تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 06:26 م]ـ

وهذا ما جاء في تفسير الألوسي للآية:

" {ذَرْهُمْ} أي اتركهم وقد استغنى غالباً عن ماضيه بماضيه وجاء قليلاً وذر، وفي الحديث " ذروا الحبشة ما وذروكم " والمراد من الأمر التخلية بينهم وبين شهواتهم إذ لم تنفعهم النصيحة والأنذار كأنه قيل: خلهم وشأنهم {يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ} بدنياهم، وفي تقديم الأكل إيذان بأن تمتعهم إنما هو من قبيل تمتع البهائم بالمآكل والمشارب، والفعل وما عطف عليه مجزوم في جواب الأمر، وأشار في " الكشاف " أن المراد المبالغة في تخليتهم حتى كأنه عليه السلام أمر أن يأمرهم بما لا يزيدهم إلا ندماً، ووجهه المدقق صاحب " الكشف " فقال: أريد الأمر من حيث المعنى لأنه جعل أكلهم وتمتعهم الغاية المطلوبة من الأمر بالتخلية، والغايات المطلوبة إن صح الأمر بها كانت مأموراً بها بنفس الأمر وأبلغ من صريحه فإذا قلت: لازم سدة العالم تعلم منه ما ينجيك في الآخرة كان أبلغ من قولك: لازم وتعلم لأنك جعلت الأمر وسيلة الثاني فهو أشد مطلوبية وإن لم يصح جعلت مأموراً بها مجازاً كقولك: اسلم تدخل الجنة، وما نحن فيه لما جعل غاية الأمر على التجوز صار مأموراً به على ما أرشدت إليه اهـ، وهو من النفاسة بمكان، وظن أن انفهام الأمر من تقدير لامه قبل الفعل من بعض الأمر، وما في «البحر» من أنه إذا جعل {ذَرْهُمْ} أمراً بترك نصيحتهم وشغل باله صلى الله عليه وسلم بهم لا يترتب عليه الجواب لأنهم يأكلون ويتمتعون سواء ترك نصيحتهم أم لا وقوف في ساحل التحقيق كما لا يخفى على من غاص في لجة المعاني فاستخرج درر الأسرار واستظهر أنه أمر بترك قتالهم وتخلية سبيلهم وموادعتهم ثم قال: ولذلك صح أن يكون المذكور جواباً لأنه عليه الصلاة والسلام لو شغلهم بالقتال ومصالتة السيوف وإيقاع الحروب ما هنأهم أكل ولا تمتع ويدل على ذلك أن السورة مكية وهو كما ترى. ثم المراد على ما قيل دوامهم على ما هم عليه لا إحداث ما ذكر أو تمتعهم بلا استمتاع ما ينغص عيشهم والتمتع كذلك أمر حادث يصلح أن يكون مرتباً على تخليتهم وشأنهم فتأمل."

تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ)

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[23 - 09 - 2008, 11:21 م]ـ

السلام عليكم

بناء على التفسير السابق للآية (ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل .. )

أميل إلى أنّ تقدير الشرط المحذوف موافق لمراد الآية

لأنّ الله عزّ وجل يريد لهم أن يظلّوا على عمايتهم وضلالهم مشغولين عن الرسول والمؤمنين بالأكل والتمتع , فذلك خير لهم , والسبيل إلى ذلك بتركهم وتخليتهم

وكأنّه يقول: فليبقوا لاهين , والطريق إلى ذلك بأن تخلّي بينهم وبين أكلهم وتمتعهم , فإن تذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل ..

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير