[الذب عن الإمام أحمد بن علي الأحسائي السلفي صاحب " عشرة الاخوان "]
ـ[أحمد رحماني]ــــــــ[18 - 04 - 10, 02:03 ص]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد فإنه مما يدمي القلب و يجرح الفؤاد التعرض لأهل العلم الموحدين الذابين عن مذهب السلف و نعتهم بأقبح الصفات و و وصفهم بالأوصاف التي تمجها الأسماع و خاصة في عصرنا الذي صارت الكذبة تتداول في المنتديات فتبلغ الأفاق , و هذا دون تبيان أو وجه حق.
و ممن نالهم الافتراء و كثرت حولهم الاقاويل امامنا أحمد بن مشرف الوهيبي الاحسائي السلفي. فيكفي لمن أراد أن يحمل منظومة عشرة الاخوان ان يدخل على احدى محركات البحث و يبحث عن كلمة عشرة الاخوان , و إذ بألوف المنتديات تظهر فيها كلمة أحمد بن علي الأحسائي رافضي و يستدلون على ذلك بأتفه الأدلة و لا يرجعون لأبسط كتب التراجم و هذا ببساطة لأن جلهم ينقل عن منتديات همها الكذب و إضاعة الوقت , لذا و إظهارا للحق أقول و بالله التوفيق:
الشيخ العلاّمة أحمد بن علي بن مشرف الأحسائي
إن أولَ ما يتبادرُ إلى ذهنِ السامعِ عند ذكر علماء الأحساء وأدبائِها الكبار الشيخُ العلاّمة الأديب الشاعر/ أحمد بن علي بن مشرف الأحسائي المالكي، فإنه أشهرُ علمائِها في القرن الثالث عشر الهجري، وقد ترجمه من المؤرخين: خيرُ الدين الزركلي في (الأعلام) ومن العلماء الشيخُ عبد الله البسّام في (علماء نجد خلال ثمانية قرون) ومن الأدباء: الأستاذ/ محمد بن سعد بن حسين في (الأدب العربي السعودي وتاريخه)، فلنشرع الآن في ذكر شيءٍ من ترجمتِه على سبيل الإيجاز والاختصار، ونجمل ذلك في ستةِ أمور:
أولاً: اسمه ونسبه:
هو الشيخ العلامة الفقيه المحدّث الأديب الشاعر المجوّد أحمد بن علي بن حسين بن مشرّف الوهيبي التميمي الأحسائي نسبةً إلى مدينةِ الأحساء التي عاش أكثرَ حياتِه فيها.
ثانياً: مولده ونشأته:
ولد الشيخُ أحمد بن مشرف في بلدة (الزبارة) بقطر، في أوائل القرن الثاني عشر الهجري، ثم انتقلَ صغيراً إلى الأحساء ودرسَ بها، وحفظَ القرآن، وبعض المتون العلميّة في الحديث والفقه والعقيدة وغيرها، وتفقّهَ على مذهب الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله تعالى ـ
ثالثاً: رحلاته وطلبه للعلم:
رحل الشيخُ ابنُ مشرف إلى الرياض، وأخذ عن علمائِها الأجلاّء في تلك الحقبة، ثم عادَ إلى الأحساء، وواصلَ طلبَ العلم على مشايخِه هناك، وكان ذا صلةٍ حسنةٍ بالإمام فيصل بن تركي
رحمه الله وقد بقيَ في الأحساء يُعلمُ ويفتي إلى أن توفيَ ـ رحمه الله ـ بها سنة (1285هـ). ووليَ القضاءَ مدة بها. ـ كما ذكر ذلك الزركلي في ترجمتِه ـ.
رابعاً: عقيدته ومذهبه:
كان الشيخُ ابن مشرف ـ رحمه الله ـ سلفيَّ العقيدة، على منهج أهل السنةِ والجماعة في إثباتِ الصفاتِ واقتفاء آثار السلفِ الصالح في العلم والعمل والدعوة، وكان من أهل الحديث الراسخين في العلم هذا في جانب أصول الدين.
وأما مذهبه في الفروع ـ فكما سبق ـ أنه تفقه على مذهب الإمام مالك رحمه الله، فكان فقيهاً مالكياً في الجملة، وإلا فله ـ رحمه الله ـ اجتهادات تخالفُ المذهب حينما يتبيّن له القول الراجح بدليله فيرجع إليه.
ولا أعلمُ أحداً من علماء نجد كان مالكيَّ المذهبِ غيرَه، بل اشتهرَ في نجد مذهب الحنابلة وكتبه، ولكنه ـ رحمه الله ـ ربما تتلمذ على مشايخ من علماءِ المالكيّة وقرأ رسالة ابن أبي زيد القيرواني ونظَمَها ـ كما سيأتي ـ.
وقد أجمل الزركلي ما تقدم فقال: " فقيهٌ مالكي، كثيرُ النظم، سلفيُّ العقيدة".
خامساً: آثاره ومصنفاته:
لقد خلّف الشيخُ ابنُ مشرف ـ رحمه الله ـ للمكتبة الإسلاميّة مصنفاتٍ قيّمة ونافعة منها:
1ـ (جوهرة التوحيد) وهي منظومة مختصرة في التوحيد وأنواعه، وقواعد الدين الإسلام والإيمان والإحسان، والتحذير من الشرك يقول في مطلعها:
الحمدُ للهِ الإلهِ الواحدِ المتعالي شأنه عن والدِ.
2ـ ديوانه واسمه: (ديوان ابن مشرف) ويأتي الحديث عنه في أدبه وشعره.
3ـ (الشهب المرميّة على المعطلة والجهميّة) وهي لاميّتُه المشهورة في العقيدة ومطلعها:
نفيتم صفاتِ اللهِ فاللهُ أكملُ وسبحانه عما يقولُ المعطلُ
¥