السيرة الذاتيّة للشيخ عمر عبيد حسنة.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 07:47 م]ـ
عمر عبيد عبد الحميد حسنة
بقلم: محمد علي شاهين
تطلّع إلى جيل تخلّص من الرؤية الإصلاحيّة التي تقوم على الترميم والترقيع
(1354/ 1935 _ معاصر)
مفكر إسلامي بارز، أديب صحفي واسع الاطلاع على التراث العربي والفكر الغربي، مدير مركز البحوث والدراسات التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، عضو مجلس كليّة الشريعة والقانون والدراسات الإسلاميّة بجامعة قطر.
ولد في بلدة قطنا قرب دمشق، قرأ كتب الأدب والتراث، وعني بالمقالة الإسلاميّة النقديّة، وتأثّر بالشيخ مصطفى السباعي، وارتبط بحركته الفكريّة في وقت مبكر، تخرّج من كليّة الشريعة بجامعة دمشق سنة 1379/ 1960، وتتلمذ على علمائها، اشتغل بتدريس مادة التربية الدينيّة بين عامي: (1960 ـ 1980)، وأحب الصحافة ووجد فيها ميداناً فسيحاً للدعوة، وشارك في تحرير (مجلّة حضارة الإسلام) التي أسّسها الدكتور مصطفى السباعي بين عامي: (1968 ـ 1980).
وعمل مديراً لتحرير (مجلّة الأمّة) التي أصدرتها رئاسة المحاكم الشرعيّة في دولة قطر، بعد هجرته من سوريّة، بين عامي: (1980 ـ 1986)، فكانت أمّ المجلاّت الفكريّة الإسلاميّة، ورائدة ترشيد الصحوة الإسلاميّة، ومهد الأدب الإسلامي، وقام بتدبيج المقالة الإسلاميّة المتميّزة بالأصالة والعمق، ورصد اللقاءات والمنتديات الفكريّة، واستضاف على صفحات المجلّة العديد من الشخصيّات الإسلاميّة البارزة، وسلّط عليها الأضواء، واستطلع مراكز الثقافة، والإشعاع في العالم الإسلامي. الأستاذ عمر عبيد حسنة
واتّجه نحو إصلاح المناهج العقلية، وبناء الشوكة الفكريّة، وتنقية الموارد الثقافيّة في ضوء الكتاب والسنّة، وكان يرى في ذلك الرحم والمحضن الذي تتشكل في داخله الأجنّّة الحضارية القادرة على استئناف الحياة الإسلاميّة، وبناء الحضارة الإنسانية، وكان يعتبر نفسه مرابطاً فكرياً.
ودعا إلى تحويل الثورة الإعلاميّة والمعلوماتيّة من نقمة إلى نعمة، وفرصة لإظهار الإسلام على الثقافات والديانات والفلسفات والأفكار، وخدمة تقدم لنا، بدل أن تكون نقمة تدمرنا وتمزّق نسيجنا الثقافي والاجتماعي؛ وقال: إنّ التحدّي الثقافي والحضاري والانكسار العسكري يوقظ الحسّ ويلهب المشاعر ويذكّي الروح ويجدّد الانتماء ويدفع إلى الالتزام، ويجمّع الطاقات النفسيّة والماديّة لتبدأ عمليّة الإقلاع من جديد.
ورأى أنّ المدّ الإسلامي تجاوز حدود الزمان والمكان والعنوان، وغدا من المستحيل القضاء عليه، وأنّه ودّع الشخصيّة الهشّة التي أرادها له أعداؤه.
ونعى على الذين يخافون ويخوّفون من تطبيق الشريعة تحت دعوى الغيرة على الإسلام أو على مصالح الناس، أو حماية الأقليّات التي ما طبّقت الشريعة إلاّ وضمنت لهم العدل والمساواة، ودعاهم لإنكار الاستبداد السياسي، والظلم الاجتماعي، والأنظمة الجبريّة، والأحكام الاستثنائيّة، وقوانين الطوارئ، التي تطبق في كثير من بلدان العالم الإسلامي، حيث تلغى إنسانيّة الإنسان، وتطارد الحريّة، وتصادر باسم مواجهة المحتل واسترداد الأرض، الأمر الذي أضاع الحريّة والأرض.
وأكّد على أهميّة إعداد الأجيال وتربيتهم التربية الإيمانيّة ليكونوا جند التحرير فقال: مهما ارتفعت أصواتنا في استدعاء (صلاح الدين) جديد، واشتدّت معارك الشعارات على أرضنا، فلا سبيل إلى التحرير واسترداد بيت المقدس دون إعداد جيل التحرير، الوليد الشرعي لعقيدة الأمّة ووجودها التاريخي وبشّر بالجيل المسلم الذي يستقبل القرن الخامس عشر، ووصفه بأنّه جيل تخلّص من الهزيمة النفسيّة التي أدركت الجيل السابق، وأنّه لم يتوقّف عند حدود معركة تحقيق الذات، ولكنّه خرج من المعركة الدفاعيّة منتصراً على عدوّه مبصراً ذاته، عارفاً رسالته، محدّداً هدفه، وأنّ ولاء هذا الجيل للإسلام لم يعد ولاءً عاطفيّاً وراثيّاً تحكمه روح القطيع وروح الانفعال، ولم يعد من السهولة العبث بعواطفه وتبديد طاقاته.
¥