شَرْحُ "الْجَوَابِ الْكَافِي"مِنْ تِرْيَاقِهِ ... فَدَوَاؤُهُ وَالدَّاءُ يَصْطَرِعَانِ (36)
خُذْ سِيرَةُ اْلأَسْلاَفِ خَاضَ بِحَارَهَا ... يَأْتِيكَ بِاْلأَصْدَافِ وَالْحِيتَانِ (37)
لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ فِي أَسَامِيَ مَنْ مَضَى ... مِنْ فِيهِ قُلْتَ يَجِيءُ بِالْهَذَيَانِ (38)
تَمَّارُ عِيسَى وَبِنْتُ شَاكُولاَتَةٍ ... وَسُبَكْتَكَيْنِ فَقِسْ عَلَيْهِ الثَّانِي (39)
دَحَرَ التَّصَوُّفَ وَالتَّشَيُّعَ جُمْلَةً ... هَدَّ اليَسَارَ كَبَعْثِي أَوْ عَلْمَانِي (40)
مِنْ مُلْحِدٍ مُتَفَسِّخٍ فِي زَيْغِهِ ... حَتَّى الْكِتَابِي يَهُودِي أَوْ نَصْرَانِي (41)
فَمَعَاوِلُ التَّنْصِيرِ هَشَّمَ أَنْفَهَا ... دَكَّ الْقِلاَيَةَ كَسَّرَ الصُّلْبَانِ (42)
وَوَسَائِلُ التَّبْشِيرِ عَدَّدَ طُرْقَهَا ... مَعَ ذِكْرِ أَنْوَاعِ التَّصَدِّي ثَانِي (43)
فِي سَرْدِ أَرْقَامِ النَّصَارَى مُنْذِراً ... مِنْ شَرِّ أَمْرِ تَسَلُّطِ الْكُفْرَانِ (44)
مَنْ كَانَ يَعْتَلِيُ الْمَنَابِرَ صَوْلَةً ... بِحَدِيثِهِ وَكَلاَمِهِ الرَّنَّانِ (45)
مَنْ كَانَ يَخْلِطُ عِلْمَهُ بِمَوَاعِظٍ ... وَيُصِيغُهُ فِي قَالبٍ فَنّاَنِ (46)
أَوْ كَانَ يَعْقِدُ لِلتَّنَاظُرِ مَجْلِساً ... وَخُصُومُهُ فِي غَايَةِ الْخُذْلاَنِ (47)
فِقْهُ الدَّلِيلِ أَسَاسُهُ وَمَتَاعُهُ ... أَنَّى تَوَجَّهَ حَامِلاً أَصْلاَنِ (48)
هَذَا الْكِتَابُ وَسُنَّةٌ مَرْضِيَّةٌ ... مَرْفُوعَةٌ لِنَبِيِّنَا الْعَدْنَانِي (49)
وَمُطَبِّقٌ لِلْعِلْمِ بَعْدَ تَعَلُّمٍ ... يَدْعُو إِلَيْهِ بِرَغْبَةٍ وَتَفَانِي (50)
جَابَ الْبِلاَدَ شَمَالَهَا وَجَنُوبَهَا ... مُتَفَاعِلاً مَعَ دَعْوَةِ الرَّحْمَنِ (51)
وَثِمَارُهُ مَعْرُوفَةٌ وَتَرَوْنَهَا ... هَذَا الدَّلِيلُ فَدُونَكَ الْبُرْهَانِ (52)
فِقْهُ السِّيَاسَةِ قَدْ أَزَالَ غُبَارَهُ ... وَاْلإِحْتِسَابُ فَذَاكَ فَرْعٌ بَانِي (53)
وَتَرَاهُ بَعْضِ الْوَقْتِ يَنْشُدُ قَائِلاً ... مِنْ شِعْرِ ذَاكَ النَّاظِمِ الْقَحْطَانِي (54)
(سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْخِلاَفَةَ رُتْبَةً ... وَبَنَى اْلإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ) (55)
وَتَرَاهُ يَلْهَجُ دَائِماً فِي دَرْسِهِ ... بِمُؤَلَّفَاتِ قَوَاعِدِ السُّلْطَانِ (56)
أَحْكَامُهُمْ فِي اْلأَصْلِ سُلْطَانِيّةٌ ... مَاوَرْدِي وَالْفَرَّاءُ يَشْتَبِهَانِ (57)
وَسِيَاسَةٌ شَرْعِيَّةٌ إِصْلاَحُهَا ... لِلْرَاعِي بَعَدَ رَعِيَّةِ السُّلْطَانِ (58)
فِي اْلأَصْلِ فَهْوَ مُصَنَّفٌ لإِمَامِنَا ... ذَاكَ ابْنُ تَيْمِيَةِ الْهُدَى الْمُتَفَانِي (59)
وَكَذَلِكَ "الْغَيَّاثِي" فِي تَحْقِيقِهِ ... لأَبِي الْمَعَالِي هُوَ الْجُوَيْنِي الثَّانِي (60)
وَمَعَالِمٌ فِي قُرْبَةٍ فِي حِسْبَةٍ ... لِلْقُرَشِي ابْنِ اْلأُخُوِّةِ دَانِي (61)
وَنِهَايَةٌ فِي رُتْبَةٍ تَصْنِيفُهَا ... لِلشَّيْخِ ذَاكَ الْعَبْدُ لِلرَّحْمَنِ (62)
عِلْمُ الْفُرُوقِ وَقَدْ أَشَادَ بُرُوقَهُ ... بَعْدَ الْقَرَافِي مَالِكِيٌّ ثَانِي (63)
أَحْكَامُ أَهْلِ الْعَهْدِ أَحْكَمَ فِقْهَهَا ... مِنْ بَعْدِ شَمْسِ الدِّينِ وَالزَّيْدَانِ (64)
شَرْحُ "الْعَوَاصِمِ وَالْقَوَاصِمِ" مُتْعَةٌ ... فِي ذَبِّهِ عَنْ خِيرَةِ الْمَلَوَانِ (65)
أَمَّا الْبُحُوثُ فَمِنْ أُصُولِ طَرِيقِهِ ... فِي مَنْهَجِ التَّأْصِيلِ وَاْلإِتْقَانِ (66)
هُوَ ثُلْمَةٌ مَكْسُورَةٌ فِي دِينِنَا ... مَا سَدَّهَا أَلْفٌ وَلاَ أَلْفَانِ (67)
هُوَ ثَغْرَةٌ مَخْرُومَةٌ فِي جِيلِنَا ... وَمَكَانُهَا يَبْقَى مَدَى اْلأَزْمَانِ (68)
لَمْ نَحْتَمِلْ أَبَداً فِرَاقَ حَبِيبِنَا ... لِصُعُوبَةٍ فِي الْبَيْنِ وَالْفُقْدَانِ (69)
جَاءَ "الْقَضَارِفَ" دَاعِياً وَمُبَشِّراً ... بِرِسَالَةِ اْلإِسْلاَمِ وَالْقُرْآنِ (70)
فِي آخِرِ الرَّحَلاَتِ جَادَ بِنَفْسِهِ ... مُتَحَدِّياً لأَكَابِرِ الشُّجْعَانِ (71)
يَا أَيُّهَا الْقَضْرُوفِي خُذْهَا عِبْرَةً ... كَيْ تَسْتَقِيمَ عَلَى هُدَى الرَّحْمَنِ (72)
سَالَتْ دُمُوعِيَ أَنْهُراً فِي فَقْدِهِ ... وَتَحَجَّرَتْ فِي الْجِفْنِ وَالإِنْسَانِ (73)
لَكِنَّهُ التَّسْلِيمُ طَوْعَ قَضَائِنَا ... لِمَلِيكِنَا الْخَلاَّقُ وَالدَّيَّانِ (74)
يَا نَفْسِي تُوبِي لِلإِلَهِ اسْتَرْجِعِي ... فَإِلَى مَتَى تَمْشِي عَلَى الْعِصْيَانِ (75)
فَالْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً فِي لَحْظَةٍ ... لاَ يَنْفَعُ التَّسْوِيفُ غَرُّ أَمَانِي (76)
فِي رَجْزِنَا بَحْرٌ مَلِيحٌ مَاتِعٌ ... قَدْ سُقْتُهَا نَونِيَّةٌ فِي اْلآنِ (77)
هَذَا الرِّثَاءُ مُقَصِّرٌ فِي نَعْتِهِ ... وَيَشُوبُهُ التَّقْصِيرُ وَالنُّقْصَانِ (78)
رَحِمَ اْلإِلَهُ لِحِبِّنَا وَقَرِيبِنَا ... وَأَثَابَهُ الْحَسَنَاتِ مَعْ غُفْرَانِ (79)
هَطَلَتْ عَلَيْهِ سَحَائِبٌ مِنْ رَحْمَةٍ ... وَأَعَاضَهُ الرَّحْمَنُ أَرْضَ جِنَانِ (80)
كتبها:أبو سهل طه بن الطيب بن المحجوب الزياتي
السودان ـــــــ القضارف
تمت كتابتها صبيحة يوم الجمعة الموافق 16جمادى الأول 1431هـ
بمدينة بريدة بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية
¥