وله طريق اخرى ذكرها الطيالسي (121) قال: حدثنا شعبة، واخبرني فضيل،ابو معاذ، عن حريز السجستاني، عن الشعبي، قال:قال علي .... فذكره بنحوه.
وسنده حسن ان ثبت سماع الشعبي من علي.
قال الحاكم: ((لم يسمع من علي، وانما رآه رؤية)).
وقال الدارقطني في العلل: ((لم يسمع من علي، الا حرفا واحدا ما سمع غيره)).
قال الحافظ: ((كانه عني ما اخرجه البخاري في الرجم عنه عن علي، حين رجم المراة. قال: رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).
قلت: ولا اعرف الشعبي بتدليس، قال ابن معين: ((اذا حدث عن رجل فسماه، فهو ثقة يحتج بحديثه)).
ولا ياخذ من عبارته انه يتهمه بتدليس، فضلا عن ثبوته عليه، وادراكه لعلي منصوص عليه، فما المانع من سماعه منه. والدارقطني على جلالته في الفن وتقدمه لم يحط بكل شيء علما. والله اعلم.
وفضيل هو ابن ميسرة الازدي العقيلي. وثقه ابن معين وابن حيان. وقال احمد والنسائي: ((لاباس به)).
وابو حريز القاضي اسمه عبد الله بن الحسين الازدي ضعفه النسائي وابو داود وغيرهما.ولكن وثقه ابن معين في رواية وابو زرعة وابن حبان.
وقال الدارقطني: ((يعتبر به)).
التعليق:
الحديث تفرد به حريز السجتاني عن الشعبي قال صاحب حلية الأولياء لأبي نعيم (ج 1 / ص 301):" لم يروه عن الشعبي إلا أبو حريز، واسمه عبد الله بن الحسين قاضي سجستان".
فما قوته في الحديث لتوزن تفرداته؟
قال أحمد: ...... حديثه حديث منكر، وكان قاضي سجستان. وقال كذلك " ..... أن يحيى، يعني ابن سعيد، كان يحمل عليه، ولا أراه إلا كما قال".
و قال يحيى بن معين عنه فقال:" ..... بصري ثقة".وقال في رواية معاوية بن صالح " ضعيف ".
وقال أبو زرعة: ثقة.
وقال أبو حاتم: "حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثه".
وقال أبو داود: "ليس حديثه بشئ".
وقال النسائي: ضعيف.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: صدوق.
وقال سعد بن أبي مريم: "أبو حريز صاحب قنان ليس في الحديث بشئ"
واستشهد به البخاري مقرونا مبهما في " الصحيح ".
كما حكم عليه المتاخرون بالخطاّء
ولهذا قال الناقد بن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد".
قلت: كل ما رواه حريز عن الشيوخ تفرد به , فويحه لم يشاركه أحد في حديث , ومن هو حتى يتفرد عن الشعبى الذي يقلل من الحديث ورعا ولا يحدث الا بما اشتهر. ومن يدري انه سمعه من شيخه ابي اسحاق السبيعي عن ناجية فأخطأ فيه فنسبه للشعبي , كل ذلك مدعاة للتوقف وعدم التجاسر على اعتبار هذه الرواية.
الحكم على الحديث بما يقتضيه الميزان الحديثي عند المتقدمين
وبسبب أخطاء المتأخرين في الرواة وعدم فهمهم لمسلك المتقدمين ومعاني عباراتهم نفوا علل هذا الحديث وحكموا عليه بالصحة وقالوا
[بالجملة: فيتحصل من هذا التحقيق ان الحديث صحيح، وليس كما قال البيهقي والنووي وغيرهما.
ولذا قال الرافعي في اماليه: (حديث ثابت مشهور).
وقال الحافظ: (وبالجملة، فالحديث بكثرة طرقه أسوا احواله ان يكون حسنا، فانكار النووي على الترمذي تحسينه معترض) أ هـ].
فهذا حال الحديث ..........
التعليق:
قال ابن ابي حاتم " تعرف جودة الدينار بالقياس إلى غيره فان تخلف عنه في الحمرة والصفاء علم انه مغشوش، ويعلم جنس الجوهر بالقياس إلى غيره فان خالفه في الماء والصلابة علم انه زجاج، ويقاس صحة الحديث بعدالة ناقليه، وان يكون كلاما يصلح ان يكون من كلام النبوة، ويعلم سقمه وانكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته والله اعلم ".
فعلامة سقم الحديث التي يدور عليها النقد أصلين:
أولا من ناحية السند: أن يتفرد بروايته من لم تثبت عدالته – حفظه وأمانته-
ثانيا من ناحية المعنى: أن يكون معناه لا يصح عقلا ان ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم , وان يكون لفظه ركيكا لا يتماشى مع ما عرف به النبي من الجزالة الألفاظ وجمع المعاني في اللفظ القصير.
قلت: قد اندثرت طبقة النقاد للأسانيد الذين يعرفون زيف الحديث كما يعرف الصيرفي زيف النقود.
أما الكشف عن زيف الحديث من خلال معناه فقد كان عيب الكثير من أهل الحديث عند الفقهاء لضعفهم فيه.
أما حديث ناجية الأسدي عن علي رضي الله عنه فقد زيفه النقاد:
من ناحية الرواية لأنه:
1 - تفرد به ناجية الأسدي عن على وهو مجهول الضبط والحفظ
2 - حديث كوفي لم يعرفه بقية الأمصار خاصة أهل الحرمين الذين مكث فيهم علي مدة طويلة عكس الكوفة التي لم يمكث فيها علي إلا زمن يسير.
3 - لم توجد متابعة صحيحة تشد عضد حديث ناجية.
ومن ناحية المعنى لأنه:
1 - الحديث يثبت أحكام منها: غسل الميت على الكفر وتكفينه, وتغسيل الصبي للميت , ونجاسة جسم الميت ....
وهذه الأحكام مما تعم به البلوى ولم تشتهر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا بين الصحابة.
كما قال شُعبةُ عن إِسماعِيلُ بنُ رجاءٍ أنّهُ كان يهابُ بعض الحدِيث الذي تفرد به السدى، ويقُولُ: حُكمٌ مِن الأحكامِ عن رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يُشارِكهُ أحدٌ.
2 - علي كان صبي حين مات أبوه.
ومنه هذا الحديث لم يصححه الأئمة النقاد الى غاية القرن الخامس ولم يعمل به الفقهاء المسلمين.
والحمد لله أولا وآخرا ونسأله الهداية والتوفيق وحسن الخاتمة وصلى الله على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.
¥