((بل هو لم يكن ممثلاً حتى للثورة العرابية التي كان زعيماً من زعمائها)) ()
ثم نجد الظاهرة عند أمين الريحاني في الكتاب الذي تحدّث فيه عن حكام الجزيرة العربية (صدر أول مرة عام 1924م)؛ ومنها: ((ان البساطة لتدنو في القصر من التقشف، فتبدو في السجاد العادي، وكراسي الخيزران، والدواوين المغطاة بقماش من القطن، والجدران العارية حتى من الآيات)) ()
ثم نجدها عند توفيق الحكيم: ((فأنا لم أحاول عقد صلات حتى مع من كان يجب أن أتصل بهم من أدباء وفنانين)) ()
ثم نجدها عند المؤرخ الأدبي الكبير شوقي ضيف: ((وهذا كله هزل ودعابة ودليل على أن المصريين لم ينسوا حتى في عصور الظلام ما طُبعوا عليه من التندر والفكاهة)) ()
ثم نجدها عند الفقيه اللغوي صبحي الصالح: ((إنّ لك أن تقدّر جسامة الخطأ الذي وقع فيه بروكلمان حين أطلق القول بأن اللغات السامية تخلو من الصياغة التركيبية، شاملاً بحكمه هذا حتى العربية)) ()
ونجدها عند المؤرخ الأدبي محمد زغلول سلاّم في أكثر من كتاب، ومنها:
((ولم يسلم حتى الشعراء، من استخدام المصطلح)) ()
((واشتهر بروحه المرحة وسخريته الضاحكة حتى في مجالس السلاطين)) ()
ونجدها عند القصصي يحيى حقي: ((ستبقى نظراته منكسرة حتى أمام جيرانه)) ()
ونجدها عند الناقد محمد أحمد العزب: ((…يتضح لنا أن التقيد بالخليل أو ترسّم حدوده غير وارد حتى عند الأقدمين)) ()
كذلك نجدها عند الناقد ذي الرؤية الاجتماعية عبدالمحسن طه بدر (ت1990م)؛ ومنها:
((يلخص لنا صورة عن علاقاته الإنسانية حتى مع الأدباء)) ()
((تكون مجرد تصورات مثالية لم تحفر عميقاً حتى في نفوس أصحابها)) ()
ثم نجدها عند الباحث قحطان التميمي: ((ولعل من المبالغة الطريفة الخفيفة هذه الأبيات التي هجا بها الحمدوني أحدهم بالبخل، مصوراً إيّاه من خلال مشهد تمثيلي بعيداً في أنانيته، عاقاً، منبت الصلة حتى بأبيه وإخوته)) ()
ثم نجدها عند الفقيه الداعية محمد جواد مغنيّة: ((فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)). أي: فإن لم يقولوا حتى هذه البديهة، وأبوا إلاّ الشرك والعناد، فأعرض عنهم، وقل لهم أنت ومن آمن بك: اشهدوا بأنا مسلمون)) ()
ونجدها أيضاً عند الناقد محمد فتوح أحمد: ((ألا يعني هذا أن ظواهر التقابل والازدواج تفرض نفسها حتى على أدق مكونات البنية الشعرية)) ()
ثم نجدها عند المفكر خالص جلبي ((إن الشعور الداخلي يصب نفسه حتى إلى تعبيرات الوجه وحركات اليدين)) ()
ثم نجدها عند الطبيب والروائي نجيب الكيلاني: ((إن الحرية الحقيقة حبر على ورق حتى في أوربا وأمريكا)) ()
ثم نجدها عند اللغوي سمير ستيتية: ((يقولون بها الشعر، ويخطبون، وينافر بعضهم بعضاً، ويستعملونها ليتفاهموا بها حتى في أحاديثهم)) ()
ثم نجدها عند الاجتماعيين: إبراهيم بدران وسلوى الخماش، ومن ذلك:
((فهي إذا غضبت أو أصابها ظلم حتى من أقرب الناس إليها، تنهال عليه إما جهاراً وإما خفية بالدعوات)) ()
((ويساهم الزجّالون والمؤلفون والمطربون والإذاعات العربية عامة في تأكيد دور الحسد حتى في المسائل العاطفية) ()
ونجدها عند الرسام محيي الدين اللّباد: ((وفي تلك المفاصل التاريخية العظيمة يولد الرجال والفنانون العظام حتى من الحرف الصغيرة)) ()
ثم نجدها عند الناقد الأدبي الكبير شكري عياد: ((ولكن الشاعر العبقري يصنع الجمال حتى من القبح)) ()
كذلك نجدها عند تلميذه الناقد عبدالحكيم راضي: ((هل ذلك هو سلوك الرجل الذي يرفض شعر الإسلاميين حتى في مجال الاحتجاج اللغوي)) ()
ثم نجدها عند القانوني حسن الزين: ((…عندما ظهرت تصرفات الوالي الجديد وما حملت من مخالفات مسّت حتى جوهر العقيدة، بما عبّرت عنه من فسق وفجور)) ()
ونختتم جملة هذه الشواهد على هذه الظاهرة الشائعة في كل صحيفة ومجلة وكتاب بما جاء عند المفكر محمد عمارة: ((…بل هم مأمورون بتعميم العدل حتى على الأعداء ومن يكرهون)) ()
وهكذا رأينا ظاهرة العطف بحتى قليلة في عصر الاحتجاج باللغة، ولم نعثر في كتابات هذا العصر على شاهد للعطف على غير مذكور، ثم لاحظنا بعد عصر الاحتجاج أن هذه الظاهرة بدأت تبرز شيئاً فشيئاً عند كثير من المؤلفين في شتى فنون التأليف في كل القرون السابقة على قرننا، وهي الآن ليست بالظاهرة القليلة الورود، بل هي شائعة لا يكاد ينجو من استخدامها أحد.
لذلك نظرت لجنة الأصول التابعة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة في دورة المؤتمر الثالثة والأربعين (7/ 3/1977)، في تعبيرات مثل:
أ. الهزيمة تهدد إسرائيل، يعترف بذلك حتى المتعاطفون معها.
ب. مجلس الأمن ينعقد وينفضّ دون أن يُعرض عليه حتى مشروع قرار.
ج. لم يقرأ حتى الصحف.
د. لم ينجح في أن يكون حتى عضواً في مجلس القرية.
هـ. تركَ الخلافُ أثره حتى على العلاقات الثقافية بين البلدين.
ورأت اللجنة أن حتى في الأمثلة السابقة عاطفة والمعطوف عليه محذوف من المقام ().
ولسنا في حاجة للقول بأن هذه الظاهرة عريقة في العربية، كما هو واضح من الشواهد الكثيرة التي أوردناها، وبذلك يسقط القول باستيراد هذه الظاهرة من اللغة الإنكليزية عن طريق الترجمة. والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
هذا هو الرابط لعموم الفائدة من أبحاث أخرى
بحوث ودراسات فى اللغة العربية منتديات كتاب العرب ( http://university.arabsbook.com/forum70/thread32625.html)