تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأمر الثاني أننا متفقان على أننا إذا أدخلنا (كان) على (عند زيد نمرة) فإننا نرفع نمرة ولا يجوز نصبه، فهي اسم (كان)، واسم كان هو في الأصل مبتدأ، فوجب القول بأن (نمرة) مبتدأ لا خبر، لأنها لو كانت خبرا للمبتدأ لانتصبت بدخول كان.

الأمر الثالث أننا متفقان على أنه إذا أدخلنا (إنّ) على (عند زيد نمرة) وجب نصب نمرة، وهذا يعني أن (نمرة) اسم (إن) ولوكان خبرا لإن لارتفع، واسم إنّ في الأصل مبتدأ، فوجب القول بأن (نمرة) مبتدأ.

فهذه ثلاثة أمور نحن متفقان عليها توجب أن تكون (نمرة) مبتدأ لا خبرا.

وإن كنت توافق على المشهور في أن الضمير المستتر لا يجوز أن يعود إلى متأخر لفظا ورتبة، فإن هذا أيضا يوجب القول بأن (نمرة) مبتدأ لا خبر، بيانه أن (كائنة) في التركيب المقدر (كائنة عند زيد نمرة) فيها ضمير مستتر يعود لنمرة، فلو جعلنا كائنة مبتدأ ونمرة خبرا لعاد الضمير المستتر إلى متأخر في اللفظ والرتبة، وهذا ممتنع.

بعد هذا أبين رأيي في المختلف فيه، فأقول:

نمرة ليست هي محل الفائدة، وإنما محل الفائدة (عند زيد)، والدليل على ذلك أنك لو وضعت معرفة مكان (نمرة) فقلت مثلا: عند زيد خالدٌ، لوجدت أن محل الفائدة (عند زيد)، والفرق أنك هنا أخبرت عن معرفة، وهناك أخبرت عن نكرة، وأما عن وجوب كون الظرف أو الجار والمجرو في هذا السياق معروفا فذلك لأن الفائدة لا تتم إلا بأن يكون المجرور معرفة وبأن يكون الظرف مضافا لمعرفة، فلو قلت: عند رجل نمرة، لم يجز لأنه لا يخلو الأمر من أن يكون عند رجل نمرة، فليس في هذا الكلام فائدة، وهذا يقوي أن محل الفائدة هنا (عند زيد). وفي هذا رد على السهيلي أيضا.

العربية أخي أبا أوس لغة لطيفة جدا، فأي تغيير في نظام الجملة يتبعه تغيير في المعنى وإن كان التغيير يسيرا، وسأبين لك الفرق بين: عند زيد نمرة، و (زيد عنده نمرة) فالجملة الأولى المسند إليه نمرة، يعني هي المحور، فكأن أحدهم قال: أين أجد نمرة، أريد نمرة، فقيل له: عند زيد نمرة، فنمرة كانت مدار الذكر والطلب، أما (زيد عنده نمرة) فمدار البحث والطلب شخص عنده نمرة، كأنه قيل من عنده نمرة، فأجيب: زيد عنده نمرة، فزيد هو مدار الذكر والبحث والطلب.

أما (يملك زيد نمرة) فأمر الملكية ليس ملازما للعندية فقد تكون عنده نمرة لغيره.

مع التحية الطيبة.

ـ[حرف]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 03:39 ص]ـ

بارك الله فيك د. الأغر.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 04:45 ص]ـ

بارك الله فيك د. الأغر.

وبارك فيك أخي حرف.

ـ[حرف]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 08:51 م]ـ

وبارك فيك أخي حرف.

الشكر موصول لك أستاذنا أبا وس؛ كعادتك دائمًا تفتح أبوابًا جديدة وغير مألوفة فتثير الأعضاء وتحفزهم على المشاركة والنقاش.

فبارك الله فيك وفي علمك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير