ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:46 م]ـ
السلام عليكم
هذه بقية البحث في الحديث الأوّل , وسوف يرفق بملف وورد منسق مستدرك الأخطاء واضح التقاسيم والفصول.
ويسر الله رقن دراسة الحديث الثاني.ونسألكم الدعاء لأخيكم بالهداية وحسن الخاتمة
مناقشة المتأخرين في معنى الجهالة عند المتقدمين وبعض المصطلحات وتطبيقاتها على ناجية: والآن بعد أن أثبتنا صحة قول المتقدمين بأن ناجية الأسدي لم يرو عنه إلا أبو إسحاق السبيعي على رأي ابن المديني وزاد البخاري أبا حسان الأعرج.
فهل ناجية مجهول عند المتقدمين ترد روايته, أو مقبول مطلقا, أو يكتب حديثه للنظر فيه؟
للإجابة على هذا السؤال نكمل مناقشة المتأخرين فيما إصطلحوا عليه وكتبوه من إنتفاء جهالة ناجية بعدما أخطأوا في نسبة بعض الرواة إليه, فقالوا عن ناجية:
[ ........ فانتفت جهالة عينه, وليس بمجهول الحال: فقد ترجمه البخاري في الكبير, وابن ابي حاتم في الجرح والتعديل , وحكى هذا عن ابن معين قال (صالح) , وعن ابي حاتم (شيخ) , وقد وثقه العجلي في الثقات وكذا ابن حبان هذا هو الأمر الأوّل].
التعليق:
هذا مبني على إصطلاح المتأخرين في حد جهالة الرواة والذي درج عليه المعاصرون, وهو غير ملزم للمتقدمين.
فما هو الفرق بين منهجيهما في معنى الجهالة؟
إصطلاح المتأخرين:
قسموا المجهول الى قسمين:
الأول مجهول العين: وهو من روى عنه راو واحد, وترتفع جهالة العين برواية اثنين أو أكثر عنه
الثاني مجهول الحال في الحفظ والنقل ويسمونه كذلك المستور: وهو من روى عنه إثنان أو أكثر ولم يوثق, وترتفع جهالة الحال بتوثيق امام من ائمة الحديث.
ولا تتحقق عندهم عدالة الراوي وضبطه إلا بإنتفاء جهالة عينه وحاله.
ونزّلوا هذه القواعد على ناجية فنفوا جهالته وأصبح في حكم المعروف الموثق فصححوا حديثه.
إصطلاح المتقدمين:لفظ الجهالة عند المتقدمين أطلق بشكل موسع فكأنما راعوا الجانب اللغوي أكثر من الإصطلاحي: فمن تتبع كلامهم, يجدهم قد يطلقون بعض الأحيان لفظ الجهالة: على المبهم من الرواة, او من لم يعرف نسبه, أو من رووا عنه الضعفاء فقط, أومن لم يعرف له توثيق, او من لم يعرف بطلب العلم ...
وهذه الأوصاف ليست بقوادح في نفسها عند المتقدمين, لأن جهالة العين ليست مقصد أساسي عندهم ولا دندنوا حولها كثيرا , فمقصدهم كان حال الراوي هل ضابط لحديثه وأمين في نقله أم لا, ليثبتوا صحة ما حدّث به من عدمه: ولم يعتمدوا فقط في إثبات ذلك على الشهادة والبحث عن الشهود, إنما كان جل إعتمادهم في إثبات ذلك تمحيص حديث الراوي وإختباره بمقارنته بأحاديث غيره إذا كثرت, والبحث على القرائن المحفوفة بالحديث إذا قلّت أحاديثه.
فمعنى الجهالة عندهم تقتضي التوقف عن قبول أو رد أحاديث راو-التعديل أو التجريح- الى أن يختبر صاحبها ويختبر حديثه بوسائلهم وطرقهم التي قد يسمونها السبر او العرض ....
قال ابن حبان: " من كان منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله إلا بعد السبر, ولو كان ممن يروي المناكير ووافق الثقات في الأخبار لكان عدلا مقبول الرواية, إذ الناس أقوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح, هذا حكم المشاهير من الرواة فأما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها " (الضعفاء 2/ 192 - 193).
وكلام ابن حبان هنا واضح في تعديله أصحاب المناكير وهم من لم يرو عنهم إلا الواحد والأثنين (غير مشهور بالرواية) ولكن تصحيح أحاديثهم يحتاج للإختبار.
وكثير من المتأخرين ظنوا كلام ابن حبان هذا مخالف لرأي شيوخه من الأئمة المتقدمين في توثيقه للمجاهيل ثم بعد ذلك إستشكلوا تصرفه في تضعيف أحاديث بعض الثقات, وأحاديث من وثقهم هو نفسه , فوصفوه بالتشدد أحيانا والتناقض, وهو في الحقيقة عنده: ثقة مجهول العين- على الأصل في المسلم- لا يعني صحة حديثه, إنما كتابة حديثه وعرضه على الإختبار.
وعلى كل فالمتقدمون قد يجهلون من روى عنه الجمع ويتوقفون في تصحيح حديثه, ويعرّفون من روى عنه الواحد اوالإثنان ويصححون حديثه إذا عرفوا صدقه بالقرائن, وهذه أمثلة عن تصرفهم في ذلك:
¥