تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ووالله إني وجدت في المقابل حَلاوة النص وطَعم الحديث، فعشت في رحاب الوحي، فإذا ما نطقت كان حديثي وإذا ما سكت كان الغليلا .. وذقت في سهري لذة حفظ السنة فكان كما قال القائل:

سهري لتنقيح الحديث ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عناق

حتى حفظت بحمد الله أكثر من عشرة آلاف حديث عن ظهر قلب ألقيتُها في الدروس على كرسي الحرم المدني وذاكرت بها الطلاب.

كانت تلك المعوقات جنوداً شيطانية، وإن بدت بادئ الأمر قوية .. لكنها لم تلبث أن تحطمت وتلاشت وضعفَت أمام الصمود والإباء

وهم يُطفِؤون المَجْد والله واقدُ ... وهم يُنقصون الفضل والله واهِبُ

وعندي يقين أن النفس الكبيرة لابد أن تتعب وتذوق المر وتَطعم العلقم، وقد قال يحيى بن أبي كثير: "لا يُستطاع العلم براحة الجسم"

ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله ...

ومن يخطب الحسناء يصبر على الذل

# شيخنا الفاضل: حقيقة، حياتك العلمية مدرسة عظيمة تجلَّت فيها مبادئ جليلة هي قوام رحلة الطلب، ما بين صبر على الحفظ، ودفع للعوائق، ومجابهةٍ للمثبطين، إضافةً إلى المنهجية السديدة والأصالة العلمية التي اخترتها في نظام تعلمك ..

قبل أن ننهي هذا المحور معك نريد أن تختم بإعطائنا برنامجك اليومي الذي كنت تقضيه أيام الطلب لعل في ذلك تذكرة ونفعاً لمن خلفك من الحفاظ وطلاب العلم ..

الحياة مراحل، فمنها مرحلة الصبا , والشباب، والكهولة، وما بعد الكهولة .. ولكل مرحلة قدراتها وعقليتها وقناعاتها وطاقاتها. والذي أرى أنه كان الزمن الفاعل في حياتي هو مرحلة الشباب فهي المرحلة الذهبية للطلب وفيها استقرت رؤية الإنسان لهدفه واتضحت وصار سيره إليها مشتداً ..

كان البرنامج اليومي يقسم على الصلوات - وهذه أفضل طريقة لترتيب الجدول اليومي، وفيها بركة -

?فبعد الفجر _ خصصته للقرآن والاشتغال به بمراجعة المحفوظ والنظر في تفسيره. يعقب ذلك استراحة حتى الظهر.

?وبعد الظهر _ وقت القراءة على المشايخ والالتقاء بهم. ثم استراحة إلى العصر.

?أما العصر _ فهو وقت الاشتغال بالسنة ما بين حفظ ومراجعة ونظر في شروحها.

?وما بين العشاءين _ جعلته لمراجعة القرآن الكريم.

?وبعد العشاء _ وقت النشاط الحر فأشتغل فيه بالمراجعات والقراءة المتفرقة في بطون الكتب.

وأما الآن أعني في مر حلة الكهولة وما بعدها فهو وقت العطاء والبذل من تعليم وتأليف، واستعداد للرحيل إلى الدار الآخرة. ولم أترك قط أمر المراجعة للمحفوظات وتعاهدها بالدرس والمذاكرة والقراءة فهي زادي وعدتي في حياتي .. أسأل الله أن يتم علي فضله وإنعامه ويسبل علي سِتره ولطفه.

ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[10 - 12 - 09, 10:53 م]ـ

(2)

# كيف كانت بداية قصة تحفيظ الصحيحين وبقية كتب السنة؟

? في مرحلة من مراحل حياتي استوقفتني الحالة السائدة في تحصيل علوم الشريعة، فوجدت الأعم الأغلب مستغرقاً في تنظير قواعد وتفريع مسائل وشرح لمتون واختصار لكتب، وكانت غاية ما يقدم لطلاب العلم المتميزين وغيرهم متون علمية .. ومنظومات رجزية .. ومقطوعات صوتية .. قد خلت من نَفَسِ المعصوم -صلى الله عليه وسلم- حتى حِفْظ الحديث هو في متون مؤلفة لأحاديث الأحكام فحسب، هذا إن لم تكن مجموعة أحاديث معدودة لا تتجاوز المائة والمئتين.! وهذا بلا شك طيب وجميل. لكن هناك ما هو أطيب منه وأجمل .. ! وتساءلت هل هذا هو دأب السلف في القرون المفضلة الأولى؟ وإذالم يكن الأمر كذلك فكيف السبيل؟ وما هو الطريق إلى انتهاج طريقة السلف؟ وهل هو ممكن في ظل الظروف الحالية؟ ثم قلت: لماذا غاب حفظ أصول السنة كالصحيحين والسنن والمسانيد؟ لماذا غاب عن الساحة جامع البخاري وصحيح مسلم ومسند أحمد وموطأ مالك؟ هل كانوا ألَّفُوها لأنفسهم؟ أو أنه لا يحفظها إلا أهل عصرهم؟ أو أن ذاكرة أهل زماننا غير ذاكرتهم؟ .. بالطبع كلا ..

ومن هنا كانت البداية، فبدأت مع نفسي فحملتها على حفظ السنة من مصادرها الأصلية، وعكفت على ذلك حتى استقر في ذاكرتي محصَّل مُعتمد كتب السنة - ولله الحمد - ثم بعدها أردت أن أقرر هذه الطريقة وأن أطرح هذا المنهج على الساحة وكانت البداية في بريدة مقر إقامتي ..

{في بريدة بذرتُ أول بذرة .. وخَرَّجتُ أطيب ثمرة}

# إذن الدورة كان لها نشاط قبل نشاطها في مكة!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير