ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 06:57 م]ـ
بارك الله فيك: لا يوجد شيء من ألفاظ اللسان الأول التي يحتاج إليها في الدين إلا وهو موجود معلوم بيانه في الوحي وكلام العرب المحفوظ ..
قصدي: أن القرآن المحفوظ المنقول عبر القرون هو الذي حفظ اللسان الأول أن يضيع كما ضاعت كل الألسنة التي كانت معاصرة له ..
لاشك أن لسان العرب الأول قد اختلف ودخلته ألسنة أخرى وتغيرت دلالات الألفاظ والأمثلة كثيرة جداً ..
ومنها:
1 - لفظ السيارة في اللسان الأول هل دلالته هي نفس دلالته في لساننا اليوم؟
2 - الشيء الذي يُعقل به كان اسنه في اللسان الأول: القلب وصار اسمه في الألسنة بعده: العقل.
3 - استعمل الناس في الألسنة بعد اللسان الأول لفظ الإباحة للدلالة على المعنى الأصولي المعروف،ولا أثر لهذا اللفظ في اللسان الأول.
4 - استعمل الناس لفظ السنة للدلالة على المستحب لا يكادون يستحضرون غيرها.
5 - وهذا تضييق لدلالة اللفظ في اللسان الأول.
6 - [الصحيح والحسن والموضوع والمطلق والمقيد والمشترك] وغيرها كثير كلها من ألفاظ الألسنة بعد اللسان الأول ولا تعرف في اللسان الأول تدل على هذه المعاني.
والباب الذي يولج منه لاختلاف الألسنة هو باب التوليد ..
.والتوليد نوعان:
الأول: استعمال اللفظ العربي القديم بإزاء معنى لا تعرفه العرب الأولى ومثاله: استعمال لفظ الذرة للدلالة على المعنى الفيزيائي المعروف. وهو التوليد الدلالي.
الثاني: تركيب لفظ الحروف العربية تركيباً لا تعرفه العرب الأولى سواء عرفوا المعنى الذي وضع هذا اللفظ بإزاءه أم كان اللفظ والمعنى جميعاً مولدين. كلفظة الإباحة ولفظة أرسطوطاليس. وهو التوليد اللفظي.
وثم أنواع أخر تتعلق بتضييق وتوسيع الدلالة القديمة يمكن طلبها من كتب علم الدلالة ..
وكل ذلك توليد ليس هو من كلام أهل اللسان الأول .. ولا يُقال هو من لسانهم إلا على طريق الكذب والمين ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Sep 2009, 10:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما تفضل به الأخ: أبو فهر حفظه الله تعالى واضح وبين وهو معروف في الدراسات اللسانية، ولكن السؤال المهم هو: ما تأثير هذا التغيير والتداخل اللساني في توسيع وتضييق الدلالات اللفظية في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وخاصة عند تعذر وجود تفسير مكتمل لكتاب الله تعالى في قرن النبي صلى الله عليه وسلم؟
يضاف إلى ذلك أن التغير اللساني الذي ذكر أبو فهر لا شك أنه نسبي بمعنى أنه يتم بصفة تدريجية وهذا يخلق إشكالا تفسيريا آخر وهو ما الموقف من أقوال الذين ولدوا في قرن النبي صلى الله عليه وسلم، فكل يوم كان يموت أناس ويولد آخرون، والتغير اللساني التدريجي كان مستمرا مع الوقت.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:38 م]ـ
أحسنت يا شيخ إبراهيم ..
وهذا الجزء المتعلق بالتدريج والذين ولدوا بل وعن درجة الاختلاف بين لسان التابعين والصحابة = هو من محال الاجتهاد،ولي تصور عنه ليس هنا وقت بيانه، لكن الذي لا ينبغي أن نتناقش فيه هو هذه النظرية المتفق عليها عند علماء اللسانيات كما تفضلت ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:38 م]ـ
يبدو أني وضعت الموضوع في الملتقى مرتين دون أن أنتبه!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:39 م]ـ
الأخ الفاضل أبا فهر
لعلك تدرك أكثر مني أن الكلام في هذا الباب يحتاج إلى قدر كبير من الدقة، وأظن أن من أهداف هذا المنتدى هو محاولة الوصول إلى فهم صحيح لكتاب الله بقدر الإمكان، والكلام في مثل هذا الموضوع الدقيق إذا لم يكن مبني على قواعد سليمة فإنه يزيد من شقة الخلاف ويبتعد بالقارىء عن الهدف الذي يتطلع الموقع إلى تحقيقه.
من خلال ما سطرته أخانا الكريم أفهم أنك تقول بتطور اللغة أو تغيرها وتحورها من زمن إلى آخر، ونقاشي معك هو محاولة لبيان أثر هذا التطور أو التغير أو التحور على فهم كتاب الله تعالى.
وأنا أتفق معك أن الله حفظ لغة العرب ـ اللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن ـ بأصلي الدين: القرآن والسنة، وهذا الحفظ أثره باق وبخاصة في لغة العلم والتأليف والفهم والممارسة لأحكام الدين.
وما ذكرته أنت من أن هناك ألفاظا مستحدثة فلا أظن أن لها ذلك الأثر في تغير الفهم لكتاب الله أو لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدليل ما ذكرته من أمثلة: السيارة، والذرة.
وعليه فما ذكرته في أول مقالك سواء من كلامك أو ما نقلته عن بن برهان والشاطبي يحتاج أن ينقل من الحيز النظري إلى العمل والتطبيق حتى تتضح للمسألة للقراء على مختلف مداركهم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسعادة في الدارين.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:44 م]ـ
بارك الله فيك ..
1 - القول باختلاف الألسنة ليس قولي بل هو إجماع علماء اللسانيات.
2 - أثر هذا التغير عظيم جداً وأنا مثلت بأمثلة للتوضيح والتقريب فقط ولم أتطرق للأمثلة التي جرت جنايات كالعقل والقياس والمجاز والتأويل والحقيقة والكراهة والاسم والعلم والظن والفقه والإيمان ونحوها؛كي لا أفتح مجالات نزاع أخرى.
¥