تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالغرض الأول من استعمال (ماذا) بدل (ما) هو تقوية معنى الاستفهام، كما أنّها تُستعمل لغرض آخر، كما يرى الدكتور عبد الجبار زيدان، وهو رفع اللبس في كلّ موضع احتمل هذين المعنيين. فقد أُريد مثلاً معنى الاستفهام في قوله تعالى: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [يونس: 101]، ولو أُريد الموصولية لقال سبحانه: قل انظروا ما في السموات. وكذلك قوله تعالى: (وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر: 18]، فقد استعمل (ما) لأنّه أراد الموصولية، ولو أراد الاستفهام لقال جلّ شأنه: ولتنظر نفس ماذا قدّمت لغد.

وقد ذكر سيبويه أنّه عند جعل (ماذا) بمنزلة اسم واحد يكون الوجه في جوابها النصب لأنّ (ماذا) منصوبة، وعند جعل (ذا) بمنزلة (الذي) يكون الوجه في جوابها الرفع لأنّ (ما) مرفوعة على الابتداء. وبناءً على ذلك فقد جعلوا (ماذا) بمنزلة (ما الذي) في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) [النحل: 24]، لأنّ جوابها وهو (أساطيرُ) مرفوع، وجعلوها بمنزلة اسم واحد في قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا) [النحل: 30] لأنّ جوابها، وهو (خيراً)، منصوب.

وفي قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة: 219] قرأ أبو عمرو (العفو) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب. وتبعاً لهذا الاختلاف في القراءة وجّه النحاة إعراب (ماذا) فأجازوا أنْ تكون بمنزلة اسم واحد مع نصب الجواب (العفو)، والتقدير: يسألونك ما ينفقون؟ قل ينفقون العفو. وأجازوا أنْ تكون بمنزلة (ما الذي) مع رفع الجواب، والتقدير: يسألونك ما الذي ينفقونه؟ قل الذي ينفقونه العفو.

وأجاز الأخفش والزجاج أنْ تكون (ماذا) بمنزلة اسم واحد أو منزلة (ما الذي)، سواء أكان جوابها مرفوعاً أم منصوباً.

ولو جعلنا المعنى هو الأساس، لا التقدير في توجيه النصب والرفع، لخلصنا إلى القول بأنّ الجواب يُرفع عندما يُراد به معنى الثبات والاستمرار، ويُنصب عندما يُراد به معنى التجدّد والحدوث. وقد وجّه الكرماني الرفع في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) [النحل: 24] بأنّ السائلين لم يكونوا سائلين على وجه الحقيقة يريدون الجواب، بل أرادوا من سؤالهم الاستهزاء والإنكار، لأنّهم أنكروا إنزال القرآن عدلوا عن الجواب فقالوا: أساطيرُ الأولين، فكان رفع الجواب من كلام الكافرين. وورد منصوباً في قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا) [النحل: 30]، لأنّه جواب لسائلين كانوا يقرّون بالوحي والإنزال، فكان نصب الجواب مطابقاً للحال لأنّه من كلام المتّقين.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 08:57 م]ـ

أصبت وفقك الله

يقول النحاة: تُعرب مجزّأة إن صحّ تأويلها ب: أي شيء

وهو غير ملزم في نظري ما ذكرته لك أيسروأنسب

أنا عرضت الآراء وهذا الواجب في نحو المختصين

أما بالنسبة لأين فأنت أقررت بأنها للظرفية الزمانية وأنا أعتقد خلاف ذلك

فأنى وأين للظرفية المكانية ومتى وأيان للزمان سواء في الشرط او الاستفهام

ودمت بخير سيدي الكريم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير