[*** الأمصار ذوات الآثار ... للإمام الذهبي]
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[29 - 05 - 10, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الحافظ المحدث النقّاد، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي:
الأمصار ذوات الآثار
1 - المدينة المشرّفة دار الهجرة
كان العلم وافرًا بها في زمن التابعين، كالفقهاء السبعة.
و زمن صغار التابعين، كزيد بن أسلم، و ربيعة الرأي، و يحيى بن سعيد، و أبي الزناد.
ثم في زمن تابعي التابعين، كعبد الله بن عمرو بن أبي ذئبٍ، و ابن عجلان , و جعفرٍ الصادق.
ثم الإمام مالكٍ، و مقرئها الإمام نافعٍ، و إبراهيم بن سعدٍ، و سليمان بن بلالٍ، و إسماعيل بن جعفرٍ.
ثم تناقص العلم بها جدًّا في الطبقة التي بعدهم، ثم تلاشى.
2 - مكة
كان العلم بها يسيرًا زمن الصحابة.
ثم كثر في أواخر عصر الصحابة، و كذلك في أيام التابعين، كمجاهدٍ، و عطاء بن أبي رباحٍ، و سعيد بن جبيرٍ، و ابن أبي مليكة.
و زمن أصحابهم، كعبد الله بين أبي نجيحٍ، و ابن كثيرٍ المقرئ، و حنظلة بن أبي سفيان، و ابن جريج، و نحوهم.
و في زمن الرشيد، كمسلم بن خالدٍ الزنجيّ، و الفضيل بن عياض، و ابن عيينة.
ثم أبي عبد الرحمن المقرئ، و الأزرقي، و الحميدي، و سعيد بن منصور.
ثم في أثناء المائة الثالثة، تناقص علم الحرمين، و كثر بغيرهما.
3 - بيت المقدس
نزلها جماعةٌ من الصحابة، كعبادة بن الصامت، و شدّاد بن أوسٍ. و ما زال بها علمٌ ليس بالكثير، ثم نقص جد ًّا.
ثم ملكها النصارى تسعين عامًا، ثم أخذها المسلمون.
4 - دمشق
[من بلاد الشام، القطر المتّسع المشتمل على عدّة بلادٍ و مدنٍ و قرًى].
نزلها عدّةٌ من الصحابة، منهم بلال الصحابيّ، و المؤذن لرسول الله صلى الله عليه و سلم و غيره.
و كثر بها العلم في زمن معاوية.
ثم في زمن عبد الملك و أولاده. و ما زال بها الفقهاء، و المقرئون، و المحدّثون في زمن التابعين و تابعيهم. ثم إلى أيّام أبي مسهرٍ، و مروان بن محمدٍ الطاطريّ، و هشامٍ، و دُحيمٍ , و سليمان بن بنت شرحبيل.
ثم أصحابهم و عصرهم.
و هي دار قرآنٍ و حديثٍ و فقهٍ.
و تناقص العلم بها في المائة الرابعة، و الخامسة، و كثر بعد ذلك، و لا سيّما في دولة نور الدين، و أيام محدّثها ابن عساكرٍ، و المقادسة النازلين، بسفحها.
ثم تكاثر بعد ذلك بابن تيميّة، و المزّيّ، و أصحابهما، و لله الحمد.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[29 - 05 - 10, 12:13 ص]ـ
5 - مصر
[و هي بلدٌ عظيمٌ، و قطرٌ متّسعٌ شرقيٌّ، و غربيٌّ، و صعيدٌ أعلى و أدنى].
افتتحها عمرو بن العاص في زمن عمر رضي الله عنهما و سكنها خلقٌ من الصحابة، و كثر العلم بها في زمن التابعين.
ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث، و يحيى بن أيّوب، و حيوة بن شريحٍ، و الليث بن سعدٍ، و ابن لهيعة، و إلى زمن ابن وهبٍ، و الإمام الشافعيّ، و ابن القاسم، و أصحابه.
و ما زال بها علم ٌجمٌّ إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديّين الرافضة عليها سنة [ثمانٍ] و ثلاثمائة، و بنوا القاهرة [و كان قاضيها إذ ذاك، أبو الطاهر الذهليّ البغداديّ المالكيّ، فأقرّوه حتى مات، ثم ولّوه للإسماعيليّة المتشيّعين]، و شاع التشيّع بها، و قلّ الحديث و السنة، إلى أن وليها أمراء السنة النبويّة [بعد مائتي سنةٍ و أنقذها الله من أيديهم على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوبٍ رحمه الله فتراجع العلم إليها] , و ضعف الروافض، والحمد لله.
6 - الإسكندرية
تبعٌ لمصر، ما زال بها الحديث قليلاً، حتى سكنها السلفيّ، فصارت مرحولاً إليها في الحديث و القرآن، ثم نقص بعد ذلك.
7 - بغداد
[هي أعظم بلاد العراق] بنيت في آخر أيام التابعين , و أول من بثّ فيها الحديث هشام بن عروة، و بعده شعبة، و هشيمٌ.
و كثر بها هذا الشأن، فلم تزل معمورةً بالأثر و الخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل، ثم أصحابه.
و هي دار الإسناد العالي و الحفظ، [و منزل الخلافة و العلم] إلى أن استؤصلت في كائنة التتار الكفرة، فبقيت على نحو الربع.
8 - حمص
نزلها خلقٌ من الصحابة، و انتشر بها الحديث في زمن التابعين، و إلى أيام حريز بن عثمان، و شعيب بن أبي حمزة.
ثم إسماعيل بن عيّاشٍ، و بقيّة، و أبي المغيرة، و أبي اليمان ثم أصحابهم، ثم تناقص ذلك في المائة الربعة و تلاشى، [ثم عدم بالكلّيّة].
9 - الكوفة
نزلها جماعةٌ من الصحابة، كابن مسعودٍ، و عمّار بن ياسرٍ، و عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنهم، و خلقٍ من الصحابة.
ثم كان بها من التابعين كعلقمة، و مسروقٍ، و عبيدة، و الأسود. ثم الشعبيّ، و النخعيّ، و الحكم بين عتيبة، و حمّاد، و أبي إسحاق، و منصورٍ، و الإعمش، و أصحابهم.
و ما زال العلم بها متوفّرًا إلى زمن ابن عقدة، ثم تناقص شيئًا فشيئًا و تلاشى، و هي الآن دار الروافض.
10 - البصرة
نزلها أبو موسى الأشعري , و عمران بن الحصين، و ابن عبّاسٍ، و عدّةٌ من الصحابة، و كان خاتمتهم خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم و صويحبه أنس بن مالكٍ رضي الله عنه.
ثم الحسن البصريّ، و محمّد بن سيرين، و أبو العالية.
ثم قتادة، و أيّوب، و ثابتٌ البنانيّ، و يونس، و ابن عونٍ.
ثم حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيدٍ، و أصحابهما.
و ما زال بها هذا الشأن وافرًا إلى رأس المائة الثالثة، و تناقص جدًّا و تلاشى.
11 - اليمن
دخلها معاذ بن جبلٍ و أبو موسى الأشعريّ أصله من تهامة اليمن، و خرج منها أئمة التابعين، و تفرّقوا في الأرض.
و كان بها جماعةٌ من التابعين كوهب بن منبّهٍ , و أخوه قدامة بن منبّهٍ، و طاووس، و ابنه.
ثم معمر، و أصحابه.
ثم عبد الرزاق، و أصحابه.
و عدم منها بعدهم الإسناد.
¥