ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 06:09 م]ـ
العقوبات وإن كان ذلك لا يستتب لهم وإنما يفعلونه عند موافقة أهوائهم كفعل المشركين من العرب ثم إذا خولف هوى أحد منهم قام في دفع ذلك متعديا للحدود غير واقف عند حد كما كانت تفعل المشركون أيضا. إذ هذه الطريقة تتناقض عند تعارض إرادات البشر. فهذا يريد أمرا والآخر يريد ضده، وكل من الإرادتين مقدرة فلا بد من ترجيح إحداهما أو غيرهما أو كل منهما من وجه وإلا لزم الفساد. وقد يغلو أصحاب هذا الطريق حتى يجعلوا عين الموجودات هي الله كما قد ذكر في غير هذا الموضع. ويتمسكون بموافقة الإرادة القدرية في السيئات الواقعة منهم ومن غيرهم كقول الحريري: أنا كافر برب يعصى، وقول بعض أصحابه لما دعاه مكاس فقيل له هو مكاس فقال: إن كان قد عصى الأمر فقد أطاع الإرادة وقول ابن إسرائيل:
أصبحت منفعلا لما يختاره ... مني ففعلي كله طاعات
وقد يسمون هذا حقيقة باعتبار أنه حقيقة الربوبية، والحقيقة الموجودة الكائنة أو الحقيقة الخبرية ولما كان في هؤلاء شوب من النصارى والنصارى فيهم شوب من الشرك تابعوا المشركين في ما كانوا عليه من التمسك بالقدر المخالف للشرع. هذا مع أنهم يعبدون غير الله الذي قدر الكائنات كما أن هؤلاء فيهم شوب من ذلك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 06:09 م]ـ
لو تأكدنا من صحة ماينسب قبل البدء في الهجوم اللاذع لكان أجدى وأنفع لنا.
ولو قرأت عليك بعض الأحاديث الموضوعة هل كنت ستتسرع وتقول هذا كفر!
ومارأيك بقائل الأبيات:
خلق الناس للبقاء فضلـ**ت أمة يحسبونهم للنفاد
إنما ينقلون من دار أعمال **إلى درا شقوة أو رشاد
ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 06:09 م]ـ
وإذا اتسع زنادقتهم الذين هم رؤساؤهم قالوا: ما نعبد إلا الله إذ لا موجود غيره. وقال رئيس لهم إنما كفر النصارى لأنهم خصصوا فيشرعون عبادة كل موجود بهذا الاعتبار ويقررون ما كان عليه المشركون من عبادة الأوثان والأحجار؛ لكنهم يستقصرونهم حيث خصصوا العبادة ببعض المظاهر والأعيان. ومعلوم أن هذا حاصل في جميع المشركين؛ فإنهم متفننون في الآلهة التي يعبدونها وإن اشتركوا في الشرك؛ هذا يعبد الشمس، وهذا يعبد القمر، وهذا يعبد اللات، وهذا يعبد العزى وهذا يعبد مناة الثالثة الأخرى، فكل منهم يتخذ إلهه هواه ويعبد ما يستحسن، وكذلك في عبادة قبور البشر كل يعلق على تمثال من أحسن به الظن. والقدرية الثانية المجوسية: الذين يجعلون لله شركاء في خلقه كما جعل الأولون لله شركاء في عبادته. فيقولون: خالق الخير، غير خالق الشر، ويقول من كان منهم في ملتنا: إن الذنوب الواقعة ليست واقعة بمشيئة الله تعالى، وربما قالوا: ولا يعلمها أيضا ويقولون: إن جميع أفعال الحيوان واقع بغير قدرته ولا صنعه فيجحدون مشيئته النافذة وقدرته الشاملة؛ ولهذا قال ابن عباس: القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده. ويزعمون أن هذا هو العدل ويضمون إلى ذلك سلب الصفات، ويسمونه التوحيد كما يسمي الأولون التلحيد التوحيد فيلحد كل منهما في أسماء الله وصفاته وهذا يقع كثيرا إما اعتقادا وإما
ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 06:10 م]ـ
فوق قدره بدرجات. فطريقهم رغبة بلا رهبة إلا قليلا كما أن الأول رهبة في الغالب برغبة يسيرة وهذا يشبه ما عليه النصارى من الغلو في العبادات التي يفعلونها مع انحلالهم من الإيجاب والاستحباب لكنهم يتعبدون بعبادات كثيرة ويبقون أزمانا كثيرة على سبيل الاستحباب. والفلاسفة يغلب عليهم هذا الطريق كما أن المتكلمين يغلب عليهم الطريق الأول.
والقسم الثالث: القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن الله صدر عنه الأمران. لكن عندهم هذا تناقض وهم خصماء الله كما جاء في الحديث. وهؤلاء كثير في أهل الأقوال والأفعال من سفهاء الشعراء ونحوهم من الزنادقة كقول أبي العلاء المعري. أنهيت عن قتل النفوس تعمدا وزعمت أن لها معادا آتيا ما كان أغناها عن الحالين. وقول بعض السفهاء الزنادقة: يخلق نجوما ويخلق بينها أقمارا. يقول يا قوم غضوا عنهم الأبصار. ترمي النسوان وتزعق معشر الحضار. اطفوا الحريق وبيدك قد رميت النار. ونحو ذلك مما يوجب كفر صاحبه وقتله.
ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 06:12 م]ـ
ونحو ذلك مما يوجب كفر صاحبه وقتله
ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 07:06 م]ـ
"رسالة الغفران" و"رسالة الملائكة" و"الطير" / جميعها لأبي العلاء المعري.
قال الذهبي: ومن أراد تواليفه - أي المعري - "رسالة الغفران" قد احتوت على مَزْدكة وفراغ، و"رسالة الملائكة"، ورسالة "الطير" على ذلك الأنموذج.
ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 07:11 م]ـ
فإن المزدكية منسوبة لمزدك المولود عام 487م بـ (نيابور) وهي دعوة إباحية هادمة للقيم وتحريضية فوضوية تقوم على الغريزة ولا تأبه بالعلاقات الأسرية والمعايير الأخلاقية وخارجة عن كل العقائد والأديان، بل هي أصل الشيوعية وأصل نظرية كارل ماركس، وقد أعلنت هذه الدعوة أن الناس ولدوا سواء، فينبغي أن يعيشوا سواء لا فرق بينهم وأن أهم ما تجب فيه المساواة والاشتراك عند أصحاب هذه الدعوة هما المال والنساء.
قال الشهرستاني: أحل النساء - أي مزدك - وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيها كاشتراكهم في الماء والنار والكلاء. اهـ من الملل والنحل للشهرستاني ص 86.
وقد حظيت هذه الدعوة بموافقة الشبان والأغنياء والمترفين وصادفت من قلوبهم هوى وناصرها الحكام والملوك حتى انغمست الدولة الفارسية في الفوضى الخلقية وطغيان الشهوات.
قال الإمام الطبري: افترص السفلة ذلك واغتنموا مزدك وأصحابه وشايعوهم، فابتلي الناس بهم وقوي أمرهم حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله لا يستطيع الامتناع منهم وحملوا على تزيين ذلك وتوعدوه بخلعه، فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى صاروا لا يعرف الرجل ولده ولا المولود أباه، ولا يملك الرجل شيئا مما يتسع به. اهـ تاريخ الطبري ص 88.
¥