تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[عنزي]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 09:35 م]ـ

وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس، فيمن لبس عليهم إبليس حتى جحدوا البعث، وقال أبو العلاء المعري: حياة ثم موت ثم بعث * حديث خرافة يا أم عمرو

هذه المسألة حيرتني. و الحيرة هنا ليس بالنسبة لي نكران المعري للبعث. فالمعري لا يقول لك ما يرى, بل و كأنه يلمح بسخريته و إنكاره عن شئ هو داريه. بل الحيرة هي ما فكرته عن النفس و ما ستلاقيه.

البعث للبعض (و الأغلب) هي فكرة توازي فكرة النصارى العامة لخروج الموتى من قبورهم بأجسادهم للحساب.

و نكر المعري قيمة الجسد و نربطها بفكرة البعث:

قلّمْتُ ظِفريَ، تاراتٍ، وما جسدي -- إلاّ كذاكَ، متى ما فارقَ الرّوحا

ومن تأمّلَ أقوالي رأى جُمَلاً، -- يظلُّ، فيهنّ، سرُّ الناسِ مشروحا

و للبعض البعث هو الرجعة و هي فكرة تشبه التناسخ و الرجوع للحياة و الولادة فيها مرة أخرى استشهادا: (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى? خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ) ?غافر: 11?. و ظني و أن فطنت قول المعري أنه ميال لذالك:

وجدنا اتّباع الشرع حزماً لذي النُّهى، -- ومن جرّبَ الأيّامَ لم ينكر النَّسْخا

و النسخ: نقل النفس الناطقة من بدن إنساني إلى بدن إنساني.

و كليهما لا أرى ما يوازيهن بالتأكيد في شعر المعري. لعله يدرك من البعث كنوع آلة و مرحلة غير مادية للنفس عند موتها.

ألا ترى سخريته من طبيعة الجنة في رسالة الغفران: " .. وبعد أن صار ملك الحيوانات من أهل الجنة، يفترس ما شاء الله مما حوله، فلا تتأذى الفريسة التي تجد من اللذة وهي تؤكل كاللذة التي يجدها ملك الحيوان وهو يأكل!! " و هذه السخرية منتقدير معيين لحالة ميتافيزيقية "الجنة" و أمور بعد الموت عند العامة.

فأنظر كيف نكر البعث "الأجساد" و واقعه المتداول و كأنه هناك نظام معيين و البعث المعروف ليس له من المعادلة المطلوبة. و للغيب أبواب لمعرفة وقت الموت فكيف بالنجم لا له توقيت لعملية البعث:

خُذِ المرآةَ, و استَخبِرْ نجُوماً, تُمِرُّ بمطعَمِ الأرْيِ المشُورِ

تَدُلُّ على الحِمامِ, بلا ارتيابٍ, و لكن لا تَدُلُّ على النشُورِ

من لزوميات المعري

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 11:51 م]ـ

المعذرة على حذف المشاركة أخي العنزي ..

لاداعي لتصعيد النقاش ولنبقى ضمن المحاورة الواعية.

بارك الله لك وبارك فيك.

ـ[عنزي]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 12:24 ص]ـ

عفوا يا أخي الغنام ... لم أقصد تصعيد و لم أستقصدك ... مازحتك بأبياتٍ فطنت لها البارحة للمعري و وازت ما قلته أنت. و هذا نوع من ربط الأدبيات بالموقف. و أرجو أن لا تسيء الظن بأخيك الذي لم يكن قصده أي لئم في كلامه و لا إنتقاص لأي آخر. و بارك الله فيكم و فينا و كذالك. و ما تروه وجب الحذف أنا راضي له إن لم يكن يؤثر على النقاش و لا ينقص من نموّه و لا نسخ فكرة تؤثر في علم و موضوع النقاش قد يستفيد منها الغير و نفسي.

ـ[عنزي]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 10:31 م]ـ

فالمعري لا يقول لك ما يرى, بل و كأنه يلمح بسخريته و إنكاره عن شئ هو داريه.

بالنسبة لكتمان الدين و العقيدة (و لا أقصد أي شيء خارج القرآن, بل إدراك البعض للأعلى و الدراية) كفكرة "التقيّة" من الغير, المعري لم يتغاضى عن ذكر أسطر بذالك؛ بالطبع هذا زاد من حيرة المعرفة عن عقيدة و مذهب هذا الرجل --:

لا تُخبِرنَّ بكُنْهِ دينكِ مَعْشرا -- شُطُرا و إن تفْعلْ فأنت مُغَرِّرُّ

و اصْمُتْ فإن الصمتَ يكفي أهلَهُ -- و النطقُ يُظهِرُ كامنا و يُقرِّر

اللزوميات: في الراء المضمومة مع الراء المشددة

و كذالك:

أهوى الحياةَ, و حسْبي من, معائبها --, أنّي أعيشُ بتَمويهٍ و تَدليسِ

نُطالبُ الدّهرَ بالأحرارِ, و هو لنا -- مُبينُ عُذْرَينِ: إفلاسٍ و تَفليس

فاكتُمْ حديثَكَ, لا يَشعُرْ به أحَدٌ -- من رهطِ جبريلَ, أو من رهطِ إبليس

المعري: اللزوميات: السين المكسورة مع اللام و ياء الردف

المجلد الثاني: ص: 52 (دار الصادر) بيروت

فعند إنكار المعري لشيء ليس بالضروري نفيّه, بل قد يكون إنكار و استهزاء بما هو المعروف و السائد بفكرة العامة للفكرة التي لها تعريفها الخاص عند المعري.

و لا أحد يستطيع نكران أن المعري يمقت العامة و آراءهم؛ و هذا الواقع مهم لفهم شعر المعري و مغازيه -خصوصا لمن يتمتع بتلقيبه بالزنديق-.

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 01:07 ص]ـ

عفا الله عنا وعنه.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[08 - 08 - 2009, 12:21 م]ـ

يا جماعة الخير ذروهم إلى ربهم فهو العالم بالسرائر

وأقول ما قلت مسبقا:

الزندقة تهمة سياسية أكثر منها جنائية وأكثرها من صنيع الحساد والمغرضين

وكما تقول العرب:

لن تعدم الحسناء ذاما.

ـ[كربوب خديجة]ــــــــ[19 - 02 - 2010, 12:08 ص]ـ

والله انا سعيدة جدا بهدا النقاش الجميل الدى دار حول المعرى ولا اخفى عليكم اننى استفدت منه كتيرا. واتمنى من اساتدتى الكرام عدم البخل على لانه كما يبدو يتمتعون برصيد معرفى مشرف, اشكركم جميعا اساتدتى الكرام واتمنى لكم الصحة والعافية وفرج الله عنكم جميعا كما فرجتم عنى.وانا فى انتظار توجيهاتكم القيمة وشكرا لكل من ساهم فى النقاش.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير