[من المراد بالأجادب؟]
ـ[عادل أبوجليل]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدرس طلاب الصف الثالث الإعدادي في مصر حديثا نبويا هذا نصه
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مَثَلُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِىَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِى دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ».
والسؤال:- ماذا يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم بالأجادب؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 09:42 ص]ـ
قال ابن حجر في مقدمة الفتح
قوله أجادب
إحداها جدبة بفتح أوله وكسر ثانيه وقد يسكن ضد الخصبة قال الأصمعي الأجادب ما لا ينبت الكلأ
وقال في الفتح
" أَجَادِب "
بِالْجِيمِ وَالدَّال الْمُهْمَلَة بَعْدهَا مُوَحَّدَة جَمْع جَدَب بِفَتْحِ الدَّال الْمُهْمَلَة عَلَى غَيْر قِيَاس وَهِيَ الْأَرْض الصُّلْبَة الَّتِي لَا يَنْضُب مِنْهَا الْمَاء
ـ[عادل أبوجليل]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:53 م]ـ
بارك الله فيك وجزيت خيرا
ولكن سؤالي: من المراد بالأجادب؟ فأنا لا أسأل عن معناها اللغوي وإنما أسأل عن المقصود بها والمراد منها، ربما جانبني الصواب في عرض السؤال
ولتوضيح السؤال أقول
ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث مثلا لمواقف الناس من الهدى والعلم فقسم مثل الأرض النقية وهم بنص الحديث (فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِى دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ) وقسم مثل الأرض القيعان وهم بنص الحديث (مَنْ لَمْ يرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ)
والسؤال:- قسم الرسول صلى الله عليه وسلم الأرض ثلاثة أقسام بينما قسم الناس قسمين فإلى أي قسم من الناس ترمز الأرض الأجادب؟
وبورك فيكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:43 ص]ـ
إنما قسَّم النبي صلى الله عليه وسلم الأرضَ إلى قسمين فقط
أما الأرض الأولى فهي على قسمين (نقيَّة تُنبت) والثانية (أجادب تُمسك الماء) فصارت هذه الأرض في أحسن صورة حيث جمعت بين خضرة النبات وجمال الماء في مكان واحد فأصبحت صالحة للمأكل والمشرب جميعاً
أمّا الأرض الثانية فهي القيعان التي لا تُنبت الكلأ ولا تُمسك الماء
ولعلها وضَحَتْ إن شاء الله
والله أعلم وأحكم
ـ[عادل أبوجليل]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:48 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك علما وفهما
الآن وضحت الصورة
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 02:24 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علما وفهما
الآن وضحت الصورة
وفيك بارك الله
ـ[أنس سرميني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الذي أعلمه أن الحديث ذكر ثلاثة (مشبهات به وهي أنواع الأرض) ... وذكر (مشبهين وهما أنواع الناس بحسب التفقه والعمل)
فالصنف الأول، هم من تقبل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وعلمه وعمل بما فيه، وعلم غيره أيضاً ... فهم الذين شبههم بالأرض التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب.
والصنف الثاني: هم من تقبل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وحمل علماً سماعاً ونقله لغيره من المؤمنين، ولكن لم يتوسع ويتفقه فيه، ولم يتوجه إلى العمل به تماماً كما أمر. فهم الذين شبههم بالأرض التي حملت الماء وأمسكته، ونفعت غيرها به، ولكن لم تنبت الكلأ الكثير والعشب الغزير.
والصنف الثالث: هم من رد الدعوة، والعلم، أو من علم ولكن لم يعمل أبداً به، أو علم ولم يعلم .. فهؤلاء كلهم مذمومون بنص الحديث الشريف، وشبههم بالأرض التي لم تمسك ماء ولم تنبت عشاباً ..
أي أن مدار التشبيه قائم على هذه الأمور الثلاثة:
ماء وكلأ: نفع ذاتي وغيري.
ماء بلا كلأ: نفع قاصر.
لا ماء ولا كلأ: أي لا نفع مطلقاً بها.
ويقابله:
علم، وعمل، وتعليم: نفع ذاتي وغيري.
علم بعمل قاصر، أو بلا تعليم: نفع قاصر.
لا علم، ولا عمل، ولا تعليم: أي لا نفع مطلقاً بها.
وللتوسع أرجو من القارئ الوقوف عند كتاب الدكتور نور الدين العتر: في ظلال الحديث النبوي. ففيه مزيد بسط وعناية بهذا الحديث النبوي الذي تميز ببلاغته العالية وصورته المتكاملة.