ودلت الفطرة أيضا على علو الله تعالى دلالة ضرورية فطرية، فما من داع أو خائف إلا فزع إلى ربه تعالى نحو السماء لا يلتفت عنه يمنه ولا يسرة، والمسلمون في سجودهم يقول القائل منهم: سبحان ربي الأعلى فلا يجد من قلبه إلا الاتجاه نحو السماء.
وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها على ما اقتضته هذه الأدلة من علو الله تعالى بذاته وصفاته، ولم يخالف في ذلك الا من اجتالته الشياطين من الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم، أو من سلكوا سبيل التعطيل المحض في هذا الباب فقالوا: إنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عنه، وقد قال بعض العلماء: لو قيل صفوا الله بالعدم ما كان أبلغ لوصفه بذلك من هذا القول تعالى الله عنه علوا كبيرا.
واستواء الله تعالى على عرشه بذاته حقيقة هو علو الله علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته، وفيه عن السلف أربة معان هذا أحدها، والثاني الصعود، والثالث الارتفاع، والرابع الاستقرار، وكلها حق لا تناقض بينها ولا تنافي ما يجب لله تعالى من الكمال.
ولم يخالف السلف في ذلك إلا أهل التحريف والتعطيل الذين قالوا إنه بمعنى الاستيلاء عليه، وهو قول باطل مخالف لصريح القرآن والسنة، فقد ذكر الله تعالى الاستواء على العرش في سبعة مواضع من القرآن، لم يأت في واحد منها بلفظ الاستيلاء حتى يفسر به الباقي، ثم إنه ذكر بلفظ الفعل مقرونا بثم في ستة مواضع، مذكورا بعده عموم الملك في الموضع السابع مما يمنع منعا ظاهرا أن يكون بمعنى الاستيلاء وجاءت السنة بالتصريح بأن الله فوق العرش ولا يخفى أيضا ما يلزم على تفسيره بالاستيلاء من اللوازم الباطلة.
وتفسير معية الله تعالى لخلقه بعلمه بهم وإحاطته في المعية العامة، وبنصره وحفظه مع العلم والإحاطة في المعية الخاصة أمر مشهور بين السلف حكى الإجماع عليه غير واحد من أهل العلم، واقتضاء المعية ذلك ظاهر من سياق الآيات الواردة فيها.
ففي المعية العامة ذكرها الله تعالى في سورة المجادلة بين علمين، وفي آية الحديد ذكرها بعد العلم وقبل قوله: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
وفي المعية الخاصة ذكرها الله تعالى في سورة محمد حين نهى المؤمنين عن الوهن في قتال الأعداء، وفي سورة التوبة حين قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} وهكذا بقية الآيات التي فيها ذكر المعية بنوعيها.
وبطلان القول بالحلول معلوم بدلالة الكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع، وذلك لأن القول به مناقض تمام المناقضة للقول بعلو الله تعالى بذاته وصفاته، فإذا كان علو الله تعالى بذاته وصفاته ثابتا بهذه الأدلة كان نقيضه باطلا بها.
وإنكار القول بالمعية الذاتية واجب حيث تستلزم القول بالحلول، لان القول بالحلول باطل، فكل ما استلزمه فهو باطل يجب إنكاره ورده على قائله كائنا من كان.
وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يهيء لنا من أمرنا رشدا، وأن ينصرنا بالحق، ويجعلنا من أنصاره إنه ولي ذلك القادر عليه، وهو القريب المجيب))
قلت فهذا يبين كذب السقاف وتدليسه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 12:48 ص]ـ
وذكر الألباني أن معنى الإستواء في اللغة معروف فتحذلق عليه السقاف وتعقبه أن للإستواء أكثر من عشرين معنى في اللغة والجواب
أن الشيخ يقصد الإستواء المتعدي بعلى فإذا تعدى الإستواء بعلى استحال أن معناه التمام أو القصد أو غيرها من معاني الإستواء
وأما تفسير الإستواء بالإستيلاء فساقط لأنه يستلزم المغالبة البيت الذي أورده السقاف محتجاً لهذا المعنى فيه مغالبة
إذا ما علونا واستوينا عليهم * جعلناهم مرعى لنسر وطائر
والاستيلاء يستلزم المغالبة كما قال ابن الأعرابي أحد علماء اللغة أتاه رجل فقال له: ما معنى قول الله عز وجل {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}؟ فقال: "هو كما أخبر عز وجل"، فقال: يا أبا عبد الله ليس هذا معناه، إنما معناه استولى، قال: "اسكت ما أنت وهذا، لا يقال استولى على الشيء إلا أن يكون له مضاداً فإذا غلب أحدهما قيل استولى، أما سمعت النابغة:
إلا لمثلك أو من أنت سابقة ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد
رواه اللالكائي وصححه الألباني
واختصاص الإستواء بالعرش يدل على أن معناه العلو وهذا ما اختاره السلف كما نقل بشر بن عمر الزهراني
قال اللالكائي قال أخبرنا أحمد حدثنا عبد الله حدثنا ابن شيرويه ثنا إسحاق [ابن راهويه] حدثنا بشر بن عمر قال: «سمعت غير واحد من المفسرين يقولون ?الرحمن على العرش استوى? على العرش ارتفع» وصححه الألباني وفي هذ الرد على من زعم أن السلف كانوا مفوضة
وقد تناقض السقاف تناقضاً فاحشاً فقد قرر في رسالته الإغاثة أن المشركين لا يؤمنون بالربوبية ونقض هذه الدعوى في تعليقه على المناظرة بنفسه حين قال ((أنظروا إلى هذا المغالط المتناقض!! الذي يتناسى أن أمية ابن أبي الصلت الكافر المشرك كان يقول في
شعره: مجدوا الله فهو للمجد أهل * ربنا في السماء أمسى كبيرا
وهو القائل أيضا: مليك على عرش السماء مهيمن * لعزته تعنو الوجوه وتسجد فافهم!!))
قلت هذا ينقض كلامه في الإغاثة
ولتعرف فساد منطق الزمزمي اقرأ قوله ((إذا كان " القرآن " يصرح بأن المشركين يقرون بأن الله هو الخالق الرازق، فإن معنى ذلك أنهم يقرون بوجوده. وإذا كانوا يقرون بوجود الله، فأين يكون الله موجودا في اعتقاد المشركين؟ لا بد أنهم يعتقدون أنه في السماء))
قلت ولماذا لا يعتقدون أنه في كل مكان أو موجود بلا مكان لماذا تلزمهم بالقول أن الله في السماء وتنبه على أن الزمزمي يسوق دليلاً عقلياً هنا
¥