تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يا فَلَسْطِينُ, إنْ لَمَحْتِ قَتَامَا فَاعْرفِي أنَّنِي وَفَيْتُ بِوَعْدِي (41)

أمَّا الشاعر أحمد سحنون, فقد تأثر هو الآخر بفكرة تقسيم فلسطين من قبل الأنجليز بين الصهاينة والعرب سنة 1947 م, تنفيذًا لمؤامرة صهيونية بريطانية, فكتب قصيدة شعرية بعنوان فلسطين يحذِّرُ فيها الفلسطينيين من قَبوُلِ هذا التقسيم, ويدعوهم إلى الثورة, يقول:

فَداكَ الْعِدَى لا تَقْبلي قسْمةَ الْعِدَى ولِلْموتِ سِيرِي لاَ تَبِيتي عَلَى ذُلِّ

ولاَ تَحْفَلي بِالنَّاسِ إنْ جَارَ حُكْمُهُم عَلَيْكِ فِإنَّ اللهَ يحكُمُ بِالْعَْدلِ

وخَلْفَكِ جَيْشٌ مِنْ بَنِي الْعُربِ رَابِضٌ ليُبْعِدَ عَنْ أرْضِ الْهُدَى عَابِدى العجل

لَقَدْ جدّ جدُّ العربِ فَاقْتَحِمُوا الْوَغَى وَلا تَدْفَعُوا جِدَّ الحَوادثِ بِالْهَزْلِ (42)

وقد ختمها بنداء إلى أغنياء المسلمين والى شعراء العرب ليقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية ... حيث يقول:

وَيَا أَغْنياءَ الْمُسِلمينَ تَسابَقُوا إلى الْبَذْلِ والإيثَار ذي سَاعَةِ الْبَذْلِ

ويَا شُعَراءَ الضَّادِ حُثُوا شُعوبَكُمْ بِشِعْرٍ يُداوِيهَا مِنْ الْجُبْنِ وَالبُخْلِ

فَمَا الشِّعرُ إلاَّ ثَوْرةٌ غَيْرَ أنَّهَا تَصُولُ بِلا كَفٍّ وَتَسْعَى بِلاَ رِجْلِ (43)

ولأحمد سحنون قصيدة أخرى بعنوان " شباب محمد " يتحدَّثُ فيها عن الشباب العربي, ويركّز على الإيمان, ويربط بينه وبين استرداد فلسطين, وأنَّ الإيمان بالقيم الإسلامية هو السبيل إلى المحافظة على فلسطين, وفي القصيدة إشادة بأخلاق العرب وشجاعتهم, وَلَمْ يَنْسَ أخلاق الصهاينة الذين سخر منهم ونعتهم بالذباب, فيقول:

لَقَدْ شَبَّتْ بِأَرْضِ الشَّرْقِ نارُ لَهَا في الْقِبْلَة الأولى الْتِهَابُ

وأَنْتُمْ خَيْرُ مَنْ خَاضُوا لَظَاهَا فكَيْفَ يَروعكُم هذَا الذُّبابُ

سَيَغْدُ والمُوقِدُونَ لَهَا وُقُودَا ومَنْ رامَ الخَرَابَ له الْخرَابُ (45)

وهناك شاعر آخر أريد أن أضيفه إلى هذه الأسماء وهو الربيع بوشامة (46) , يسير في الاتجاه نفسه, اتجاه قضايا النضال وقضايا الثورة, وقد استنكر هو الآخر تقسيم فلسطين, فخاطب العرب متسائلا: " ماذا يرجون بعد الذي جرى؟ ووضعهم أمام أمرين لا ثالث لهما إما أن يقاتلوا من أجل الشرف والعزة و إمَّا أن يتقبلوا العيش الحقير, ويصرخ الشاعر في وجه العرب الذين يرضون بطمأنينة العيش, بينما فلسطين صارت قطعة من جحيم, ويدعوهم إلى نصرتِها " (48) , يقول:

أيُّهَا العربُ أمّة الْمَجدِ والْعَلْـ ياءِ مَاذَا تَرْجُونَ غَيْر التَّفَانِي

إنَّهُ الْمَوْتُ فِي الْكَرامَةِ والْعِـ زِّ, أو الْعَيْشُ في الشَّقا والْهَوانِ

كَيْفَ تَرْضَوْنَ عَيْشَ أَمْنٍ وَخَيْرٍ وَفَلَسْطينُ في الْجَحِيم تُعَاني

فانْهَضُوا لِلْفِدَا وَلَبُّوا سِرَاعًا دَاعِي الله مِنْ سَمَا الأكْوَانِ (48)

وفي قصيدة أخرى بعنوان " صوت الجهاد " يدعو فيها الشباب العربي إلى الجهاد والكفاح لاسترجاع فلسطين المغتصبة, حيث يقول:

فَتَى الْعُربِ هيّا فَلَبِّ النِّدَا وَلاقِ الْمنَايَا بِساحِ الْفِدَا

فَلسْطِينُ في النّار نَهْبَ الْعِدَا تُنَادِي الْجِهادَ الجهَادَ الْجِهَادَ (49)

وعلى غراره ينسج الشاعر موسى الأحمدي (50) , قصيدة بعنوان " فلسطين تناديكم للجهاد ", ويسير في الاتجاه الثوري, فيتغنى بفلسطين وبعروبتها ويشيد بكفاح أبنائها, ويدعو للجهاد, ويتجلى ذلك في هذه الأبيات المفعمة بنفس الثورة وبشجونِها, فيقول:

فَلَسْطينُ نَادتْكُم لِلْجهاد فَلَبُّوا النِّدا يا حُماةَ البِلاَد

وهَبُّوا جَمِيعًا سِراعًا إلى حِمَى يَعُْربٍ وانْفِرُوا للِطِراد

ومَدُّوا النُّفوسَ إليها فِدَى فَتِلْكُمْ - بَني الْعُربِ - أرْضُ الْمَعَاد (51)

أمَّا الشاعر محمد بوزيدي (52) فقد رافق القضية الفلسطينية في جميع مراحلها وأطوارها, وكان يستغل كل مناسبة لتأييدها وتمجيدها على نحو ما وَرَدَ في قصيدته الموسومة بـ"جيش العرب ينتصر" وقد أُلْقيت في الإذاعة الجزائرية في بدء معركة جوان 1967 م, وبعثت الجزائر فيالق وعتادًا ضخمًا للمشاركة في المعركة, وألقى الرئيس الجزائري هواري بومدين خطابا يحث فيه الجيوش العربية على مواصلة المعركة حتى النصر أو الاستشهاد, يقول الشاعر:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير