[**منقول**ترجمة شيخ الإسلام المعلمى اليمانى عليه سحائب الرحمه]
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[09 - 04 - 10, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذهبي العصر الشيخ العلامة الإمام أبو عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله تعالى
كتبه: أبو عوف عبد الرحمن بن عبد الكريم التميمي
المقدمة:
قصدت من كتابة هذا المقال هو تعريف القاريء
الإندونيسي المسلم بهذا الجهبذ من جهابذة علمائنا
الكبار في هذا العصر وعلم شامخ من أعلامنا الأفذاذ
ألا وهو الشيخ العلامة المحقق المحدث شيخ الإسلام ذهبي
العصر أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
اليماني – رحمه الله -. فقد كان فضله كبيرا على
الإسلام، دافع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وألف كتبا كثيرة في ذلك وأثرى المكتبة الإسلامية بكتبه
البديعة ورد على المبتدعين وأصحاب الأهواء، من أمثال
زاهد الكوثري وأبو رية في كتابيه العظيمين "التنكيل
والأنوار الكاشفة" بأسلوب قوي متين وأتى بأدلة
وبراهين من كتاب الله وسنة سيد المرسلين، بعيدا عن
التعصب والهوى المشين، فجزاه ربي عن الإسلام والمسلمين
خير الجزاء، فهو بقية من علماء سلفنا الصالح الذين
نستضيئ بضياء شموسهم الساطعة التي لا يعتريها انكساف
ولا أفول فهم منارات الهدى ومصابيح الدجى، هم القوم
لا يشقى جليسهم، اللهم إني أحببت علماء السلف فيك،
وأجللتهم إجلالا لك، اللهم فاحشرني في زمرتهم مع
النبيين والشهداء والصالحين، وحسن ألئك رفيقا.
اسمه وكنيته ونسبه ونسبته:
هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي
بكر المعلمي العتمي اليماني، ينسب إلى بني المعلم من
بلاد عتمة باليمن.
مولده ونشأته:
ولد في أول سنة 1313 هـ بقرية المحاقرة في عزلة الطفن
من مخلاف من ناحية عتمة نشأ في بيئة متدينة صالحة،
وقد كفله والداه وكانا من خيار تلك البيئة.
طلبه للعلم وتنقله:
قرأ القرآن على رجل من عشيرته وعلى والده قراءة
متقنة مجودة، وكان يذهب مع والده إلى بيت الريمي حيث
كان أبوه يعلم أولادهم.
ثم سافر إلى الحجرية - وكان أخوه الأكبر محمد كاتبا في
محكمتها الشرعية – وأدخل في مدرسة حكومية يدرس فيها
القرآن والتجويد والحساب، فمكث فيها مدة، ثم قدم
والده فأوصاه بقراءة النحو، فقرأ شيئا من شرح
الكفراوي على الآجرومية ورجع مع والده وقد اتجهت
رغبته إلى قراءة النحو، فاشترى كتبا في النحو، فلما
وصل إلي بيت الريمي وجد رجلا يدعى أحمد بن مصلح
الريمي، فصارا يتذاكران النحو في عامة أوقاتهما،
مستفيدين من تفسيري الخازن والنسفي، فأخذت معرفته
تتقوى حتى طالع المغني لابن هشام نحو سنة وحاول تلخيص
فوائده المهمة.
ثم ذهب إلى بلده الطفن وأشار عليه والده بأن يبقى
مدة ليقرأ على الفقيه العلامة أحمد بن محمد بن
سليمان المعلمي، فلازمه وقرأ عليه في الفقه والفرائض
والنحو، ثم رجع إلى بيت الريمي فقرأ كتاب " الفوائد
الشنشورية" في علم الفرائض.
وقرأ "المقامات" للحريري وبعض كتب الأدب، وأولع
بالشعر فقرضه، ثم سافر إلى الحجرية، وبقى فيها مدة،
يحضر بعض المجالس يذاكر فيها الفقه، ثم رجع إلى عتمة،
وكان القضاء قد صار إلى الزيدية، فاستنابه الشيخ
علي بن مصلح الريمي، وكان كاتبا للقاضي علي بن يحيى
المتوكل، ثم عين بعده القاضي محمد بن علي الرازي فكتب
عنده مدة.
ثم ارتحل إلى جيزان سنة 1336 هـ فولاه محمد الإدريسي
أمير عسير حينذاك – رئاسة القضاة، فلما ظهر له ورعه
وعلمه وزهده وعدله لقبه بشيخ الإسلام، وكان إلى جانب
القضاة يستغل بالتدريس، فلما توفي محمد الإندريسي
سنة 1341 هـ ارتحل إلى عدن وبقى فيها سنة مشتغلا
بالتدريس والوعظ، ثم ارتحل إلى الهند وعين في دائرة
المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن مصححا لكتب
الحديث وعلومه، وغيرها من الكتب في الأدب والتاريخ،
فبقي في دائرة المعارف العثمانية قرابة الثلاثين
عاما، ثم سافر إلى مكة في عام 1371 هـ فعين أمينا
لمكتبة الحرم المكي في شهر ربيع الأول سنة 1372 هـ
فبقى فيها يعمل بجد وإخلاص في خدمة رواد المكتبة من
طلاب العلم، بالإضافة إلى استمراره في تصحيح الكتب
وتحقيقها لتطبع في دائرة المعارف العثمانية حتى أصبح
موضع الثناء العاطر.
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
¥