ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:25 ص]ـ
والآن نقف مع حديث الصورة من ناحية الدراية فقد أورد عليه (البعض) تأويلات عديدة
أولها تأويل الخطابي للمجيء بالكشف عن الحجاب وتابعه ابن الجوزي على هذا التأويل
ويرد هذا التأويل قوله ((فيأتيهم الجبَّار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه، فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن))
فالكشف وقع بعد المجيء وهذا ينفي كونهما شيء واحد
الثاني تأويل الصورة على أنها الصفة كما يقال ((صورة الأمر كذا))
قلت واللفظ السابق يسقط هذا التأويل فلم تظهر للمؤمنين الصفة التي عرفوا بها ربهم إلا بعد مجيئهم على صورة غير الصورة الأولى
ثم إن إطلاق الصورة بمعنى الصفة إنما يقع في حق المعاني كقولك ((صورة الأمر كذا)) ولا تقع في حق الأحياء فتقول ((صورة فلان أنه بصير))
الثالث تأويلهم لمجيء الرب بمجيء الأهوال أو الملائكة
وهذا ساقط فالمؤمنون لا يسجدون للأهوال أو الملائكة
والأهوال تقع على جميع الناس لا هذه الأمة فقط
ثم إن الملائكة والأهوال لا تقول ((أنا ربكم))
فصفة الصورة ثابتة إن رغمت أنوف المعطلة والكلام في كون الصورة تستلزم التشبيه والتجسيم تقدم الجواب عليه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:24 ص]ـ
واحتج السقاف على تأويل صفة النزول بما رواه النسائي في الكبرى من طريق عمر بن حفص بن غياث عن أبيه ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن سمعت أبو هريرة وأبو سعيد يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادي يقول هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى))
قلت وهذا الرواية شاذة أو منكرة فقد خولف حفص بن غياث فقد خالفه محاضر بن الورع وهو ثقة عند ابن خزيمة في التوحيد برقم (151) وسنده صحيح عن الأعمش بهذا الطريق بلفظ ((إن الله يمهل حتى يذهب شطر الليل الأول ثم ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر فأغفر له؟
هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه))
قلت ومعلوم أن هذا لا يقوله إلا فلا يغفر الذنوب إلا هو
وخولف حفص بن غياث من قبل مالك بن سعير فقد رواه الآجرى (ص:309) من طريق: مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إن الله عز وجل يمهل حتى إذا كان شطر الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: هل من مستغفر ………الحديث)). وسنده صحيح إلى مالك وهو صدوق وروايته صالحة لترجيح رواية محاضر على رواية حفص
وقد في ترجمة حفص بن غياث في التهذيب قول يعقوب ((ثقة ثبت إذا حدث من كتابه ويتقي بعض حفظه))
وقال: أبو زرعة ساء حفظه بعد ما استقضي فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح وإلا فهو كذا
وقال: داود بن رشيد حفص كثير الغلط
قلت هذا جرح مفسر لا يرد ويستفاد منه أن حفص لا يصمد عند المخالفة
وهذه طائفة من مناكيره التي ذكرها العلماء
أبو عبيد الآجري عن أبي داود كان حفص بآخرة دخله نسيان وكان يحفظ ومما أنكر على حفص حديثه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: "كنا نأكل ونحن نمشي" قال: ابن معين تفرد وما أراه إلا وهم فيه وقال: أحمد ما أدري ماذا؟ كالمنكر له وقال: أبو زرعة رواه حفص وحده وقال: ابن المديني انفرد حفص نفسه بروايته وإنما هو حديث أبي البزري وكذا حديثه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: "من أقال مسلماً عثرته" - الحديث قال: ابن معين تفرد به عن الأعمش وقال: صالح بن محمد حفص لما ولي القضاء جفا كتبه وليس هذا الحديث في كتبه وقال: أبو بكر بن أبي شيبة ليس هذا الحديث قال: ابن عدي وقد رواه عن حفص يحيى بن معين وزكريا بن عدي وقال: عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول في حديث حفص عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "خمروا وجوه موتاكم" - الحديث هذا خطأ وأنكره وقال: قد حدثناه حجاج عن ابن جريج عن عطاء مرسلاً
قلت وأما الرواية التي فيها أن عمر بن حفص له صحيفة عن أبيه فلا تصح فقد قال ابن خراش فيها بلغني عن علي بن المديني
قلت فهو منقطع
وعلى فرض أن الرواية محفوظة عن الأعمش فقد خالفه الثقات الأثبات فرووه بلفظ ينزل ربنا وهم
¥