تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعريف بالشيخ الدكتور عبد الهادي بن عبد الله حميتو، بقلم يوسف بن عبد الله حميتو]

ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 03:08 ص]ـ

1ـ الأسرة والسيرة العلمية:

هو أبو الحسن عبد الهادي بن أبي عبد الحميد عبد الله بن أبي محمد ابراهيم بن أبي محمد عبد الله بن أبي عبد الله محمد الشيظمي مولدا المسفيوي منزلا ومسكنا، ينتمي إلى أسرة قرآنية اشتهر رجالها بحفظ القرآن وقراءاته، كانت تقطن في ضواحي مدينة كلميم (بقبيلة آيت أوسا الشهيرة)، وفي بعض وثائقها المكتوبة أنها تنحدر من نسل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فهي تيمية قرشية حسب ما ورد في مشجرات أنسابها، نزحت بعد سنة 1050 هـ إلى منطقة قبيلة آيت تامر إحدى قبائل حاحا البربرية بضواحي مدينة أكادير جنوب المغرب، وهناك استقرت ولا زالت إلى اليوم، وبها أوقاف محبسة عليها مؤرخة بسنة 1085 هـ.

أما حميتو، فهو لقب الجد الأكبر للقبيلة الناشئة بمنطقة آفرني، ولعل أصلها أنها تصغير لاسم: " أحمد" على عادة أهل المغرب في تصغير الأسماء، فعلي عندهم علوش، وأحمد حموش أو احميدو. ومع توالي الزمان واختلاط الألسن صار لقب احميدو ينطق حميتو فصار اللقب أمرا واقعا يطلق على كل من ينتمي إلى الأسرة، وقد بلغت الأسرة شأوا كبيرا في منطقة آيت تامر بعد اختلاطها بأهل المنطقة ومصاهرتهم لها، حتى كان للجد الحاج عبد الله حميتو ريادة ورئاسة خاصة وأنه كان له تسعة من الولد ثمانية منهم يحفظون القرآن ضبطا ورسما وقراءات.

ونظرا للصراع السياسي والقبلي الذي عرفه زمن السلطان الحسن الأول خلال النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، قتل الجد رميا بالبارود وهو يصلي العشاء في المسجد، وانتهبت داره وقتل بعض إخوته وأولاده، وفر الباقون ومنهم جدنا ابراهيم بن عبد الله رحمه الله الذي كان أصغر إخوته، وقد فر مع أمه وعدد من إخوانه إلى أن بلغوا ساحل الصويرة، وهناك اشتغلت الجدة رحمها الله بجمع طحالب البحر وبيعها لتعيل ابناءها الصغار، وكما يحكي شيوخ وعجائز الأسرة أنها يوما غلبها موج البحر، فجاء فارس وألقى إليها بلجام فرسه فأمسكت به، إلا أن الموج كشف ثوبها فتركت اللجام من يدها وغابت وسط الموج يرحمها الله. فتقرق الأبناء أيدي سبأ كل إلى ناحية، وكان الجد ابراهيم قد استقر بعد ترحال طويل بمنطقة الكريمات بضواحي الصويرة مشارطا هناك في أحد كتاتيب قراها، إلى أن عرف بأن عما له استقر قريبا منه فأصهر إليه ابنته كلثوم فأولدها تسعا من الأولاد، كان الوالد عبد الله رحمه الله أوفرهم حظا وحظوة فحفظ القرآن وأتقنه، ثم تزوج من أم الشيخ أولا وبعد موتها ـ والشيخ لم يعد السبع بعد ـ تزوج من الوالدة حفظها الله وأنجب في زيجتيه عددا كبيرا جدا من الأولاد لو عاشوا جميعا لكانوا وحدهم قرية وأكبرهم عبد الحميد ثم عبد الهادي المترجم له، وأصغرهم كاتب هذه السطور.

ولد الشيخ عبد الهادي بن عبد الله حميتو سنة 1362 هـ الموافق لسنة 1943 م، بمنطقة الكريمات ضواحي الصويرة، ثم تلقى تعليمه الأول على يد الوالد رحمه الله حتى أتم ختمته الأولى، ثم على يد الشيخ بوجمعة بن الصديق ـ الذي حسب علمي لا زال حيا إلى وقت كتابة هذه السطور ـ، ثم على يد الشيخ الجليل محمد بن ابراهيم الزغاري المقرئ ـ توفي منذ سنة تقريبا ـ بمنطقة البئر الفائض وكان هذا الشيخ منقطعا للإقراء يدرس الروايات ونصوص ابن بري والخراز والشاطبية وتحفة المنافع والمدغري والوهراني وعددا كبيرا من المتون والمنظومات التي تتعرض للرسم والخط والضبط وأنصاص القراء والوقف والفواصل والإخوانيات والمتشابهات، أخذها عنه الشيخ عبد الهادي مع أخيه عبد الحميد، ثم انتقل إلى كتاب الشيخ الحسن بن علي المتوكي رحمه الله في زاوية بلمقدم وهي قرية بقرب شيشاوة ضواحي مراكش، ثم إلى منطقة سيدي العربي حيث درس على الشيخ محمد بن ابراهيم الباعمراني رحمه الله اللغة والنحو والفقهيات ومبادئ العلوم الأولى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير