تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:02 م]ـ

[فائدة في معنى أرسلان]

قال الصدر الأعظم الأمير سعيد حليم لما أن رأى الأمير شكيب:" هذا هو أرسلان اسم على مسمى ".

قال الأمير شكيب:" يشير إلى معنى هذا الاسم بالتركية، والفارسية وهو الأسد، فإن هذه اللفظة هي من جملة ألفاظ دخلت بين العرب من القديم وسموا بها أعلاماً".

(شوقي أو صداقة أربعين سنة، للأمير شكيب أرسلان، ص 45 ط, مطبعة عيسى البابي الحلبي ـ القاهرة ـ 1355هـ)

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:02 م]ـ

[خلق الإيثار عند الأمير شكيب أرسلان]:

قال الأميرشكيب متحدثاً عن رحلته إلى ميدان الجهاد:

" وودعت الجناب الخديوي، وذهبت إلى الإسكندرية، ومنها ركبت السكة الحديدية إلى مريوط، ومن آخر محطة لها ركبنا الخيل وأنا ومن معي من أتباعي الذين حضروا معي من جبل لبنان، وكانت جمعية الهلال الأحمر المصري قد عهدت إليَّ بقيادة قافلة ستمائة جمل موقرة أرزاقاً للمجاهدين في برقة وخصصت منها لي ولجماعتي الذين معي محمول ثلاثين جملاً موقرة من كل شيء مأكول وملبوس، فعندما وصلت إلى طبرق لقيت في ذلك الموقع أدهم باشا الحلبي، وتركت في طبرق جانباً من الأرزاق للمجاهدين، ولما وصلت إلى معسكر عين منصورالمشرف على درنه حيث كان القائد العام أنور بك سلمت البعثات المصرية من الهلال الأحمر ما خصت به من نقود وأرزاق وحوائج، ولما وصلت إلى معسكر بنغازي الذي كان أميره عزيز بك المصري سلمت الباقي للبعثات المصرية التي هناك، وكان منها الدكتور حافظ عفيفي.

أما محمول الثلاثين جملاً الذي خصصه الهلال الأحمر ولجنة الإعانة بي أتصرف به كيف شئت فقد وزعته على مشايخ الزوايا السنوسية مثل سيدي العلمي الغماري شيخ زواية البراعصة، وسيدي محمد الغزالي شيخ زواية ترت، وسيدي الدرد شيخ زواية شحات، وغيرهم، وأهديت جميع ما بقى إلى أنور باشا، ولم أستأثر لنفسي بشيء، وكذلك كانت لجنة الإعانة خصصت لي مائتي جنيه لنفقتي الخاصة فوزعتها إعانات وهدايا لأجل تطييب خواطر المجاهدين، وبقيت أنفق على نفسي من صلب مالي الذي كان معي مذ برحت منزلي في جبل لبنان.

ولما رجعت إلى مصر بعد قضاء سبعة أشهر في موطن الجهاد كان قد نفد كل ما معي من نقود، فلم أراجع الجناب الخديوي حسبما وعدته، بل أرسلت إلى أهلي بأن يبعثوا لي ما يقوم بأودي، لأنني كنت ذاهباً إلى الآستانة لمذاكرة الدولة في قضية طرابلس، وكيف يجب أن لا تقطع إمدادها لها بالطرق الممكنة حتى بعد عقد الصلح مع إيطاليا" ([1]).


_____
[1]- شوقي أو صداقة أربعين سنة، للأمير شكيب أرسلان، ص 36ـ 37، ط, مطبعة عيسى البابي الحلبي ـ القاهرة ـ 1355هـ.

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:03 م]ـ
[مساعي الأمير شكيب أرسلان النبيلة]
قال الشيخ الشرباصي:" عينت تركياالقائد أحمد جمال باشا قائد الفيلق الرابع من الجيش العثماني والياً على الشام والحجاز، فبغى وطغى، وأخذ بغيه يتزايد مع الأيام، وكان جمال باشا يعرف للأمير شكيب مكانته بين قومه، وأحسن شكيب استغلال هذه المكانة لمصلحة قومه، وللتخفيف من مظالم الوالي، فكان ينهنه من حدة جمال، ويشفع للكثيرين عنده، وينقذ الكثيرين من عدوانه.
ويروي أنه لما قدم جمال باشا دمشق ـ وكان شكيب يسكن في دمشق خلال الحرب العالمية الأولى ـ أراد من بطريرك الموارنة أن يأتي ليسلم عليه، فعارضه شكيب، وقال له: إن البطريرك شيخ طاعن في السن، وأنه لا يقدر على المجيء، وأن طائفته قد تحسب ذلك إهانةً لها في شخص البطريرك، وانتهى الحوار بأن يقدم أربعة من الموارنة للسلام على جمال باشا، وقد حمد الموارنة لشكيب هذا الموقف؛ ويقول الأستاذ حبيب الجاماتي:" وكان بطريرك الموارنة السابق المرحوم السيد إلياس الحويّك يجاهر بأن تدخل الأمير شكيب بينه وبين جمال باشا حال دون بطش هذا الطاغية بالبطريك ورجال الدين أجمعين".ولقد كتب الأميرالي محمد إسماعيل يقول أنه كان رئيساًَ لأركان حرب الفرقة العسكرية المرابطة في لبنان، وأنه كان مطلعاً على حقائق الأمور، ويذكر أن الأمير شكيب لم يكن " مسخر الضمير لأعمال أحمد جمال باشا المستنكرة"، وأن إعادة المبعدين إلى أوطانهم فوجاً بعد فوج كانت بمساعي شكيب. ويقول الأستاذ عز الدين التنوخي:" لقد كان الأمير شكيب من أشرف من كان حول جمال من رجال العرب، دفع الله به كثيراً من الشر والأذى، وما كان يدافع عن الدولة العثمانية إلا دفاعاً عن العروبة والإسلام، وخوفاً عليهما من مثل الانتداب، والحماية، والاستعمار؛ وكان شبان العرب وأعضاء المنتدى الأدبي في الآستانة لا يرضون عن هذه السياسة الشكيبية، وهي سياسة إسلامية محضة، بل كنا نعدها انتصاراً للترك على العرب، ولكنه كان مخلصاً في عقيدته، ومشفقاً من الاستعمار على عروبته".ومن أمثلة وساطة شكيب لدى جمال لمصلحة العرب أن قراراً صدر من جمال باشا ينفي الشيخ خليل الخوري ـ وهو من كبار موظفي جبل لبنان حينئذ ـ إلى القدس، وبدأ النفي فعلاً، ولكن شكيب توسط له فأعيد الشيخ من الطريق، وفي سنة 1946م توسط الشيخ بشارة الخوري رئيس جمهورية لبنان وابن الشيخ خليل ـ توسط لإعادة شكيب من سويسرا إلى لبنان، وبهذا قابل الجميل بالجميل".

(سلسلة أعلام العرب، شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام،أحمد الشرباصي، ص 34ـ 36، ط. المؤسسةالمصرية العامة للتأليف والترجمة–القاهرة (1383 هـ = 1963م).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير