ويقاربه كتاب أبي داود , بل قال الخطابي: إنه لم يصنف في علم لم يصنف في علم الدين مثله، وهو أحسن وضعاً وأكثر فقها من الصحيحين ويقاربه كتاب الترمذي، بل كان أبو إسماعيل الهروي، يقول: هو عندي أنفع من كتابي البخاري ومسلم، لأنهما لا يقفا على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، وهو يصل إلى الفائدة منه كل أحد من الناس. وأما سنن ابن ماجة فإنه تفرد بأحاديث عن رجال متهمين بالكذب وسرقة الأحاديث مما حكم عليها بالبطلان أو السقوط أو النكارة انتهى من كلام السخاوي.
******
(6) قال الناظم:
وَدُونَهَا مَسَانِدٌ وَ الْمُعْتَلِيْ ... مِنْهَا الَّذِي لأَِحْمَدٍ وَ الحَنْظَلِيْ
قال الشارح
(خاتمة): لما ذكر الناظم هنا السنن والمسانيد، أحببت أن أبين معناهما مع بيان بعض ما اصطلحوا عليه من الأجزاء والأطراف والمعاجم، فقلت:
الجامع الذي حوى مناقبا ... وسيراً وفتناً وأدبا
تفسيراً الرقاق والعقائدا ... والثامن الأحكام خذ نلت الهدى
ومنها السنن، وهي الكتب المرتبة على الأبواب الفقهية ... إلى آخر كلامه – حفظه الله -.
******
(7) أبيات أعجبتني من الألفية للناظم السيوطي – رحمه الله –
وَ لِلْقَبُولِ يُطْلِقُونَ جَيِّدَا ... وَالثَّابِتَ الصَّالِحَ وَالمُجَوَّدَا
وَهَذِهِ بَيْنَ الصَّحِّيحِ وَ الحَسَنْ ... وَقَرَّبُوا مُشَبَّهَاتٍ مِنْ حَسَْن
وَهَلْ يُخَصُّ بِالصَّحِيحِ الثَّابِتُ ... أَوْ يَشْمَلُ الْحُسْنَ نِزَاعٌ ثَابِتُ
******
(8) قال الناظم:
ثُمَّ عَنِ الصِّدِّيقِ الاوْهَى كَرَّهْ ... صَدَقَةٌ عَنْ فَرْقَدٍ عَنْ مُرَّهْ
قال الشارح
قال المحقق أبو الأشبال أحمد محمد شاكر في تعليقه: وضعف هذا الإسناد من أجل الكلام في " صدقة، فرقد " , ولم يحسن المؤلف في هذا , إذ يوهم أن هذا الإسناد من أوهى الأسانيد , مع أن ضعفهما محتمل، بل قد وثقهما بعض الأئمة.
******
(9) قال الناظم:
وَلأَبِي هُرَيْرَةَ: السَّرِيُّ عَنْ ... دَاوُدَ عَنْ وَالِدِهِ أَيَّ وَهَنْ
قال الشارح
(و) أوهى الأسانيد (لأبي هريرة) رضي الله عنه (السري) بن إسماعيل بفتح السين وكسر الراء وتشديد الياء الهمداني الكوفي، يروي عن الشعبي، وعنه حاتم بن إسماعيل، قال أحمد: تركه الناس. وقال النسائي: متروك. وقال غيره: ليس بشيء.
والذي عند الشارح – أي الترمسي – من أنه البسري بن سليمان خطأ، كما قال المحقق أحمد شاكر.
******
(10) قال الناظم:
لأَنَسٍ: دَاوُدُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ... أَبَانَ .....................
قال الشارح
(فائدة): الصحيح الذي عليه الأكثرون صرف " أبان " والهمزة أصل، والألف زائدة، ووزنه فعال كغزال، ومنعه من الصرف بعضهم لوزن الفعل والعلمية، إذ الهمزة عنده زائدة والألف بدل من ياء، فوزنه أفعل أفاده النووي - رحمه الله –
قلت وعلى الأول قيل: من لم يصرف أبان فهو أتان.
******
يتبع إن شاء الله .....
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[07 - 05 - 10, 02:04 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع المفيد.