ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - 06 - 09, 03:02 م]ـ
http://alukah.net/articles/1/3103.aspx
رجل فقدناه: الأستاذ أحمد أبو نبوت
فقدت الدعوةُ الإسلامية في بلاد الشام أخًا عزيزًا، وداعية فاضلاً وعاملاً في ميدان الدعوة إلى الله، كان - رحمه الله - يؤثر العمل والبعد عن الظهور .. إنه الأستاذ أحمد أبو نبوت، توفي يوم الثلاثاء 8 من جمادى الأولى سنة 1429هـ (الموافق لـ13 أيار سنة 2008م).
عرفت الأخَ الفقيد عندما عملتُ في التدريس بثانوية درعا ودار المعلمين الريفية ودار المعلمات فيها، عرفته شاباً داعية إلى الله يتمتع بظل خفيف، وبسمة دائمة، وخلق كريم وحماسة للعمل لا تهدأ، وعقلية واسعة.
كان -رحمه الله- نقي السريرة، صافي النفس، جمّ التواضع، يتصف بسلامة الصدر وسلامة الاتجاه، وقد توطدت أسباب المودّة بيني وبينه، وتعاونت معه في الدعوة إلى الله، فكنا نذهب إلى القرى في حوران يوم الجمعة، ونذكر الناس بمبادئ الإسلام العظيم، ونحضهم على الاستمساك بها، ونحذرهم من الدعوات الهدامة التي تناصب ديننا العظيم العداء، كان لا يملّ من العمل مع التواضع وحسن التأنّي.
ولد الفقيد في سنة 1934م في مدينة درعا، وتلقى فيها علومه الأولية، ثم التحق بكلية الحقوق في دمشق وتخرج فيها.
عمل في التعليم أولاً، ثم انتقل إلى دمشق للعمل في وزارة التموين إلى أن بلغ سن التقاعد، فعاد إلى بلده وعانى أمراضًا عدةً مدةً طويلة، فصبر وصابر حتى لقي وجه ربه في الشهر الماضي.
وقد لقي في سبيل دعوته الإيذاء والمتاعب، فسُجن - كما أخبرني ولده المهندس وائل - سنتين.
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه الجنة، وأبدله أهلاً خيراً من أهله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - 06 - 09, 03:03 م]ـ
http://alukah.net/articles/1/6670.aspx
الأستاذ أديب المهايني
إنَّ كثيرًا من الدُّعاة إلى الله في بلاد الشام لم يُعطَوْا حقَّهم من الترجمة، وقد حاولتُ أن أكتب عن عددٍ ممن عرفتُ من هؤلاء الدُّعاة، وما زال ما كتبتُه مخطوطًا عندي، وإن كنت قد نشرت بعضًا منها، وأُريد أن أتحدَّث اليوم عن رائد من رُوَّاد الدَّعوة إلى الله في بلدي دمشق.
إنَّه الأستاذ/ أديب المهايني - رحمه الله.
تُوفي الأستاذ الفاضل أديب بن حسني أفندي المهايني في 10 من ربيع الآخر سنة 1372هـ، الموافق لـ 2 من تشرين ثاني سنة 1952م.
ولِي به معرفةٌ وثيقة، وأعرِف والدَه الجليل السيِّد حسني أفندي المهايني، وهو مِن وُجهاء الحيِّ المقدَّمين، فقد كان ذا مكانةٍ اجتماعيَّة جيِّدة، وكان يُحافظ على سَمْته الحَسَن، وكان لسانُه عذبًا، لا يذكر أحدًا بسُوء.
وأمُّ الأستاذ أديب هي سعديَّة الصبَّاغ، وكانت مِن فُضليات النِّساء، وكانت تزورنا؛ لأنَّ جَدَّتي كانت عمَّتَها، وكانت أسرتُنا تبادلها الزِّيارة.
أقول هذا لأبيِّن أنَّ الصِّلة كانت وثيقةً ومستمرة بأسرة الأستاذ أديب، فقد كان - رحمه الله - على عَلاقة طيِّبة بأهل أمِّه، فما كان ينقطع عن مواصلتنا.
كان - يرحمه الله - وحيدَ أبويه، وكانت له أُختان؛ هما (أديبة) و (زهرة) - رحم الله الجميع.
لقد كانتِ العَلاقاتُ الاجتماعيَّة بين الأُسر في ذلك العهْد متماسكةً أشدَّ التماسُك، مترابطةً أوثقَ الترابُط، وهذا أمر طيِّب، يَعتمد على أساسٍ من الدِّين الذي يدعو إلى صلة الرَّحم، والحُبِّ في الله، والتزاور في الله.
وأسرة المهايني مِن أكبرِ الأُسر عددًا في حيِّ الميدان، وفيها عددٌ من الأثرياء والوجهاء، الذين كانوا يُدْعون بالأغوات، والآغا: لقب كان يُطلق في تلك الحِقْبة على أصحاب الوجاهة والمكانة في الحيِّ.
دَرَس الأستاذ أديب دراستَه الأوليَّة في مدارس الحي، ثم انتقل إلى وسطِ المدينة لِيُتمَّ دراستَه المتوسطة والثانوية إلى أن نال البكالوريا الأولى والثانية، ثم دَخلَ كليةَ الحقوق، وتخرَّج فيها بنجاحٍ مذكور، والْتَحق بخِدمة الدَّولة، وما زال يترقَّى إلى أن أصبح عُضوًا في مكتب تفتيش الدَّولة، وهي وظيفةٌ كبيرة.
وكان في عمله مثلاً يُحتذى به في النزاهة والاستقامة، وأداءِ الواجب على أحسن وجه.
¥