ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 02:49 م]ـ
قسم النحويون الضمائر إلى متصلة تلحق الأفعال ومنفصلة. وقسموا المنفصلة إلى ضمائر رفع وضمائر نصب. وليس في ضمائر الرفع المنفصلة إشكال عندي فهي مختلفة عن ضمائر الرفع المتصلة اختلافًا بيّنًا. أما ضمائر النصب المنفصلة فهي التي تستحق التأمل. فإن كان المقصود فصلها عن الفعل فهذا صحيح لا مراء فيه، وإن كان المقصود بها أنها ضمائر تختلف عن المتصلة فهو أمر متوقف فيه عندي وكذلك إن كان المقصود أنها منفصلة انفصالا مطلقًا كانفصال ضمائر الرفع. فضمائر النصب وإن فصلت عن الفعل فهي لا تنفك عن الاتصال؛ لأنها لا تستعمل إلا متصلة؛ ولذلك اتخذ لها ما تتصل به وهو لفظ (إيّ) فصار الضمير متصلاً به: إيّاه، إيّاها، إيّاهما، إيّاهم، إيّاهنّ، إيّاي، إيّانا، إيّاكَ، إيّاكِ، إيّاكما، إيّاكم، إيّاكنّ. ومعنى ذلك أن الضمير لم ينفصل. وقد يتصل الضمير بإلا: إلاه، إلاك.
وليس هذا القول بجديد فهو في مجمله مستفاد من قول الفراء أن (إيًّا) عماد والكاف ضمير متصل به. وعلى الرغم من وضوح قول الفراء تعددت أقوال النحويين في هذه المسألة فذهب الخليل إلى أن (إيًّا) اسم مضمر مضاف إلى ما يأتي بعده من لواحق، وقد ردّ هذا القول بأن الضمير لا يضاف. وذهب سيبويه إلى أن (إيًّا) ضمير وأما اللواحق فحروف خطاب تبين أحوال الضمير، من تكلم، وخطاب، وغَيبة. وقريب من قول الخليل قول الزجاج بأن إيًّا اسم ظاهر مبهم، ولواحقه ضمائر مجرورة بإضافته إليها. وذهب الكوفيون سوى الفراء إلى أن (إيّاك) وأمثالها بكماله اسم واحد مضمر. وقال غيرهم إنه اسم ظاهر مبهم. ولم يستفد النحويون من قول الفراء بل ردوا عليه بأن جعل (أيّ) دعامة فاسد، لأن الاسم لا يسوغ أن يكون دعامة. والحق أنه ليس بلازم عدها اسما فقد نقل المرادي تصريح صاحب رصف المباني بأن إيًّا حرف؛
والفراء فيما أعلم قال عنها " حرف عماد " لأنه لا معنى له في نفسه. وإنما معناه في غيره، كسائر الحروف. ومعناه هنا الاعتماد عليه في النطق بالمضمر المتصل. وإذن فضمير النصب لا ينفصل.
ولا أرى اتصال ضمير النصب بإلا من الشذوذ كما في قول الشاعر:
وما نبالي إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاورنا إلاك ديار
وقول الآخر:
أعوذ برب العرش من فئة بغت ... عليّ، فما لي عوض إلاه ناصر
وليس بوهم عندي أن يقول أبو الطيب:
ليس إلاّكَ يا عليُّ هُمامٌ ... سيْفُه دونَ عِرضِه مَسْلولُ
السلام عليكم أستاذنا.
1 - " اعلم أن" إيّا " لم تأت في كلام العرب إلا وصلة للمضمر المنصوب؛ ليعلم أنه مفصول مما كان يجب أن يتصل به من الفعل والاسم الذي في معناه ..... وعلى هذا تتصل إيا بالمضمر المتصل على جميع أنواع صيغه فيصير حينئذٍ منفصلا من الفعل أو ما في معناه من الأسماء " هذا أيضا أستاذنا قول صاحب رصف المباني
.2 - "المثال أعطيتكه " لا خلاف في اتصال الضميرين هنا، ولا خلاف في جواز الفصل، فتقول: أعطيتك إيّاه، أو أعطيته إياك، فكيف على قولكم - أستاذنا - نعتبر الضمير في الحالتين وصلا؟؟
3 - ممن يرون جواز اتصال ضمير النصب بإلا دون شذوذ " ابن الإنباري "وابن مالك في شرح التسهيل، وهناك إجماع على شذوذه.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 03:31 م]ـ
أستاذنا الفاضل أبا أوس
ما ضابط مصطلح (الشاذ) عندك؟.
هذا مصطلح النحويين والخلاف في الاتصال والانفصال
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 03:34 م]ـ
أستاذنا جزاك الله خيرا، لكن لمَ لا تخاطب الجهات المسؤولة عن إعداد مناهج النحو في المدارس التي تصنف الضمائر إلى غير ما ذهبتَ؟ حتى لا نعلم أبناءنا خطأً.
أشكرك أخي طارق
ما أكتبه مجرد اقتراح ووجهة نظر ولمن أراد الأخذ بها ذلك.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 03:45 م]ـ
المقصود بانفصال الضمير انفصاله عن العامل فيه، ففي قوله تعالى: إياك نعبد، انفصل ضمير النصب لما أريد تقديمه، فلا يجوز أن نقول: إن ضمير النصب هنا متصل، ولو أخذنا برأي الفراء، كل ما في الأمر أن الفراء بحسب نقلك سيقول: إيا عماد والكاف ضمير منفصل عن الفعل متصل بالعماد، وسيبويه سيقول: إيا: ضمير منفصل والكاف للخطاب، والخليل سيقول: إيا ضمير منفصل والكاف مضاف إليه، والزجاج سيقول: إيا اسم مبهم والكاف مضاف إليه. فإياك على كل الأقوال منفصلة عن عاملها.
فإذا اتصل الضمير بالعامل سمي متصلا وإن انفصل عنه بالعماد صار منفصلا لا متصلا، إلا أن تعقد الأمر فتقول: ضمائر النصب متصلة وهي قسمان قسم يتصل بعامله مباشرة، وقسم ينفصل عن عامله ويتصل بالعماد، ولا أدري ما الفائدة العملية من كل ذلك.
أما أنك لا ترى من الشذوذ ما ذكرت فهذا لا قيمة له ما لم تعضده بالشواهد التي تخرجه عن حد الشذوذ، فإذا أتيت بشواهد تخرجه عن دائرة الشذوذ سلمنا لك.
لقد بينت الاحتراز فقلت إن كان المقصود انفصالها عن الفعل فنعم منفصلة
والفائدة أن يتعلم المتعلم أن الكاف في (نعبدك) هي التي قدمت في (إياك نعبد) وليس من جديد سوى اجتلاب ما يوصل به الضمير لأنه لا يكون وحده وبهذا لا يكون لدينا ضميران (ك/ إياك).
أما وصفك قولي بنفي الشذوذ أنه لا قيمة له فلعلك تراجعه لأنه مبني على الاتصال والانفصال فالنحاة يرون كونه إلا إياك لأن الضمير عندهم (إياك) ولا أرى ذلك فالضمير عندي (ك). وأحب أن أبين لأخي أن القيم نسبية فما لا ترى فيه قيمة قد يرى غيرك فيه القيمة.
¥