وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله:
(ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط).
وقوله: ( ... ونظر في الرجال والعلل، وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، والذكر والصيانة، ثم أقبل على الفقه، ودقائقه، وقواعده، وحججه، والإجماع والاختلاف حتى كان يقضى منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، ثم يستدل ويرجح ويجتهد، وحق له ذلك فإن شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه، فإنني ما رأيت أحداً أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث، وعزوها إلى الصحيح أو المسند أو إلى السنن منه، كأن الكتاب والسنن نصب عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة، وإفحام للمخالف ... ).
وقال: ( ... هذا كله مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، والشجاعة المفرطة التي يضرب بها المثل، والفراغ عن ملاذ النفس من اللباس الجميل، والمأكل الطيب، والراحة الدنيوية).
ومما قاله في رثائه:
يا موت خذ من أردت أو فدع ... محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانقصمت ... عرى التقى واشتفى أولو البدع
غيبت بحراً مفسراً جبلاً ... حبراً تقياً مجانب الشيع
اسكنه الله في الجنان ولا ... زال علياً في أجمل الخلع
مضى ابن تيمية وموعده ... مع خصمه يوم نفخة الفزع
وقال فيه: ( ... كان قوالاً بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار، ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه ... ).
وقال عنه: ( ... لا يؤتى من سوء فهم، بل له الذكاء المفرط، ولا من قلة علم فإنه بحر زخار، بصير بالكتاب والسنة، عديم النظير في ذلك، ولا هو بمتلاعب بالدين، فلو كان كذلك لكان أسرع شيء إلى مداهنة خصومه وموافقتهم ومنافقتهم، ولا هو ينفرد بمسائل بالتشهي .... فهذا الرجل لا أرجو على ما قلته فيه دنيا ولا مالاً ولا جاهاً بوجه أصلاً، مع خبرتي التامة به، ولكن لا يسعني في ديني ولا في عقلي أن أكتم محاسنه، وأدفن فضائله، وأبرز ذنوباً له مغفورة في سعة كرم الله تعالى .... ).
وقال الشوكاني رحمه الله (إمام الأئمة المجتهد المطلق).
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وأسكننا وإياه في الفردوس الأعلى من جنته.
(نقلا عن كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن - وفقه الله، طبع دار ابن الجوزي بالدمام،ص161 - 139، ومن أراد الهوامش فعليه بالكتاب .. ).
ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 01:56 ص]ـ
قال أبو الفرج بن الجوزي: "زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري". انتهى.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 02:41 ص]ـ
وماذا عندك عن أبي نواس أخي الكريم د. طلافحة.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 04:05 ص]ـ
أخي الحبيب: أحمد الغنام
دعك من هؤلياء؛ فثلاثة أرباع الأمة عندهم زنادقة، وفي أقل الأحوال ضُلاّل ومبتدعة: mad:
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 05:34 ص]ـ
دعك من هؤلياء؛ فثلاثة أرباع الأمة عندهم زنادقة، وفي أقل الأحوال ضُلاّل ومبتدعة
بارك الله فيك
أحسنت الظن بأبي العلاء مع كثرة ما قيل فيه وأسأت الظن بإخوتك مع أننا مقلدون لأئمة معتبرين
أنا لن أعود إلى هنا ثانية حتى أحفظ صفو المودة من كدر الجدل
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 05:42 ص]ـ
دعك من هؤلياء؛ فثلاثة أرباع الأمة عندهم زنادقة، وفي أقل الأحوال ضُلاّل ومبتدعة: mad:
الله يصلحنا ويصلحك يا أبا يحيى!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 06:08 م]ـ
مع كل ما أوردناها من حجج يبدو أنه لاأحد يقرأها فالناس كالحصان لاترى إلا أمامها وتسير.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 06:41 م]ـ
إنّ موضوع التتبع للشعراء وما قالوا يكثر الجدل فيه دوما، ولكن لينظر الشخص ما للشاعر وما عليه، ولا ينظر إليه على أنه مبدع فقط وحينها يمحو كل سقط عنه.
ثم إنّ كل باحث يستطيع أن يثبت شيئا أو ينفيه هذه الأيام إن كان محنكا بصيرا - بطريقة أو بأخرى -، ولكن يبقى الحكم للقارئ المثقف على الشاعر وأقواله، ويُعرف - أساسا - حال الشاعر من بعض أقواله، ولستُ بحاجة لفلان الباحث لكي ينفي أو يثبت! وليس هناك دخان بدون نار - غالبا -.
ثم إنّ المعري مما لا يُختلف فيه أنه ذا مزاجية و"فكر" متقلب، ومن هذا حاله لا يخفى ما سيخرج - وإن كان هذا حكما عاما إلا أنه يصدق عليه -، أمّا من كان صاحب منهج ومبادئ فما يقال عنه سيزول ولن يبقى، فالخوف كل الخوف مما لا منهج له ولا مبادئ يسير عليها في الحياة.
ثم إنّ الشخص حينما يحذر من بعض ما لفلان أو آخر لا يحذر منه لكي يُتقى ويُبتعد عنه ولكن ليُحذر مما وقع فيه لا أكثر ولا أقل، ومن أراد أن يزيل الشبه عمّن أراد فليفعل.
ثم إنّ الباحث حينما يبحث عن مسألة ما، يُفترض أن ينحي الأشخاص من أمامه، ويجعل الحكم فيمن يبحث في أقواله وليس فيه شخصيا وإنما في عمله لتُجعل شاهدة عليه، ولئلا يُطلق الباحث أحكاما عامة لا تمت بصلة إلى من يبحث فيه.
لستُ مع المعري ولستُ ضده، ولستُ مع أبي نواس ولستُ ضده، ولستُ مع أبي حيان ولستُ ضده، ولستُ مع نزار ولستُ ضده، ولستُ مع ابن سينا ولستُ ضده، ولستُ مع الحلاج ولستُ ضده، ولستُ مع " الأديب اللبيب":) ولستُ ضده؛ الباحث مع الإبداع أينما كان ومع أيٍّ كان، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويرد، ومن أحسن نقول له أحسنت، ومن أخطأ نقول له أخطأت، وحينما ننقد نبين محاسن الجمال بالإضافة لعكسها في نظرنا، وكلُّ شيء قد يُتساهل فيه وقت البحث إلا فيما يُتصل بالدين والتعريض به أو الاستهزاء، وكلّ منّا كما له حسنات له ما يقابلها، وهو النقص في الإنسان ولن يكمل.
¥