زادها في مستهل قصيدته.
والوجه أن يقال: هي للنفي. والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظامًا له يدلك عليه قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بمواقع النجوم (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)} [الواقعة: 75 - 76]، فكأنه بإدخال حرف النفي يقول: إنّ إعظامي له بإقسامي به كلا إعظام؛ يعني أنه يستأهل فوق ذلك. وقيل إن «لا» نفي لكلام وردّ له قبل القسم، كأنهم أنكروا البعث فقيل: لا، أي ليس الأمر على ما ذكرتم، ثم قيل: أقسم بيوم القيامة. فإن قلت: قوله تعالى: {فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [النساء: 65] والأبيات التي أنشدتها: المقسم عليه فيها منفي، فهلا زعمت أنّ «لا» التي قبل القسم زيدت موطئة للنفي بعده ومؤكدة له، وقدّرت المقسم عليه المحذوف ههنا منفيًا، كقوله: {لآ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة (1)}، لا تتركون سدى؟ قلت: لو قصر الأمر على النفي دون الإثبات لكان لهذا القول مساغ، ولكنه لم يقصر. ألا ترى كيف لقي {لا أُقْسِمُ بهذا البلد} [البلد: 1]، بقوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان} [التين: 4]، وكذلك {فَلاَ أُقْسِمُ بمواقع النجوم} [الواقعة: 75]، بقوله: (إنه لقرآن كريم) وقرىء: «لأقسم» على أنّ اللام للابتداء. وأقسم خبر مبتدأ محذوف، معناه: لأنا أقسم. "
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 08:39 م]ـ
الأخ الكريم: الفراء
شكرا للمداخلة.
بارك الله فيكم وبكم.
الصيغة القرآنية {لا أُقْسِمُ} هي صيغة قسم.
دخول حرف النفي (لا) على الفعل {أُقْسِمُ} أفاد معنى المبالغة في تحقيق حرمة المقسم به, وهو يوم القيامة, والنفس اللوامة, وذلك لتأكيد القسم.
لا أقسم بكذا, توهم السامع بأن المقسم يهم بالقسم ثم يتركه, ولكنه في الدلالة المعنوية يفيد عظمة المقسم به, وذلك تعبيراعن قوة القسم وتأكيده.
هذا ما أردت إيصاله.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 02:04 م]ـ
الأخ الكريم: لا أقسم بكذا, توهم السامع بأن المقسم يهم بالقسم ثم يتركه, ولكنه في الدلالة المعنوية يفيد عظمة المقسم به, وذلك تعبيراعن قوة القسم وتأكيده.
أساتذتي أكتب هذا التعليق مستفيدا من تعليقاتكم.
وتستخدم أساليب التوكيد بحسب حال المخاطب (من حيث درجة الاستسلام، والشك، والإنكار، والجحود)
فكلما زاد المخاطب شكا أو إنكارا أو جحودا، زاد المتكلم من أدوات التوكيد في إخباره.
والقسم أحد أأدوات التوكيد المستخدمة في لغتنا العربية، ومجي (لا) فيه زيادة في التوكيد فحسب، ولا تحمل أدنى دلالة لعظمة المقسم به، لأن وقوعه هذا الموقع دليل لعظمة شأنه ولا يحتاج ذلك إلى (لا)، وكل ما أقسم الله به هو عظيم، بل كل ما مخلوقات الله عضيمة.