تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ضَعّفَ ما يرويه كلُّ عَلَمِ16

وإنْ يكنْ صحّحه الحاكم لا

ينفعُه تصحيحُه عند الملا17

وإنما مستدرك الحاكم قالْ

فيه السيوطيُّ فأحكم المقالْ:

(وكم به تساهلٌ حتى وردْ

فيه مناكرٌ وموضوعٌ يُرَدْ)

أما انتسابكَ إلى الجنيدِ

فقد مضى الردُّ على ذا الكيدِ

نِسْبتكُمْ إلى الجنيد طالقُ

إذ ْشيخُكم من شرْطه لا لاحِقُ18

ياليتكمْ بُحْتُمْ فكنتمُ كمنْ

منكم روى سرًّا بسرّه كمنْ

لا تأسِرنْ أرواحَكم قواعدُ

فإنها عن حالكم قواعدُ

ولا تراعوا خاطرَ الأشباحِ

فانتمُ في عالمِ الأرواحِ

ولا تراؤوا ودَعُوا التعويلا

على الذي يدعونَه التأويلا

فالكسرُ في الفعل غدا سجيهْ

ولم يَعُدْ للنون من مزيّهْ

والشرعَ رخّمتم فعينه شُتِرْ

شرا على منهاج من لا ينتظِرْ

رميتمُ الهداة بالإلحاد

فأيُّنا التكفيرُ منه بادِ؟

من الذي أخرج ربّات الخدورْ

قد كشفتْ على الأقلِّ عن صدورْ

هيفُ الخصور ناعماتُ الجدَنِ

يهزُزْن للفسّاق بضّ البَدَنِ

نوعٌ من الفتح الجميل الراقي

(بدون سيف أو دمٍ مهراق)

هذا الهوى المؤصّل المنظّمُ

عندكمُ هو السواد الأعظمُ

هل هؤلاء للدعاة ينتمونْ

فما لكم ياشيخُ كيف تحكمونْ؟

وكيف ترمون الدعاة بالحِجَاجْ

وأنتمُ بيتكمُ من الزجاجْ

فلْيُلْغِ إيرادَ خَطا الدعاة

من ذنْبُه فيه اكتفاء ذاتي

مهما يكن في نهجهم من الجنَفْ

ففيهمُ بعدُ موطأ الكَنَفْ

وفيهم العبّادُ من كل حنيفْ

مقدّمٌ في الشرع بالفتح المَنيفْ

دمُوعهم على الخدود جاريهْ

وهم قيامٌ عند كل ساريهْ

وكم هدَوْا لشرْعة الإسلام

من كان في الأنصاب و الأزلام

هُمُ كَفَوْا في الفرض كل علَمِ

أصبحَ فرضُه بيانَ الثلمِ

وأنكروا مناكرا أوْراها

مَشيخَةٌ قد وَقَفُوا وراها

وانْظُرْ إلى فوائدٍ ملموسهْ

كانت قُبيل عهدهم مرْموسهْ

قد أصّلوا النهج بقولٍ فصْلِ

وقطعوا مدعيا للوصْل

من لا يُرى في الراكعين ساجدا

لا يستوي من يَعمُر المساجدا

تَلْمزِنا بالمال، والأموالُ

عندكمُ في جمْعِها أغْوالُ

ولستَ منْهم أنت في ذا محترمْ

-إلا إذا أهدوْا إليكَ -لاجرمْ

المالُ مغرٍ، بالورى ميالُ

كلّ له في جمعه أحوالُ

يُجمَعُ بالنذور والهدايا

وبالذي تعرِفُه الزوايا

ذي فتنةٍ بكلّنا ألمّتِ

فإنها البلوى بها قد عمّتِ

وقد مضى بيانُ ما في المولدِ

من أنه اقتفاءُ شرّ موردِ

لم يَحْتضنه أحدٌ من الولاهْ

حتّى انتحاهُ الفاطميون الغلاهْ

ينْسُبُه لشرْعَنا من انْحرَفْ

كنسْبَة العبيديّين للشرفْ

أما الذي به استدلّ ابنُ حجرْ

الهيتمي فإنه فيه نَظَرْ

فإنه يقيسُ (عيدَ المولدِ)

على صيام عاشرا لأحمدِ

هذا الذي إليه مالَ, واستمالْ

ناظمَنا، ينقُضُهُ هذا السؤالْ:

هل عاشراءُ عندكمْ عيدٌ يُعَدْ

فإن يَقُلْ: لا، فقياسُه فَسَدْ

أو: نعمٌ، فالنقضُ فيه بادِ

هل يُشْرَعُ الصيام في الأعياد؟

وفي الأخير هذه توصِيّهْ

لكلّ من ينْمى للاشعريهْ

كلّهمُ عليهمُ الإثباتُ

لما قضى للاشعري الأثْباتُ

فالأشعريُّ كان ذا تأوُّلِ

لكنّه رَجَعَ عنْ ذا الأوْلِ

فكيفَ يُنْسَبُ له قولانِ

وهو بثانٍ ظلّ ذا إعلانِ

لهفي على قواعدٍ للنّسخِ

قد مسّها هذا الهوى بالمسْخِ

واسمع لما ثَبَتَ في الإبانهْ

مما سليلُ الأشعري أبانَهْ

أن الإلهَ فوقَ عرشه استوى

مقالةٌ تهزُّ أربابَ الهوى19

وهاكَ من عزا له الإبانهْ

من حاملٍ للصدْقِ و الدّيانهْ

نَجْلُ عساكرٍ نمى للأشعري

إبانةً في سِفْر كِذْبِ المفتري

والذهبيُّ في العلوِّ للعلي

والبيهقي، والفارسي أبو علي

والمرتضى الزبيدي ثم ابنُ كثيرْ

ثم ابن دِرْباسَ وغيرُهم كثيرْ

ثمّ ابنُ فرْحُونَ الفقيهُ النابغهْ

المالكيُّ قال فيه النابغهْ:20

(واعتمدوا تبصرةَ الفَرحوني

وركِبوا في فلكها المشحونِ)

وابنُ عمادٍ حنبليُّ المذهبِ

أوْرَدَ ذا في شذراتِ الذهبِ

ومن هنا نسبةُ الأشعريةْ

للأشعري عن الهدى عريّهْ

واعْلمْ بأنّ كلّ منْ أبطَلَها

ليس مفسِّقا لمن أعمَلَها

من علماءَ اجتهدوا-تنزيها-

والله باجتهادها يَجزيها

مهما أتوا من خطإٍ –يعفى-وأينْ

فماؤُهم جاوزَ حدّ القُلّتينْ

وإنما أعجبُ من دفاع

تجانيٍّ في الغَوْرِ عن يَفاعِ

فما الذي يجمَعُه بهم سوى

تترُّسٍ، يخافُ منْ نزْعِ الشّوى

ليس لهم منْ جامعٍ أو سُورِ

يجمعُهُمْ حتى القياسُ الصوري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير