تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال العلامة الزين قاسم، في حاشيته على شرح (نخبة الفكر) الذي أسماه بـ (القول المبتكر على شرح نخبة الفكر): بأن قوة الحديث إنما هي بالنظر إلى رجاله لا بالنظر إلى كونه في كتاب كذا ... ). (69)

إذن تبين إن ما نقله ابن عبد ربة الأندلسي هو مورد للقبول بلحاظ ما قدمناه، فتأمل.

ـــــــــــــــــــــــــــ

قال الدمشقية:

6 ـ محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/ 203 وما بعدها، قال: دعا عمر بالحطب والنار وقال: لتخرجنّ إلى البيعة أو لأحرقنّها على من فيها. فقالوا له: إن فيها فاطمة! قال: وإن!!

مسكين هذا الناقل ذو الجهل المركب حاطب الليل. فإن هذه الرواية لا وجود لها في تاريخ الطبري بهذا اللفظ.

وإنما هو في كتاب الإمامة والسياسة، منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها.

• إن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.

• إن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213، أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً.

• إنّ الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب، في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.


جواب الرافضي

أولا: قولكم فإن هذه الرواية لا وجود لها في تاريخ الطبري بهذا اللفظ. وإنما هي في كتاب الإمامة والسياسة.
نقول الطبري نقلها بنفس الألفاظ، ولا ضير في ذلك، لان المهم والمدار على صحة الرواية وان وردت بطريق آخر، واليك رواية الطبري قال: حدثنا ابن حميد، قال: حدّثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد بن كليب، قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي (عليه السلام) وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين. فقال: والله لأحرقنَّ عليكم أو لتخرجنَّ إلى البيعة! فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده! فوثبوا عليه فأخذوه. (70) والرواية صحيحة وسندها هو التالي:
الأول ابن حميد. اسمه محمد بن حميد أبو عبد الله الحافظ قال ابن معين: ثقة لا بأس به وتكلم فيه الجوزجاني بلا حجة. (71) والثاني جرير هو ابن عبد الحميد أبو عبد الله الضبي الرازي قال أبو حاتم والنسائي والعجلي ثقة (72) والثالث مغيرة هو ابن مقسم أبو هشام الضبي قال ابن معين: ثقة مأمون وقال العجلي: ثقة فقيه (73). والرابع زياد بن كليب هو أبو معشر التميمي الحنظلي قال العجلي: ثقة في الحديث (74).
ثانيا: قولكم: أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة. مردود؛ وذلك لذكر الزركلي له في كتابه الأعلام، قال: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد: من أئمة الأدب، ومن المصنفين المكثرين. ولد ببغداد وسكن الكوفة. ثم ولي قضاء الدينور مدة، فنسب إليها. وتوفي ببغداد. من كتبه .... و " الإمامة والسياسة. ثم ذكر إن للعلماء نظراً في نسبته إليه، ومعنى ذلك انّ غيره تردد في نسبته إليه، والتردد غير الإنكار.
وذكره اليان سركيس في معجمه، قال: الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري النحوي اللغوي كان كوفيا ومولده بها وإنما سمي الدينوري لأنه كان قاضي دينور وأخذ عن أبي حاتم السجستاني وغيره ... وله المصنفات المذكورة والمؤلفات المشهورة ثم ذكر منها كتابه الإمامة والسياسة. (75)
ثالثا: قولكم: إن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا، هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148هـ، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213هـ، أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً.
نقول: هذا الاستشعار في غير محله؛ لان ابن أبي ليلى لا نستطيع الجزم انه (محمد بن عبد الرحمن) لأن ابن قتيبة في كتابه ذكر لقب له وهو (ابن أبي ليلى التجيبي) ومحمد بن عبد الرحمن ليس هو (التجيبي).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير