من نحو ذا مصححُ الإسنادِ8
حيَّ على الدليل أو جِئْ بالرجالْ
فكلُّ ذاك عندنا فيه المجالْ
وهاك إجماعا من ابنِ عبدِ بَرْ
فاعمل بذا الإجماع (أمّا أنت بَرْ)
يقول: أجمعوا على الإقرارِ
لما أتى في الوحي و الآثارِ
من صفةٍ بحملها خليقهْ
دون تجوُّزٍ على الحقيقهْ
من دون تكييفِ صفاتٍ للأحدْ
بصورةٍ أو بحدود قد تُحَدْ
فانْظُرْهُ في التمهيدِ دانيَ الثمرْ
واطْعنْ على نجم الهدى أبي عمرْ
من مسندٍ لولد الشهاب
في طبعةٍ ما مسّها وهّابي9
صفراءُ في أوراقها ذبولُ
يفرًح من رؤْيَتِها الكهولُ
ووَلَد الخَوَّيز منْدادَ يقولْ:
ما ليس بالرأي ولكنْ منْ نُقولْ:
وإنما أهلُ الهوى أهلُ الكلامْ
عند الإمام الحميريِّ ذي المقامْ
وصحبِه الأخيار كلهم بري
من أشعريٍّ أو سوى ذا الأشعري
لم تُقْبَلَنّ لهمُ شهادهْ
بل يُهْجرون من ذوي السعادهْ
فانْظره في الجامع فيما حُظِرا
عند الحِوار من جدالٍ ومِرا10
وانظرْ إلى إحالتي الجميلهْ
وانْتَجِعَنْ في مثلِ ذي الخميلهْ
ولا تحلني للذي قد زَبَرا
مؤلفاتٍ من (بنات أوْبَرا)
من الذي يجمدُ من فعلانِ
في العلم كالنبهان و الدحلانِ
وهاكَ جمعا للدليل آثروا
ممن بهم (ألهاكم التكاثرُ)
جمعٌ إلى تفويضها قدْ رجعوا
والأشعريةُ بهم قد فُجعوا
فالباقلاني منهمُ استقالا
فانظرْ لدى التمهيد ما ذا قالا
ثمّ الجويني كان فيهم حاميهْ
رجَعَ في العقيدة النظاميهْ
ورجَعَ الغزالي في الإلجام
عن علم ما سُمّيَ بالكلام
والفخرُ في التقسيم للّذات
قال أنا أقرأ في الإثْبات
(ربي على العرش) استوى وسَلْبا
(ليس كمثله .. ) فيشفي القلْبا11
وفتنةُ المشرق والزلازلُ
منطقُكم فيها غريبٌ نازلُ
فلنطْلُب العلو في الخطاب
شرحُ البخاري للفتى الخطّابي:
من كان في دِرْع النبي الواقي
فنجْدُهُ باديةُ العراق12
وإنها مشرق أهلِ طيبهْ
فاحذرْ هنا من فهم أرض السيبهْ
مقلدَ الدحلان قد نأيْتا
وعند جذب للدِّلا صأيْتا
أضْحكتَ في التخريج أصحاب الأثرْ
تعزوه للدحلان في زيفِ الدررْ
ثم تناقضْتَ فقلتَ المشرقُ
منه الخوارج الغلاةُ تمرقُ
تعني به الحجاز، من أجازا
فهمَك يا مَنْ تظلم الحجازا؟!
يا ذا الذي في الفقهِ أعلته فئهْ
مجدِّدا ليس على رأس المئهْ!!
أما ترى أنهمُ قد خرجوا
من العراق ثم فيها مَرَجُوا
أما الألى نجدَ الحجاز خرجوا
فإنما همْ صحوةٌ وفرَجُ
داسوا على الإشرك أي دوْسِ
وأنقذوا منه نساءَ دوْسِ13
والمصطفى أَخْبَرَ عن صنفٍ مَرَقْ
فأين من عدّد من باقي الفِرقْ؟
وأينَ مَنْ ذاك الحديث أمّهْ
يَلْحَقُ بالإشرك من ذي الأمّهْ14
والشركُ لا يأتي من التشدُّدِ
بل من تساهلٍ ومن تزيُّدِ
فبانَ بالسبْر وبالتقسيم
دخولُكم في ذلك القسيم
ومن بأرباب الصلاح مَنَعا
تبرُّكا لم يبتدعْ ما صَنَعا
فالاعتصامُ قال فيه الشاطبي
لم يَتبرّكْ صاحبٌ من ْصاحب
أو تابعٌ من صاحب أو تابعِ
فأجمعوا للسدّ للذرائع
أو فَهِمُوا اختصاصَه بالمصطفى
وذا الذي في الشاطبيّ مصطفى15
وربْطُك التوحيدَ بالقصد غريبْ
إذْ قولُ (ما نعبدهم .. ) منك قريبْ
وإنه فهمٌ على شذوذِ
(وعلةٍ قادحةٍ فتوذي)
فقهَ الألى في الحافلات مالوا
عن الهدى ب: (إنما الأعمالُ .. )
ولستَ جاهلا بأن الشرعَ سَدْ
ذرائعَ التوحيد بالقول الأشَدْ
أتستغيثُ بالذي ليس مجيبْ
وأنت تتلوا في الهدى (أمّن يُجيبْ .. )
لا تنقضِ التوحيد بالإحداثِ
ولا الوضو من تربة الأجداثِ
وجهتُ وجهي للذي قد فطَرا
لا جدثٍ ليس بقاضٍ وَطَرا
إني إذا بثّوا لـ (وُدٍّ) همّا
أقول: ياللهمّ ياللهمّا
وقسمةُ التوحيدِ للقسميْنِ
نسبتَ من قرّرَها للميْنِ
وليسَ ما قال التقي بالنُّكْرِ
بلْ إنّه مقرّرٌ في الذكْرِ
فإن يساءَلْ مشركٌ عمّنْ خَلَقْ
يُقِرُّ لكنْ في دعائه انزَلَقْ
والحقُّ في جوهَره إنْ لاحا
فاترك-إذا ما شئتَ-الاصطلاحا
ولم تجبْ ياشيخُ عن ترسُّلي
ذاك الذي دبّجتُ في التوسُّل
وها أنا أسْأَلُ: ما سِرُّ عُدُولْ
عُمَرَ-في توسّلٍ-عن الرسولْ
وكان ذا في سنة الرّمادهْ
فلْيُرِنا مؤَوِّلٌ عِمَادهْ
ولْيِرْتَفِعْ عنْ شُبَهٍ وريبِ
ولْيَتْرِكِ الصبوةَ بعد الشيبِ
وما رُوي عنْ آدمٍ أنْ قدْ قَفَا
في كَرْبِه توسُّلا بالمصطفى
فذاك في سندِه ابنُ أَسْلَمِ
¥