تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 07:17 م]ـ

وزعم الزمزمي في مناظرته أن تفسير الإستواء بالعلو كقوله أن معناه غير معروف لأننا نقول علو يليق بجلاله فهو معناه أنه استعلاء غير معروف لنا. فليس هو بحلول في المكان.

ولا بمماسة للعرش.

ولا بثبوت مسافة بين (الله) وبين (العرش).

ولا بثبوت مطابقة بين (الله) وبين (العرش).

ولا بثبوت زيادة عليها.

ولا بثبوت نقص منها.

فهذه المعاني كلها تدخل في قولكم " استعلاء يليق بكماله "

كذا قال الزمزمي

والجواب أن هذا كذب علينا فنحن لا ننفي كل هذا ولا يلزمنا إثباته لأنه من قياس الشاهد على الغائب والأمور التي ذكرها لا نثبتها ولا ننفيها

فكما أنه لا يلزم من إثبات العلم لله إثبات انطباق صورة المعلوم في القلب

ولا يلزم من إثبات الإرادة إثبات ميل القلب

فكذلك لا يلزمنا

وأما تسويته بين التفويض والإثبات فساقطة فنحن نثبت معنى حقيقية وأما ما ذكره الزمزمي فكله كلام في الكيفية ونحن نثبت المعنى ونجهل الكيف

والمفوضة يجهلون هل المعنى الإستواء الإستيلاء أو العلو وأما السلفيون فيعنون المعنى الثاني

كما نثبت لله وجوداً أزلياً لا نعين كيفيته

وكما نثبت لله سمعاً وبصراً لا نعلم كيفيتهما ولكن نعرف المعنى

وأما قول الزمزمي بأنه لو كان في جهة لكان استعلائه كاستعلاء الأجسام

فالجواب أن لا يوجد جسم نثبت له العلو المطلق فاين التشبيه وإن كانت هذه اللفظة مما نسكت عنه لعدم ورود النص فيها

وقد أورد الزمزمي حديث ((إذا قام أحدكم في الصلاة، فلا يبزق قبل القبلة، فإن الله قبل وجهه إذا صلى)) معارضاً به ما تعين من الآية

قلت ولو صدق الزمزمي والسقاف مع نفسيهما لما عارضا هذا الحديث بالأحاديث الصريحة في إثبات العلو كحديث الجارية والمسلسل بالأولية وغيرها

لأن هذا الحديث خاص بالصلاة وأحاديث العلو الأخرى عامة ومن المعلوم عند العلماء أن الخاص لا يعارض العام بل يخصصه إن تعذر الجمع هذا أولاً

ثانياً أن القمر في السماء ويكون قبل وجوهنا ونحن على الأرض

فإن قال قائل تشبهون الله بالقمر

قلنا معاذ الله بل أنتم يلزمكم التشبيه فقد شبهتم رب العالمين بالإنسان الذي لا يكون وجهه قبل وجه أخيه إلا ويكون معه في المكان نفسه

وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم من سأله عن الرؤية بأنه سيرى الله عز وجل كما يرى القمر

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يشبه الرأي بالمرأي بل الرؤية بالرؤية

وكذلك نحن إنما شبهنا المقابلة بالمقابلة وليس المقابل بالمقابل

وبمثل هذا يجاب على اعتراض الزمزمي والسقاف على قول الألباني ((فإنه تعالى مع ذلك واسع محيط بالعالم وقد أخبر أنه حيثما توجه العبد فإنه مستقبل وجه الله عزوجل، بل هذا شأن مخلوقه المحيط بما دونه، فإن كل خط يخرج من المركز إلى المحيط، فإنه يستقبل وجه المحيط ويواجهه))

فقد اعترضا بأنه تشبيه لله بالخيمة أوالفضاء

والجواب أن الشيخ قصد أن الإستقبال من جنس الإستقبال وزعم السقاف أن الألباني يعتقد أن الخلق حالون في ذات رب العالمين وهذا كذب على الشيخ وقد صرح في مقدمته على مختصر العلو ببطلان هذا المذهب

وأورد الزمزمي على الألباني تأويل الإستواء بالعلم ويكفي لإبطال هذا التأويل أن الإستواء مخصوص بالعرش وأما العلم فهو عام لجميع الخلق

وليس لعاقل أن يقول أن معنى ((ثم استوى على العرش)) ثم علم العرش!!!

وليس من معاني الإستواء في اللغة العلم

مع العلم أن الزمزمي أورد هذا التأويل لإلزام الألباني وإن كان لا يعتقده

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 07:26 م]ـ

وزعم الزمزمي أن القول بأن الله في كل مكان بعلمه بدعة!!!!!!

لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف الله عز وجل بهذه الصفة

قلت وهذا في الواقع هرطقة فنحن نعني بقولنا في كل مكان بعلمه أي يعلم ما يكون في كل مكان

وهذا ما دل عليه القرآن

قال تعالى ((جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))

وقد أجمع السلف على هذا المعنى كما نقل ابن عبد البر في التمهيد إجماعهم عليه

فقد روى عبد الله بن أحمد في السنة وابن جرير في تفسيره والآجري في الشريعة قول الضحاك وهو تابعي ((مَا يكُونُ مِنْ نَجْوىَ ثَلاثَةٍ إلاَّ هُوَ رَابِعُهُمُ)) سورة المجادلة آية 7. قال: هو على عرشه وعلمه معهم.

قلت وسنده حسن وفيه الرد على من زعم أن السلف كانوا مفوضة

وثبت عن مالك قوله ((الله في السماء وعلمه في مكان))

وكذلك ثبت عن أحمد كما شرحته في دفاعي عن حديث الجارية

وقد كان الناس فرقتين فرقه تنفي العلم وتقول أن الله في كل مكان وهم الجهمية وفرقة تثبت العلم وتقول أن علم الله في كل مكان وهم أهل السنة والأشاعرة والماتردية

فجاء الزمزمي الألمعي وابتكر قولاً جديداً فأثبت العلم وبدع قول من يقول ((وعلمه في مكان))

وقد زعم الزمزمي مخالفة السلف للعقل بكل وقاحة وجرأة لأن مذهبهم خالف مذهبه المبني على التخاليط فهو يظن ان إثبات الإستواء يستلزم التجسيم

عجباً فاستواء المخلوق كالسفينه لا يشبه استواء مخلوق آخر كالإنسان

فما بالك باستواء رب العالمين

ويعتبر الزمزمي قولنا ((الله على العرش وعلمه في مكان)) عبارة تعبر عن صفة واحدة وشطرها الأول مفسر بشطرها الثاني وهذه من تخاليطه فنحن نتحدث عن صفتين العلو والعلم

وأما حديث ((إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)) فيعني بالعلم كما يدل عليه ظاهر الحديث فالنبي صلى الله عليه وسلم يوجه الصحابة إلى عدم الحاجة من رفع الصوت في الدعاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير