مات ابن لسليمان بن علي فجزع عليه جزعا شديدا وامتنع من الطعام والشراب وجعل الناس يعزونه فلا يحفل لذلك فدخل عليه يحيى بن منصور فقال: عليكم نزل كتاب الله فأنتم أعلم بفرائضه ومنكم كان رسول الله فأنتم أعرف بسنته ولست ممن يعلم من جهل ولا يقوم من عوج ولكني أعزيك ببيت من شعر قال: هاته قال:
وهوّن ما ألقى من الوجد أنني ...... أساكنه في داره اليوم أو غدا
قال: أعد فأعاد فقال: ياغلام هان الغداء!
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 10:57 م]ـ
إن الناس شر من الأفاعي والجرارات والعقارب والسباع. ومتى أحببت أن تعرف حقيقة
ما أقول، عرفت عن كثب بلا تعب. ولقد ذكرت في هذا المكان مسألة جرت بحضرة
فاضل حضرته فوعيتها، ولعلها تقتضي مكانها من هذا الموضع، فتعلم أن السلامة من
السباع الضارية والأفاعي العادية أكثر:
رأيت رجلاً سأل أبا عبد الله الطبري عن الحكمة في خلق الله تعالى الحية والعقرب
والأسد، مع ما فيها من الضرر الظاهر والأذى القاهر، فقال أبو عبد الله: حدثني أيها الرجل
مذ كم لسعتك عقرب أو لدغتك حية أو افترسك أسد؟ قال: ما أذكر شيئاً من هذا مذ
كنت، قال: فمتى عهدك بمن عابك واغتابك، وسبعك وكتم محسانك، ونشر إساءتك،
وسعى في هلاكك، وعزم في تلفك، وبذل على فنائك، وسهر في عطبك؟ قال: أقرب عهد،
قال: فإن كنت عرفت الحكمة هناك فسقها إلى مسألتك، وإن كنت جهلتها هناك وسلمتها
لخالقك فاجهلها هنا وسلم لخالقك. ثم اقبل على السائل فقال له: الدين النصيحة؛ إياك أن
تقول فيما بث الله في العالم، وخزنه في هذا الفلك، وطواه من هذا الخلق: لم وكيف؟ فإنك
توكل فيه إلى نفسك، وتعجز عن حقيقة ما استأثر به العالم بك؛ فسكت الرجل.
أتيت بهذا الحديث توكيداً لما سلف في ضمن الكتاب، فانتبه لما أوعيتك وأوحيت إليك؛
نعم، واعلم أن الرابعة فيها تمام الوصية: الزم العلم على هدي الصالحين، فلن يخليك الله من
يده، ولا أخلاك من رفده إن شاء الله.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 11:04 م]ـ
ورد في كتاب يتيمة الدهرفي شعر العصر (للثعالبي) قال ابو الفتح على ين محمد الكاتبمن أصلح فاسده، أرغم حاسده، من أطاع غضبه، أضاع أدبه. عادات السادات، سادات العادات، من سعادة جدِّك، وقوفك عند حدّك. أفحش الإضاعة الإذاعة، الخيبة تهتك الهيبة. الدعة رائد الضعة. من لم يكن لك نسيباً، فلا ترج منه نصيباً. الرشوة رشاء الحاجة. اشتغل عن لذاتك، بعمارة ذاتك. أجهل الناس من كان للإخوان مذلاً، وعلى السلطان مدلا. حبيبك لا يعيبك. الآثار ألسنة الأقدار، إذا بقي ما قاتك، فلا تأس على
ما فاتك. الدنيا فناء الفناء. البشر عنوان الكرم، ربما كانت الفطنة فتنة، والمهنة محنة.
من حسن أطرافه، حسن أوصافه من تبرَّج برُّه. تأرّج ذكره. من كان عبد الحق فهو حر،
المراء يهدم المروءة. الفهم شعاع العقل. رضي المرء عن نفسه دليل تخلفه ونقصه. الحدة والندامة فرسا رهان، والجود والشجاعة شريكا عنان، والتواني والخيبة رضيعا لبان. الفكر رائد العقل. الجود وضع الموجود، بموضع الجود. نعم الشفيع إلى عدوك عقله، لا تغتر بصحة مزاجك في الهواء الوبيء، ولا تغتر بقوة بصرك في الظلمة الراكدة، إفراط التعاقل تثاقل الحدة تريك صورة الجهل. رب مقال لا تقال عثرته. حسن الأخلاق، أنفس الأعلاق،
المرء من غرر الأيام في غرر ومن صفوها في كدر، أفضح الفضيحة عدم القريحة، الحلم مطية وطية لكل علو، يوشك أن يقصر من يغلو ويسفل من يعلو. كيف القرار، على الشرار،
المنية تضحك من الأمنية. مسلك الحزن حزن، ضيق الصدر، من صغر القدر، أحصن الجنّة، لزوم السنُّة، الرد الهائل، خير من الوعد الحائل. الخلاف غلاف الشر،
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 03:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا فائق الغندور
على هذه الدرر
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 03:16 ص]ـ
قال أعرابي لهشام بن عبد الملك:
"أتت علينا ثلاثة أعوام فعام أكل الشحم وعام أكل اللحم وعام دق العظم وعندكم فضول أموال فإن كانت لله فادفعوها إلى عباد الله وإن كانت لعباد الله فادفعوها إليهم وإن كانت لكم فتصدقوا إن الله يجزي المتصدقين "
فقال هشام: ما ترك لنا الأعرابي عذرا في واحدة
ثم قال: هل من حاجة غير ذلك؟
قال: ما ضربت إليك أكباد الإبل أدّرع الهجير وأخوض الدجى لخاص دون عام.
¥