أفهم من كلامك السابق أنَّ التنوين في (فتًى) وأمثالها اُلتزم فيه أن يكون تنوين فتح وإنْ اختلفت حالات إعرابه؛ لمناسبة حركة عين الكلمة وهي التاء في (فتًى) وأنّ هذا التنوين لا علاقة له بالإعراب؛ لأنَّ علامة الإعراب على لام ا الكلمة المحذوفة.
فهل ما فهمتُه صحيح؟
نعم أخي حرف أحسنت كل الإحسان
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 08:31 ص]ـ
قد يتوهم غير المدقق في اللغة أنه لا فرق بين التنوين في أكرمت زيدًا، وكسرت عصًا. والحق أن بينهما فرقًا. وجرى العرف على إطلاق مصطلح التنوين على مجموع الفتحتين وإن كانت الفتحتان في الأصل تدلان على الحركة والتنوين. وحين نتأمل الفتحتين في الجملة الأولى نجد الأولى علامة الإعراب لأن زيدًا مفعول به منصوب. وأما الفتحة الأولى في الجملة الثانية فهي حركة عين الكلمة وليست حركة إعراب لأن المقصور لا تظهر عليه الحركات بل تقدر أي تفترض افتراضًا. وقد يسأل سائل عن الألفين بعد التنوين ما شأنهما، والجواب أن الألف في (زيدًا) هو تعويض عن التنوين في حالة الوقف. أما الألف في (عصًا) فليست للتعويض من التنوين بل هي صورة لام الكلمة المحذوفة؛ وقد أبقي عليها في رسم الكلمة لأنها تعود عند الوقف وحذف التنوين. ومن أجل ذلك نجد أنهم رسموا الألف مشالة لما لامه (واو) ورسموها ياء لما لامه (ياء) مثل (فتًى). ولو كانت الألف في (فتًى) للتعويض لرسمت مشالة كألف (زيدًا). ولذلك نجد هيئة الاسم واحدة في كل أعاريبها فتقول في الرفع: هذه عصًا، وفي الجر: ضربت بعصًا، وفي النصب: كسرت عصًا. ولو كانت للتعويض ما اجتمعت مع التعريف باللام كما في (العصا) و (الفتى)؛ لأن التعريف والتنوين متعاقبان. فإذا عرفنا ذلك سهل علينا أن نفهم وجوب رسم الفتحتين في (عصًا) و (فتًى) على عين الكلمة؛ لأن إحداهما حركة العين والأخرى علامة التنوين، وتبين لنا أن من يضعهما على الألف يفصل بين العين وحركتها؛ ويوهم أن المقصور منصوب في كل أحواله لأن الفتحتين على الألف إنما تكونان للمنصوب. ولذلك كثر الخطأ عند بعض الناس في كتابة الفتحات فتراهم يضعون فتحة على العين وفتحتين على الألف (عصَاً، فتَىً) ومعنى ذلك أنه يزيد فتحة لا دلالة لها فلا هي حركة العين إذ هي مكتفية بحركتها ولا هي حركة الإعراب على اللام لأنه يتعذر تحريك لام المقصور فهي ألف. وكذلك نرى وجوب رسم التنوين قبل ألف العوض في (زيدًا) ليكون رسم التنوين مطردًا، ولأن حركة الإعراب ينبغي أن تكون على حرف الإعراب، وكما أن لام المقصور تعود بعد حذف التنوين فكذلك ألف التعويض إنما ينطق بعد حذف التنوين. وما نقترحه من أمر رسم الفتحتين قبل الألف ليس أمرًا نبتدعه بل هو أمر قاله إمام العربية الخليل بن أحمد ولا عبرة بمخالفة اليزيدي في قوله:"ولكني أنقط على الألف لأني إذا وقفت قلت عليما فصار ألفًا على الكتاب، قال: ولو كان على ما قال الخليل لكان ينبغي إذا وقف أن يقول: عليم يعني بغير ألف". وقول اليزيدي مردود لأن الخليل حين يثبت التنوين على الحرف لا يطرح الألف، ولذا حين يوقف على الميم لا تسكن والألف وراءها. ولو كان قول اليزيدي ممكنًا لكان الوقف على (سماءً) بلا ألف في اللفظ أيضًا ولكان الوقف على (خطأً) بلا ألف في اللفظ؛ ومعلوم أن الوقف عليهما إنما هو بتعويض التنوين فيهما بألف، فهي ملفوظة غير مرسومة، وإنما ترك رسم الألف لكراهة المتماثلات الخطية كما فصلنا ذلك في كتاب (الشاذليات).
أخي الكريم
دائما ما أحب أن أقرأ مشاركاتك الفلسفية العلمية التي تضعها على الجروح فتبرأ، ولكني أطلب منك طلبا لنستفيد أكثر:
وهو أن تقلل من كمية الكتابة، وتختصر قدر الإمكان.
لا تغضب مني فوالله إني لأحبك في الله.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 10:36 ص]ـ
أخي الأديب اللبيب
أسعدني كثيرًا متابعتك لما أكتب، ويؤسفني ما تجده من ملالة بسبب الإطالة، ولكن ما باليد حيلة فالأمر يقتضي ذلك الطول. فلعلك تلتمس العذر لأخيك.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 10:42 ص]ـ
رعاك الله وحفظك، ولو كنت بجانبي لقبلت رأسك.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 11:01 ص]ـ
أخي الكريم
دائما ما أحب أن أقرأ مشاركاتك الفلسفية العلمية التي تضعها على الجروح فتبرأ، ولكني أطلب منك طلبا لنستفيد أكثر:
وهو أن تقلل من كمية الكتابة، وتختصر قدر الإمكان.
لا تغضب مني فوالله إني لأحبك في الله.
أخي الحبيب الأديب اللبيب
جعل الله من اسمك كل النصيب
لا تنس أنّ من تخاطبه هو الأستاذ الدكتور , أي (بروفيسور)
رعاك الله وحفظك، ولو كنت بجانبي لقبلت رأسك.
نعم , هذا هو الأدب
زادك الله أدبا
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 11:09 ص]ـ
أخي الحبيب الأديب اللبيب
جعل الله من اسمك كل النصيب
لا تنس أنّ من تخاطبه هو الأستاذ الدكتور , أي (بروفيسور)
بارك الله فيك، لكني لم أخطئ، بل ما طلبته رجاء، ولم أنس أنه بروفيسورنا، أدامه الله ورعاه.
¥