تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Jan 2008, 02:39 م]ـ

من أخطائي في الكتابة (الاجتزاء)، فأنا أذكر جزءً متعلقًا بالموضوع، وأترك ما كنت قد بينته سابقًا؛ لئلا أعيد وأكرر على القارئ، وأقول ـ في نقاط ـ:

أولاً: أنأ أوافق الأخ مرهف في قوله (ألا يوجد أبحاث زادت على تفسير السلف دون أن تنفيه، بمعنى أنها ذكرت أقوال السلف في تفسير الآية وأثبتته واعتمدته ثم وسعت في بيان معاني الآية زيادة على ما ذكره السلف؟)، وقد أشرت إليه في المداخلة رقم (6)، ولعله يرجع إليها.

ثانيًا: في قولكم: (ولا خلاف لدى المشتغلين بالإعجاز العلمي حول ما قدمته من استيعاب المسلمين في جميع العصور إلى يومنا هذا لفهم القرآن على الشكل الصحيح المعتبر)، لا أدري بمن أستشهد لك بقوله من أكبر المعتنين بالإعجاز العلمي الذي قضوا معه ردحًا من الزمن، وصدرت منهم عبارات بهذا المعنى، وسأكتفي ببعض النقول ـ دون ذكر اسم صاحب القول ـ ليكون مناط الحكم على القول دون الأشخاص:

1 ـ (وقد تحقق وعد الله، وكان مما تحقق في عصرنا هذا عصر العلوم الكونية أنه كلما تقدمت الكشوف العلمية في ميدان من الميادين، كشفت للناس عن آيات الخلق الباهرة التي تزيد الناس إيماناً بربهم وخالقهم، وكشفت أيضاً عن معنى من المعاني، فإن القرآن قد تحدث بصراحة أو أشار إليه؛ وبقيت تلك الآية تؤول أو تفسر على غير معناها لعدم معرفة السابقين بحقائق خلق الله، ودقائق ما أشارت إليه الآية، فكان هذا نوعاً من إعجاز القرآن يظهر في عصر العلم الكوني يشهد بأن القرآن: كلام الله بما حوى من حقائق جهلها البشر جميعاً طوال قرون متعددة وأثبتها القرآن في آياته قبل أربعة عشر قرناً من الزمان فكان ذلك شاهداً بأن هذا القرآن ليس من عند رجل أمي أو من عند جيل من الأجيال البشرية لا يزال يعيش في جهل كبير، إنما هو من عند الذي خلق الكون وأحاط بكل شيء علماً وصدق الله القائل لنبيه?وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ? [النمل: 6]

2 ـ ويقول آخر: (ولقد أشار القرآن الكريم إلى حركة الأرض السنوية حول الشمس بآية كريمة تكاد تكون صريحة الدلالة على الحركة الانتقالية للأرض في قوله تعالى (وترى الجبار تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي اتقن كل شيء). وليس عجيبًا أن يفوت المفسرين جميعًا المعنى العلمي الذي تحتويه هذه الآية؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون أن للأرض حركة يومية أو سنوية، ولكن الآن نحن نعيش عصر العلم ت وقد تكشفت لنا حركة الأرض حول الشمس، نجد أن هذه الآية معجزة علمية قرآنية تقرر أن الجبال ليست ثابتة، ولكنها تمر مر السحاب، فالسحاب كما هو معروف لا يتحرك بذاته، ولكنه ينقل محمولاً على الرياح، وكذلك الجبال يراها الإنسان ويظنها جامدة في مكانها مع أنها تمر مسرعة؛ لأنها محمولة بواسطة الأرض التي تجري في مدارها حول الشمس.

ولقد أخطأ المفسرون حينما اعتقدوا أن هذه الآية تشير إلى زوال الجبال يوم القيامة، ومن هنا صرفوا المعنى عما تحتويه الآية من الإشارة إلى ظاهرة كونية عظيمة فيها إتقان الصنع ما يدل على جلال حكمة الله وقدرته سبحانه طبقًا لقول (صنع الله الذي أتقن كل شيء).

ثالثًا: قولكم ـ حفظكم الله ـ (أقول: بل وهناك آيات لم يرد في تفسيرها شيء عن السلف رضي الله عنهم وفهمها يحتاج إلى الاستعانة بالعلوم الحديثة مع الانضباط بقواعد وأصول التفسير، ومثال ذلك في تفسير قوله تعالى: (نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً) الآية من النحل، فهل لك أن تأتيني من المأثور شيئاً يفسرها على الوجه الصحيح المعتبر، فأنا لم أعثر على ذلك، فالآية تضمنت ذكر تولد اللبن والله تعالى يمتن علينا به، وهذه الآية ينطبق عليها تعريف الإعجاز العلمي بالسبق الذي انتقدته. وأتمنى عليك أنت والأخوة الذين شاركوا هنا أن يبحثوا في تفسير الآية هذه بحثاً مفصلاً، لأن النقد النظري سهل والحجة بالمنهج العملي لا بالاعتماد على أخطاء الآخرين).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير